موسوعة البدراوي ج5: حقائق... صور..خفايا من خروج العراق الكارثي من تصفيات 90
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
علي البدراوي

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 18803
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 6789
عضو لجنة الارشيف وذاكرة الكرة العراقية
صحفي رياضي
كاتب مُمَيَز
علي البدراوي

عضو لجنة الارشيف وذاكرة الكرة العراقية
صحفي رياضي
كاتب مُمَيَز
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 18803
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 6789
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 2.8
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6807
  • 15:01 - 2008/05/09

قبل البدء: شكر وتقدير وإمتنان الى الدكتور القدير جمال صالح على مساهمته الفعّالة بإعداد هذه الحلقة بسعة صدره الرحب الذي تقبّل خلاله استفسارات صاحب البحث وسؤاله المستمر ومكالماته الدائمة عن تلك المرحلة التي يعتبر جمال صالح أحد شخوصها المهمة تبعا لما نقوم به في كل حلقة من الموسوعة بالاستعانة بأحد شخوص المرحلة التي نكتب عنها فكان للدكتور جمال صالح دورا كبيرا في هذه الحلقة الذي تعاون معنا الماما منه بتنوير الاجيال العراقية الكروية بماضيها وأهمية الوقوف على عثرات الكرة العراقية لاستقصاء الدروس منها وتوخّي العبر..

 وشكر آخر الى من عرّفنا بالدكتور جمال وزوّدنا برقمه وأوصاه بنا وبالمنتدى وأعضاءه خيرا .. الاخ الصديق الرائع عضو مكع الدكتور عمر..


 

 

لو ذكرنا تصفيات مونديال إيطاليا 90 لتذكرنا حال الكرة العراقية بعد مونديال 86 والخطوات التي خطتها والشأن الكروي الكبير والوزن القاري الذي أكتسبته بعد تلك المشاركة.. كيف لا وهي من مثلت الكرة الآسيوية والعربية في مونديال كأس العالم وأثبتت أحقيتها في هذا التثبيت عبر الانجازات التي سترد في هذا البحث..

 

 

المنتخب الوطني العراقي في إحدى معسكراته التدريبية بعد أولمبياد سيئول وقبل تصفيات 90

 

لم يخطط العراق رسميا لما بعد مشاركته الاولى للمونديال (كما نصح إيفرستو القائمين على كرتها) بل ترك الأمر للايام تأخذ مجراها متكلين على الانجازات التي حققها المنتخب بعد تلك المشاركة، لكن لو ذكرنا تصفيات 90 لقلنا بحق أن اي منتخب عراقي لم تتوفر له الظروف الملائمة التي تساعد في تأهله الى مونديال كأس العالم لافي تصفيات 74 التي شرحنا ظروفها ولا في 82 المذكورة ايضا ولاحتى في تصفيات مونديال المكسيك 86 الذي شهد مستوى المنتخب فيها تذبذبا في الاداء ولا في التصفيات التي جاءت بعدها 94 – 98 – 2002 – 2006 – 2010 والتي سنرد الى ذكر تفاصيلها لاحقا...

 

 

صورة نادرة للمنتخب العراقي قبل أشهر قليلة من التصفيات اثناء استراحة ترويحية من وحدة تمرينية قاسية في أحد المسابح

 

إذا تصفيات 90 هي الانسب للكرة العراقية في تاريخها للاسباب التالية:

1-منتخب وطني متكامل يضم مزيج الخبرة (التي شاركت في مونديال 86 ولازالت في قمة عطائها كونها لم تشارك بالمونديال وتصفياته بسن كبير " احمد جاسم – عدنان درجال – كريم وخليل محمد علاوي – اسماعيل محمد – علي حسين شهاب - غانم عريبي – ناطق هاشم – حسين سعيد – علي حسين – احمد راضي) علما أن لتلك النخبة الذهبية مشاركة عالمية سابقة في تصفيات ونهائيات دورة لوس أنجلوس العالمية إضافة الى مشاركتها في تصفيات سيئول ونهائياتها.. إذا هذه النخبة بلغت مرحلة كبيرة من الاعداد والتهيئة والنضوج من خلال الخبرة التي اكتسبتها في ثلاثة تصفيات خاضتها إضافة إلى مشاركتين أولمبيتين وبطولة كأس عالم واحدة.. مزيجا بهذه النخبة ظهرت أسماء شابة لامعة تم تزواجها بتلك الاسماء المذكورة ليصبح لدينا منتخبا وطنيا متكاملا بحق اثبت وفرض وجوده على الخارطة الاسيوية والعربية والخليجية وتلك الاسماء هي: (ليث حسين – حبيب جعفر – عماد هاشم – سعد عبد الحميد – راضي شنيشل – عباس عطية – حسن كمال- سعد قيس – مظفر جبار).. شارك البعض من تلك الاسماء في أولمبياد سيئول وتصفياتها اذا لها احتكاك عالمي ايضا..

