لايحق لأية مجلة أو جريدة أو موقع النشر دون إذن صاحب البحث أو إشراف المنتدى
تعد الفترة الفاصلة بين أول تصفيات كأس العالم خاضها المنتخب العراقي بتاريخه 73 وبين ثانيها 81 طويلة جدا قياسا بالعمر الزمني لأي فريق كرة قدم.. فقد تغيّر الجيل الذي لعب التصفيات الأولى بأكمله وطرأت متغيرات هائلة على الكرة العراقية صبت أكثرها في صالحها... الفريق العراقي بعد خروجه من تصفيات كأس العالم 74 تسيّد الساحة الاسيوية للشباب بفوزه ببطولتها ثلاث مرات 75و 77 و78.. والفريق العراقي نافس بقوة على خليجي 4 بالدوحة ليكون وصيفها والفريق العراقي أحرز بطولة خليجي 5 في بغداد.. والفريق العراقي أحرز بطولتين للعالم العسكرية عامي 78 في دمشق و79 بالكويت.... والفريق العراقي تأهل الى أولمبياد موسكو 80 (بهبة دولية) وحقق فيها نتيجة إيجابية مرموقة بإجتيازه مجموعته وتأهله الى دورها الـ8..

ناظم شاكر - عدنان درجال - رعد حمودي - حسين سعيد - ابراهيم علي - حسن فرحان
عادل خضير - فلاح حسن - سليم ملاخ - هادي احمد - ناطق هاشم
إذا منتخب العراق بكرة القدم كان من المفترض أن يدخل تصفيات كأس العالم متكاملا متوجا بالثقة المفرطة التي جاءته عبر كل تلك الانجازات التي عاصرتها أكثر تشكيلته في تلك الفترة..ممزوجا بالوجوه الشابه الجديدة ولاعبي الخبرة الافذاذ..
في لقاء أجرته مجلة الوطن الرياضي مع اللاعب العالمي مصطفى دحلب نجم منتخب الجزائر وكابتن فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في عددها الصادر في كانون الثاني/يناير من عام 1981 سألته فيه عن رأيه بالكرة العربية وهي تخوض تصفيات كأس العالم ومن يرشح منهم ليكونوا سفراءا للعرب في اسبانيا.. أجاب قائلا:

المكان محجوز لثلاثة من الان.. نحن (الجزائر) وتونس (أمل العرب) .. والمستقبل (العراق).. سألته المجلة المذكورة عن سبب ترشيحه للعراق وعما إذا كان يعرف شيئا عن كرة هذا البلد (البعيد عنه) فقال:
كيف لا أعرف العراق .. فقد فاجأني فريق هذا البلد يوم قهرونا بثلاثة أهداف دون مقابل ومن يومها أتابع أخبارهم بشغف حتى في فرنسا.. الفريق العراقي فريق مذهل وأراهن عليه بأنه سيجاري الكبار في بطولات كأس العالم القادمة وله شأن كبير ومستقبل واعد وربما سيكون أحد الفرق العالمية الكبرى في بطولة كأس العالم 98 إن سار على نفس نهجه الحالي..
لم يأتِ تصريح دحلب من باب الاعجاب بقدر ما استند عليه من واقع إنجازات الكرة العراقية في تلك الفترة...
في 22/9/1980 إندلعت الحرب العراقية الايرانية الضروس.. وقد كانت الحرب وأبواقها غريبة جدا على المجتمع العراقي الذي شهد فترة رخاء وازدهار اقتصادي في سبعينيات القرن الماضي.. وقد سخّر البلدان (العراق وإيران) طاقتيهما البشرية والاقتصادية لتلك الحرب.. وكانت أولى تأثيرات الحرب السيئة على البلدين منصبّة على الرياضة.. فالدوري في إيران تم الغائه أوائل سنين الحرب وانسحب منتخبها العريق ممثل آسيا في مونديال الارجنتين 78 وصاحب الانجازات الكبيرة من تصفيات كأس العالم 82 بسبب تشتت لاعبيه في الحرب..أعقبه انسحاب آخر لايران من تصفيات كأس العالم 86 بسبب اوضاع الحرب أيضا..
أما عن العراق فقد كان وقعها سيئا جدا على اللاعبين العراقيين في أوائلها.. خصوصا أن أغلبهم تم استدعائه الى معسكرات التدريب بسبب مواليدهم المستحقة.. إضافة الى وجود أقاربهم وأعزائهم وأصدقائهم في جبهات القتال، ناهيك على أن هذا الجيل نفسه كان قد شهد فترة الرخاء الذهبية في السبعينيات كان من الصعب عليه أن يتأقلم مع هذا التغيير الكبير، حتى جاء الجيل الذي بعده في البلدين (العراق وايران) ليواكبا الحرب الضروس ومآسيها ويوظفاها بإنجازات كروية خلال سني الحرب الطويلة..
التصفيات
إذا كانت هناك قارة غير مستقرة في نظام تصفيات كأس العالم منذ بداية انطلاق هذه البطولة حتى اليوم فهي آسيا.. فالمنتخب العراقي عانى ماعاناه بسبب نظام التجمع والمباريات المتقاربة على مرحلتين في بلد واحد في تصفيات كأس العالم السابقة 74 في استراليا التي استضافت مباريات الذهاب والاياب.. وقد عانى من زرع اسرائيل في مجموعته في تصفيات كأس العالم 78 وانسحب منها.. ليعاني من جديد من نظام التجمع الواحد في إحدى بلدان المجموعة ليتم حسم التصفيات بأكملها من خلال تصفيات تجمع بمرحلة واحدة تُقام في بلد منافس!!!..
وقد أوقعت القرعة العراق في المجموعة الثانية التي ضمت كلا من:
السعودية – البحرين – سوريا – قطر – إضافة الى العراق:
العراق
حسن فرحان - ناظم شاكر - ابراهيم علي - حسين سعيد - ناطق هاشم - عدنان درجال
فلاح حسن - هادي احمد - عادل خضير - نزار أشرف - رعد حمودي
تم تجميع المنتخب العراقي بقيادة المدرب اليوغسلافي فويا وبمساعدين عراقيين بقيادة المدرب دوكلص عزيز أواخر كانون الثاني 81 استعدادا للتصفيات وقد أجريت التمارين في ملعب الشعب تحت وقع الغارات الايرانية على العاصمة بغداد.. وبعدها اقيم للمنتخب معسكرا تدريبيا في المغرب تخللته عدد من المباريات الودية وبعدها وصل المنتخب برا الى السعودية مجهدا وبتجهيزات غير ملائمة لطبيعة الارض (التارتان) التي سيلعب عليها.. وكالعادة دخلها المنتخب بدون استعداد وبلياقة بدنية بلغت (صفر)..بقي أن نقول أن هناك سوء معاملة مقصودة من المدرب فويا للاعب فلاح حسن لم يعرف الجميع سببها حتى أن هناك محاولات عديدة قد جرت لاصلاح ذات البين الا أن فويا تعمد الاساءة الى فلاح حسن بإخراجه من احدى المباريات واشراك المهاجم الناشىء كريم هادي محله..
البحرين

قد يستغرب القارىء حين يعلم أن هذا الفريق هو أقوى فرق المجموعة إعداداً للتصفيات ومراهنة على التأهل.. فقد تم تجميع الفريق استعدادا لها منذ حزيران/يونيو 1980أي قبل تسعة أشهر من بدءها.. وقد تم اختيار المدرب العالمي اليوغسلافي الشهير (بروتشش) لتدريبه.. فأول ماقام به هذا المدرب هو تشكيل منتخب شامل من ثلاثة منتخبات هي: الوطني (من بقايا كأس الخليج 79 في بغداد) – والعسكري (المشارك في تصفيات كأس العالم العسكرية) – والشباب (الفائز ببطولة سنغافورة الودية)..تم تجميع مايقارب الثلاثين لاعبا ليدخل بهم بروشيش معسكرا تدريبيا لمدة شهر كامل في أنكلترا وبعدها توجه بفريقه الى بطولة الرئيس الكوري ليعودوا من سيئول الى مدينة نيس الفرنسية معسكرين بها لمدة شهر ونصف..منهين بذلك فصل الصيف بأكمله بمعسكرات خارجية وإعداد متكامل.. حتى وقع المحظور.. بروشيش يستغل الموقف قبل التصفيات بشهر ليساوم الاتحاد البحريني بأمرين: إما أن يلغى عقده فورا أو أن يلعب التصفيات بمنتخب الشباب فقط الذي توصل من خلال معسكراته التدريبية الى أن لاعبيه افضل من نجوم الوطني..فاجأ قرار بروتشش وفي هذا الوقت الحرج الجميع في البحرين ليتم الغاء عقده متهمة الصحافة البحرينية إياه (بالغدر) ليترك المنتخب الذي بناه على سواعده ويتسلم المهمة على عجل المدرب المصري فاروق أحمد..
السعودية
هي البلد المستضيف للتصفيات واستماتت من أجل التأهل (لا عن المجموعة فحسب بل إلى كأس العالم) وقد استعدت هي الاخرى بقوة للتصفيات بلقاءها مع المنتخب الوطني التونسي بكامل نجومه إضافة الى معسكرات خارجية قوية ومتطورة..ولكن صدمة قوية منيت بها السعودية قبل بدء التصفيات بشهر (شأنها شأن البحرين).. ماجد عبد الله يتعرض لاصابة خطيرة في إحدى المعسكرات التدريبية الخارجية ليعلن الطبيب عن ابتعاده عن الملاعب طيلة ستة أشهر .. تلملم السعودية أوراقها وتراهن على اللاعب (مالي الاصل) أمين دابو اضافة الى ماتمتلكه من نجوم آخرين كصالح النعيمة والحارس سالم مروان والمهاجمين الواعدين سعود الجاسم ويوسف خميس..
سوريا