2- مدرب كفوء ومحنك وصاحب خبرة استلم المنتخب من جديد وله تجربة ودراية في لعبة التصفيات مرتين (لوس أنجلوس 84 وسيئول 88) أسمه عمو بابا..

3-البطولات والانجازات الكبيرة التي حققتها تلك النخبة من خلال نيلها خلال الأعوام الاربعة الفاصلة بين مونديالي (86 الى 90) بطولة الخليج العربي 88 – التأهل واللعب في أولمبياد سيئول 88 – كأس العرب 88 – إضافة الى انجازات نادي الرشيد الذي يلعب فيه أكثر من 12 لاعب دولي حققوا معه انجازات كبيرة على الصعيد العربي والوصول الى مراحل متقدمة على الصعيد الآسيوي ناهيك عن انجازات الفرق العراقية للفئات العمرية حيث دخل العراق تصفيات 90 وشبابه متوجين بلقب آسيا في الدوحة 88..

4-حالة الاستقرار التي سادت المجتمع العراقي والظروف النفسية الحسنة في فترة السلام الوحيدة التي عمت في العراق (88 الى 90) والتي أثرت إيجابيا على نفسية اللاعب العراقي شأنه شأن بقية ابناء شعبه..

5-الاعداد القوي لتلك النخبة الذهبية، الامر الذي جعلهم متفرغين للمنتخب الوطني كليا فما ان تنتهي بطولة حتى يشتركون بالاخرى مما جعل تواجدهم في أنديتهم المحلية نادرا وقد يلعب أحدهم مباراتين او ثلاثة مع ناديه طيلة موسم كامل، بسبب تفرغه للمنتخب..

6-مباريات دولية وودية وبطولات كثيرة اشتركوا فيها إضافة الى الشيء الاهم هو رفع الحضر على اللعب في بغداد مما جعل (والكلام للصحافة العربية "مجلة الرسالة الكويتية – مجلة الوطن الرياضي – مجلة كل العرب) تأهلهم الى مونديال كأس العالم أمرا مفروغا منه..

7-لأول مرة العراق يخوض تصفيات كأس العالم على أرضه وبين جمهوره منذ أول مشاركة عام 74..

 

بدأت التصفيات:

 

المجموعة الاسيوية الأولى يترأسها العراق ضمت كلا من:

 

 

عُمان

 

 فريق بدأ بالتطور وفرض نفسه كمنتخب صعب التغلب عليه بنتيجة كبيرة كما كان في السابق وذلك في بطولة خليجي 9 بالرياض وكان له تعادلا في أولى مبارياته مع بطل الدورة المذكورة منتخب العراق الوطني ويعد فوزه على قطر لأول مرة في تاريخ مشاركاته في كأس الخليج سابقة تاريخية تنذر بتطور الكرة العمانية..

 

الأردن

 

 ليس بالفريق القوي جدا ولايحسب له ذلك الحساب، كانت لهم خسارة قاسية مع العراق على ملعبهم في تموز أثناء بطولة كأس العرب (قبل سبعة اشهر من انطلاق التصفيات) اضافة الى خروجه بسهولة من تصفيات مجموعته في كأس الامم الاسيوية التي اقيمت في كوالامبور والتي انسحب العراق منها..

 

قطر

 

 فريق جيد الا أن له خسارات مذلة مع المنتخب الوطني العراقي قبل أشهر من انطلاق تصفيات كأس العالم (تصفيات سيئول 3-1/4-1 خليجي 9 بالرياض 3-0) ناهيك عن عدم تقديم مستوى يذكر في بطولة أمم آسيا 88 التي استضافتها الدوحة وأداءه السيء في بطولة كأس الخليج الذي استضافتها الرياض الأمر الذي جعل المراقبين يستبعدون كليا منافسته للعراق..

 

  قبل التصفيات

 

 مانشيتات الصحف والمجلات العراقية والعربية كانت تصب لصالح منتخب النجوم.. وفريق الانجازات (الفريق العراقي) رغم انتقاد بيتر فيليبان له بسبب رفضه المشاركة في بطولة الأمم الاسيوية مهددا اياه بعقوبات وخيمة واستمرار التصريحات ضده في كل جلسة يعقدها الاتحاد الاسيوي، كل تلك الامور جعلت أكثر المحللين يتوقعون أن تكون التصفيات الأولية نزهة للفريق العراقي لسهولة مجموعته.. علما أن الشيء الحسن في تصفيات تلك الفترة في قارة آسيا هو الاتفاق على إقامة كل مباراة في يوم جمعة لتستمر قرابة 36 يوم حين لم يكن الاحتراف على أوجه مطبقا بالمنطقة مما ساعد على تفرغ اللاعبين مع منتخباتهم..

 

بدأت التصفيات

6/1/1989: العراق × عُمان (مسقط) 1/1 : سيناريو خليجي 9 يتكرر من جديد لكن بالعكس.. العراق يتقدم في الدقيقة 18 بهدف للاعب الوسط البارع اسماعيل محمد شريف..

 

 

 عقم هجومي عراقي وتراجع بعد الهدف شابه ضعفا باللياقة البدنية سرعان ماجاء على اثره هدف التعديل العُماني في الدقيقة 37 من نفس الشوط بتوقيع محمد علي حمود عبر ارتباك المدافعين وسوء تقدير من الحارس أحمد جاسم.. الشوط الثاني شهد تراجعا بأداء الفريقين وعدم جدية بهجمات الفريق العراقي لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف للعراق وعمان وهي نفس نتيجة افتتاخ خليجي 9 بالرياض (قبل عام).. لكنها ليست دورة الخليج كي تعوض ياعراق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

 

6/1/1989: قطر × الأردن (الدوحة)1/0: أنتهت المباراة بفوز قطري بنتيجة 1/0 لينتهي أول أدوار المجموعة بتصدر قطري مستحق..

 

13/1/1989: قطر × عُمان (مسقط)0/0: عُمان تفرض نفسها على المجموعة بقوة بإنتزاعها النقطة الثانية من قطر بمباراة حماسية انتهت بالتعادل بدون أهداف 0 / 0..

 

13/1/1989: العراق × الأردن (عمّان)1/0: دخل الفريق العراقي إلى تلك المباراة متوترا جدا.. أهداف بالجملة ضيعها المهاجمين ولاعبي الوسط، يبدو أن لوم الصحافة والاذاعات وبرنامج الرياضة في أسبوع اثر كثيرا على لاعبي الفريق فحاولوا التعويض فكان أداءهم من سيء الى اسوأ.. الاضاعات كثرت بالشوط الاول.. مؤيد البدري يخرج عن توازنه لينتقد بشدة لاعبي فريقه.. وقال صيحته المشهورة التي أصبحت (كليشة ثابتة في برنامج الرياضة في أسبوع لمدة سنة) "أحمد أهوووووووو".

أنتهى الشوط الاول بالتعادل السلبي ليبدأ الشوط الثاني بتوتر أشد وأعصاب مشدودة للفريق العراقي برغم السيطرة حتى بان عليهم وكأنهم يتسابقون مع الوقت لا مع الفريق الاردني..

الدقيقة 66 من المباراة جاء بها الفرج من الظهير الايسر غانم عريبي.. كرة قوية من قوس الجزاء سددها غانم مسكها الحارس ميلاد عباسي تفلت من يده داخلة المرمى ليسجل غانم هدف العراق الوحيد معلنا بعدها بأنه هدية الى عروسه بمناسبة مرور أسبوع من زفافه..

 

 

أنتهت المباراة بفوز عراقي بهدف دون رد مع الف علامة استفهام وجهتها الصحافة على مصير المنتخب في هذه التصفيات (السهلة)!!!!!...

 

20/1/1989: عُمان – الأردن (عمّان): 0-2 للأردن..

 

20/1/1989: العراق – قطر (ملعب خليفة الدولي في الدوحة):

 

 قدم المنتخب العراقي في تلك المباراة مستوىً طيبا لكن سوء التحكيم وتكدس الفريق القطري أمام مرماه أعاق تسجيل هدف، التحكيم في تلك المباراة كان سيئا جدا (كالعادة) ومنصبا لصالح الضيوف.. هدف عراقي نظيف يلغيه الحكم.. شارفت المباراة على النهاية حتى جاء جاء الهدف القطري القاتل في الدقيقة 80 منها بتوقيع اللاعب الصومالي المُجنس محمود الصوفي..

http://diwania.alazraq.com/showthread.php?t=150775

 

 لتنتهي تلك المباراة بخسارة العراق وتصدر قطر للمجموعة..