غريب أمر هذا الفريق (حينها) فقد شهدت سوريا محاصصة كروية بتقسيم منتخبها الوطني الى فريقين (وطني أول وعسكري) الا أن السخط قد اثار اللاعبين السوريين بالامتيازات التي تمتع بها المنتخب العسكري (نادي الجيش السوري) عن الوطني حتى أن العسكري مثّل سوريا في تصفيات أمم آسيا في أبو ظبي والتي من المفترض أن يمثلها الوطني كما هو معتاد وقد على شأنه بعد أن تصدر المجموعة وتأهل بسوريا الى أمم آسيا في الكويت 80... اثيرت الشكوك عن تكرار التجربة وتمثيل العسكري لسوريا في تصفيات كأس العالم حتى أن لاعبي الاندية الاخرى قالوا (ماجدوى لعبنا بالدوري وفي أنديتنا إذا لم يكن لدينا أملا بتمثيل المنتخب مادمنا لانلعب بنادي الجيش)؟!!! لكن الاتحاد قد حسم الأمر بنظام المحاصصة (باللعب وبالتشكيلة) ليكون المنتخب الوطني السوري عبارة عن: 50% من من العسكري (نادي الجيش) و50% من بقية الأندية..وتم هذا الامر بالتشكيلة وبالبعثة بأكملها!!!!...
الصحافة السورية تهزأ بهذا المنتخب وتقاطع أخباره.. أحمد جبّان رئيس البعثة السورية يصرح من جدة: سنتأهل الى المرحلة الثانية من التصفيات ويقول: عراق اليوم ليس عراق الأمس.. والسعودية ليست بتلك القوة التي ترعبنا، أما الاخرون فدون مستوانا لينال تصريحه استهزاء صحافة بلده وسخطهم.. علما أن المقدم محمد عزام مدرب الفريق قد أعرب بعد يومين من تصريح رئيس بعثته عن خشيته من التصفيات..
بقي هناك معلومة نقولها أن المنتخب السوري قد تم تجميعه في دمشق قبل اسبوع واحد من بدء التصفيات بسبب الخلافات على التشكيلة بين (العسكري والوطني) سبقها بشهرين وحدة تمرينية واحدة بالاسبوع، ولكن كل فريق يتمرن على حدة (العسكري في ملعب ولاعبي الاندية الاخرى في ملعب)!!!!!!!!!!!!!...
قطر

فريق جيد ويضم نجوما واعدين ولكن لم يراهن عليه الكثيرون الا أن الجميع أشاد بأستعداداته من خلال المعسكرات التدريبية القوية التي دخلها والاعداد الجيد الذي سبق التصفيات بثلاثة أشهر اضافة الى اعتماد كادرهم التدريبي على لاعبي الدوري المستقر.. الاعتماد الكلي كان على نجم الصحافة والاعلام منصور مفتاح وكذلك نجم الدوري ابراهيم خلفان اللذان راهنت عليهما الصحافة القطرية بأنهما لن يخيبا الظن ولكن لم تثق كثيرا بإمكانية تأهل منتخبها لوجود العراق والسعودية من باب (رحم الله إمرءٍ عرف قدر نفسه)..
تصفيات ... لكن بكأس!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من أغرب مايعرف عن تصفيات هذه المجموعة (المجموعة الثانية) أن السعودية قد خصصت كأسا ذهبيا لها وميداليات ثلاث (ذهب وفضة وبرونز) للفرق الثلاث جاعلة منها بطولة وليست تصفيات!!!!..
بدأت التصفيات التي استضافتها السعودية في شهر آذار من عام 1981 وعلى ارضية ملعبها (التارتان)..
18 /3 (العراق – قطر) 1/0 : لعب فيها الفريق العراقي بلياقة ضعيفة جدا وبطء في الحركة وترهل بدا واضحا للعيان بأبدان اللاعبين.. انتهى الشوط الاول من المباراة بالتعادل بدون أهداف..
بدأ الشوط الثاني الذي شهد سيطرة عراقية مع عقم هجومي ولكن ما أن حلت الدقيقة 20 حتى شهد هبوطا كليا للياقة اللاعبين البدنية أثمرت عن تراجع وسيطرة قطرية اضاعوا على أثرها الكثير من الاهداف بسبب قلة الخبرة..
حلت الدقيقة 39 منه ليسجل حسين سعيد هدف العراق الاول لتنتهي المباراة بتصريح مدرب قطر إيفرستو: لو كانت كل مباراة تبنى على الفرص السهلة لكنا نحن الفائزين....
3/19 (البحرين – سوريا) 1-0 :
أنتهت أوقات المباراة بالتعادل دون أهداف حتى جاءت الدقيقة 90 منها ليعلن الحكم ضربة جزاء مستحقة لصالح البحرين نفذها بنجاح فؤاد بو شقر..
3/21 (العراق – السعودية) 0-1:
مباراة حماسية وقوية جدا غاية بالاثارة.. ولكنها كانت مشحونة أيضا وشهدت خشونة من قبل الفريقين.. الشوط الاول كان متكافئا وهجمات كر وفر ولكن هجمات العراق أخطر لينتهي بالتعادل بدون أهداف.. الشوط شهد تحسنا بلياقة لاعبي العراق مقارنة بالمباراة السابقة..
الشوط الثاني