 

 

 

بعد المباراة صبت الصحافة العراقية جام غضبها على (عمو بابا) دون غيره مذكرينه بكبوة لوس أنجلوس وتداعياتها وطالب الجميع، بإقصاءه نظرا لصعوبة موقف العراق بالمجموعة ليخرج مؤيد البدري في برنامج الرياضة في أسبوع مطمئنا الجميع ومذكرا إياهم بأن مباريات الاياب ستجري في بغداد.. ملقيا الكرة هذه المرة في ملعب الجمهور العراقي طالبا منه التشجيع الى آخر نفس حتى إن كنا فائزين 12-0 أو خاسرين 12-0..

 

 

إنتهى أمر عمو بابا ليتسلم المنتخب الوطني على عجل كادر تدريبي بقيادة مدرب نادي الرشيد الدكتور جمال صالح..

 

مباريات الإياب

 

27/1/1989: قطر – الأردن (عمّان): أنتهت تلك المباراة بنتيجة 1/1 للفريقين لكن هناك أمر قد حدث كان بإمكانه تغيير واقع التصفيات برمته فيما لو حصل.. المباراة جرت في أجواء ممطرة ومتوترة جدا..

فقد كانت حماسية بمعنى الكلمة زاد من فتيلها العشرون ألف الذين غصّ بهم ستاد عمان الدولي .. وقعت أحداث كثيرة في المباراة وتوقفات عدة أعطى خلالها الحكم مايقارب 5 دقائق وقت ضائع.. شارفت المباراة على الانتهاء لكن ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 94 من المباراة يسددها بقوة خالد عوض (بدون صافرة الحكم) تدخل المرمى وسط اعتراض القطريين ..

http://ikbis.com/anasjordan1989/shot/84212

 

 فرح هستيري يعم الملعب وسط فوضى وتدخل الجمهور والشرطة تحاول السيطرة.. كان من الممكن أن يكتفي الاردنيون بفرحة بسيطة لكسب الوقت الذي لم يبق منه الا دقيقة، لكن فرحتهم هذه عمت عليهم لتضاف مايقارب العشرة دقائق اضافية الى الشوط الثاني كتعويض عن (فرحة الهدف التي لم تتم) ليسجل القطري محمود الصوفي هدف التعادل في الدقيقة 101 من المباراة..

لو فاز الاردن في تلك المباراة خدمة كبيرة للعراق وتغيرت التصفيات برمتها لكنه الحظ ايضا..

 

 

27/1/1989: العراق – عُمان (ملعب الشعب): غير جمال صالح الخطة.. ففاجأ الفريق العماني بتقديم أحمد راضي وجعله مهاجما أمام حسين سعيد.. أداء راقي ورفيع قدمه الفريق العراقي أمام 50 ألف متفرج غص بهم ملعب الشعب الدولي بزيه الجديد الذي تفاءل الجميع به كونه مشابه لتصميم زي بطل أوروبا (هولندا)..

 

  حسين سعيد واحمد راضي وناطق هاشم قبل المباراة وبالزي الجديد

 

في الدقيقة 33 من الشوط الأول الهداف أحمد راضي يكفر عن عقمه التهديفي في مباريات الذهاب ليسجل هدفا أولا للعراق منهيا بذلك الشوط الاول بهدف دون رد..

بدأ الشوط الثاني بضغط كبير من قبل الفريق العراقي أسفر عن تسجيل هدف لحسين سعيد في الدقيقة التاسعة منه.. مباراة من طرف واحد للعراق أمتعت الحاضرين في ملعب الشعب أبى ناطق هاشم الا أن يختمها بهدف ثالث في الدقيقة 85 من المباراة منهيا ناصر حمدان المباراة بهدف عماني في الدقيقة 90 منها لتنتهي المباراة عراقية 3/1...

 

3/2/1989: قطر – عُمان (الدوحة): 3/0 أنهت قطر المباراة لتنفرد بصدارة المجموعة بجدارة متوعدين العراق بمباراة كبيرة في بغداد..

 

3/2/1989: العراق – الأردن (ملعب الشعب) 4/0

 

 

 أحمد راضي يواصل ابداعه وتألقه كهداف للعراق وللعرب ولقارة آسيا صال وجال بالملعب مسجلا اربعة أهداف جاءت بالدقائق:

26 – 42 – 66 – 80..

 

ذاكرة الكاتب الشخصية وهو مالم تذكره المصادر والوثائق تقول: أنه بعد يوم أو يومين من المباراة خاض منتخب العراق العسكري بيه الابيض (نفس المنتخب الوطني) مباراة مهمة مع الامارات في تصفيات كأس العالم العسكرية على ملعب الشعب انتهت بالتعادل بهدف لكلا الفريقين ليلعب مباراة الاياب بعد عشرة أيام في الشارقة بتشكيلة مغايرة للتي لعب بها مرتديا الاحمر خسر بها وودع التصفيات والبطولة الاثيرة التي له معها حكايات..

أنتظر التصحيح والاضافة على هذه المعلومة رغم أنني متأكد منها..

 

10/2/ 1989: عمان – الأردن (مسقط)0/2: مباراة شرفية بين الفريقين أنتهت اردنية بهدفين دون رد..

 

10/2/1989: العراق – قطر (ملعب الشعب)2/2 :

 

 المباراة جرت في أجواء ممطرة أوحلت جزءا من أرضية ملعب الشعب وأمام جمهور بلغ أكثرمن 50 الف متفرج وفي حصيلة أخرى كان العدد 60 ألف غص بهم ملعب الشعب.. خلت حينها شوارع بغداد من المارة وخصصت مديرية المرور العامة دراجات نارية لمرافقة المنتخب من مقر تواجده الى الملعب.. المنتخب دخل المباراة بهيبة وبمعنويات عالية..

بدأت المباراة.. اللاعب القطري صالح عيد يفاجأ الجميع بهدف مبكر في الدقيقة 18 من الشوط الاول يتحمل مسؤوليته أحمد جاسم والدفاع.. إذا تتقدم قطر بهدف دون مقابل.. مضت الدقائق بسيطرة عراقية، تحويلة من جهة اليسار تتلقفها الرأس الذهبية لاحمد راضي لتودعها بكل امانة في الشباك مسجلا بها هدفا من أروع أهداف اللاعب بل ومن اروع الاهداف التي شهدها ملعب الشعب ولكن... النتيجة لازالت تصب في مصلحة قطر كون التعادل من صالحها..

انتهى الشوط الاول بالتعادل بهدف لكليهما..

 

 

الشوط الثاني

 دخله المنتخب (بدريس) مغاير للذي ارتداه في الشوط الاول لأن الوحل قد اصابه فأرتدى (دريس أخضر قاتم) باكمام طويلة مع ثلاث خطوط بيضاء متوازية من جهة الكمّين.. شهد الشوط دفاعا قطريا على النتيجة مع توتر وسيطرة عراقية دون خطورة تذكر على مرمى يونس أحمد.. كرة عرضية ترتطم بالعمود تتلقفها قدم حسين سعيد مسجلا هدف العراق الثاني في الدقيقة 75 من المباراة مفرحا بذلك الجمهور العراقي الحاضر بالملعب وكل من شاهد المباراة بالتلفزيون ليردد ملعب الشعب بأكمله الكلمة المحببة للجمهور العراقي (جيس جيس قطر).. إذا الأمور تسير على مايرام.. والعراق يقترب من المرحلة الثانية من التصفيات التي سهلتها اليه الصحافة والاعلام.. المباراة تشارف على الانتهاء والجمهور العراقي لم ينقطع هتافه للمنتخب ولاعبيه.. يا الهي ماذا يحدث هدفا ثالثا بالطريق.. علي حسين يضيع كرة أمام المرمى القطري..الدقيقة 85 حكم المباراة يوقف اللعب ليلعب بعدها الفريقان كرة مشتركة ينزلها اليهم الحكم.. عدنان درجال يضرب بطن اللاعب القطري بكل قوة ودون مبرر ليسفر سلوكه عن ضربة حرة لقطر..

 

عدنان درجال

أحمد جاسم

 عادل خميس يسدد كرة (عادية جدا) متوسطة القوة والعلو.. أحمد جاسم متقدما جدا عن مرماه (وكأنه جزءا من خطة اللعب) تلمس كفاه الكرة لتفلت منها الى داخل الشباك العراقية وسط ذهول الجميع ليحل صمت مطبق في ملعب الشعب.. وفرحة قطرية عارمة بالهدف وبالوقت معا..

بدأت تصرفات قطر المشروعة بإضاعة الوقت وما شابه لتنتهي المباراة بتعادل العراق وقطر 2-2 وتأهل قطري مستحق الى المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم..

 

الغريب في الامر أن الشارع العراقي لم يصدق أن منتخبه صاحب الانجازات والصولات والجولات والذي لم يخسر منذ فترة طويلة منذ عام 84 تصفيات دخلها أو بطولة اقليمية أو عربية شارك فيها قد أصبح OUT من تصفيات أولية سهلة تحتوي على فرق كانت له صولات وجولات معها.. فكيف يخرج ابطال العرب وابطال الخليج وممثل آسيا بالاولمبياد وكأس العالم بهذه السهولة وعلى أرضه وبين جمهوره ومع من؟؟ مع قطر التي غلبناها بنتائج مذلة خلال اربعة اشهر..

 

على أثر ذلك كله سرت اشاعة في الشارع العراقي تفيد بأن الفيفا قد أمر بإعادة المباراة في بلد محايد كون قطر قد أشركت لاعب حاصل على إنذارين.. بعض الصحف العراقية تساءلت عن هذه الاشاعة.. انتظر الجميع ثلاثاء مؤيد البدري الذي قضى فيه على الامل كليا في حلقة خاصة عن المباراة.. عن خروج المنتخب من التصفيات مكذبا الاشاعة..

إنتهى كل شيء وضاع حلم التأهل الى مونديال كأس العالم من العراق وعلى هذا الجيل..

بقي أن نقول أنه في شهر أكتوبر/ تشرين الاول من نفس العام اقيمت المرحلة النهائية من التصفيات المذكورة بنظام التجمع للفرق المتصدرة لمجموعاتها تاهل منها كوريا الجنوبية

 

 

والامارات كممثلين لآسيا في مونديال إيطاليا 90 في نفس الوقت الذي أحرز الفريق العراقي بطولة كأس الصداقة والسلام الودية التي اقيمت في الكويت..

 

 والتي عدها البعض (بغباء) خير تعويض للعراق عن فقدانه بطاقة التأهل الى مونديال روما 90 ففي الوقت الذي اقيمت فيه احتفالات عارمة في دبي وأبو ظبي والشارقة بتأهل الامارات لاول مرة بتاريخها الى المونديال كانت أصوات الرصاص تلعلع في بغداد فرحا بنيل منتخبها كأس الصداقة والسلام الودية!!!!!!!!!!!!!..

 

الدروس والعبر المستنبطة من البحث:

1-   بما اننا قد ذكرنا المميزات التي يتمتع بها ذاك المنتخب التي من شأنها ان تؤهله الى المونديال فلا بد أن نذكر أن المنتخب العراقي قد راح ضحية كادر تدريبي غير خبير بلعبة اسمها تصفيات كأس العالم (حصرا)..

2-   كان من الممكن عدم الاتكال الكلي على اللاعبين اصحاب الخبرة وزج الشباب بصورة أوسع وأولهم حارس المرمى عماد هاشم الذي تألق بعد شهر من تلك التصفيات المشؤومة في بطولة العالم للشباب في السعودية، وأعطاء فرصة لراضي شنيشل وسعد عبد الحميد كأساسيين بالتشكيسلة خصوصا بعد ترهل أداء غانم عريبي وعدنان درجال..

3-   بما أن الحارس نصف الفريق بعرف كرة القدم فأن تواجد أحمد جاسم وأخطائه القاتلة في تلك التصفيات أثبتت أن الحارس 99% من الفريق..

4-   الاستهتار الذي رافق منتخبنا المتخم بالنجوم والانجازات بفرق مجموعته بسبب الهالة الاعلامية الدولية والمحلية المحيطة به كان على على اثره تعادل مخيب مع عمان وفوز بشق الانفس على الاردن وخسارة مع قطر.. سرعان ما أعاد توازنه في مباريات الاياب بما فيها مباراة قطر الاخيرة ولكن الأمور أثبتت أن ضياع نقاط الذهاب هي التي تحدد تأهل الفريق من عدمه..

 

المصادر والمراجع:

1- سلسلة مكالمات هاتفية مطوّلة ومسجات مع الدكتور جمال صالح مدرب المنتخب الوطني العراقي في مرحلة اياب تصفيات مونديال 90..

2-مجلة الرشيد

3-مجلة الرسالة الكويتية

4-صورة المنتخب القطري من السيد ماجد الكوتاوي

5- تقرير التصفيات النهائية من السيد فراس الصكبان بعضوية echo iraq

6-الحجي 17

7-ذاكرة الكاتب الشخصية

 

دمتم بوِد

 موسوعة البدراوي ج5: حقائق... صور..خفايا من خروج العراق الكارثي من تصفيات 90
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©