يبدو أن الفريقين قد عزما على عدم إنهاء المباراة بالتعادل ليشهد ذلك الشوط الثاني حماسة منقطعة النظير ولكن كالعادة ما أن حل ربعه الثاني حتى شهد انخفاضا مريعا باللياقة البدنية للفريق العراقي ليلعبوا على الواقف (كما وصفتهم مجلة الوطن الرياضي).. ببالغ الاسف استغل اللاعبون السعوديين هذا النقص بلياقة الفريق العراقي ليصولوا ويجولوا في خطوط العراق التي وصفتها صحيفة الصقر القطرية (صارت شوارع) ليصبح اللعب من طرف واحد فقط (سعودي 100%).. إستفز هذا الامر لاعبوا منتخبنا ليطرد على أثره عادل خضير من المباراة ويصاب حسين سعيد.. صال السعوديون وجاولوا أمام مرمانا ليتوج أمين دابو جهود فريقه بهدف جميل جدا في الدقيقة 38 من الشوط الثاني منهيا بذلك المباراة بفوز السعودية بهدف دون رد مصعبا المهمة على العراق خصوصا أن التصفيات كما ذكرنا من مرحلة واحدة فقط وعلى أرض البلد المنافس..
راجع قصة أمين دابو:
http://www.ismailyonline.com/invision2/index.php?act=Print&client=printer&f=57&t=19724
3/22: (قطر – البحرين) 3/1:

المباراة جرت في أجواء ممطرة وقد سجل الاهداف القطرية منصور مفتاح هدفين وخالد سلمان هدف واحد..الفريق البحريني فاجأ الجميع بإنخفاض مستواه عن مباراته الاولى أمام سوريا وظهر مهزوزا.. اضافة الى سخرية الصحافة السعودية والنقاد من الحركات (البهلوانية) التي أداها حمود سلطان في المباراة والتي أثمرت عن دخول ثلاثة أهداف قطرية في مرماه!!!!!!!!!!!!..
3/24 (السعودية – سوريا) 2/0: بدأت المباراة بهدف سعودي في الدقيقة الاولى منها جاء بتوقيع سعود الجاسم مما شكل ذلك حافزا كبيرا للمنتخب السعودي بتعزيز النتيجة فشهد الشوط سيطرة مطلقة للسعوديين لكنه انتهى بهدف الدقيقة الاولى..
عاد سعود الجاسم ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 18 من الشوط الثاني منهيا بذلك آمال السوريين لتكتفي السعودية بتلك النتيجة التي كان بإمكانها تعزيزها لو رغبت بذلك..
3/25 (العراق – البحرين) 2/0: ثلاثة أيام راحة لم تكن كافية للفريق العراقي، فدخل المباراة كعادته بلياقة بدنية ضعيفة جدا ومستوى متدنِ ولكن الصحافة آنذاك ذكرت أن العراق لم يكن قويا لكن البحرين ضعيفة.. سجل الهدف الاول للعراق اللاعب هادي أحمد في الدقيقة 26 من الشوط الول ليأتي عدنان درجال ليسجل في الدقيقة 44 أجمل وأروع أهداف التصفيات بصاروخ جو جو مزق فيه شباك حمود سلطان..
المباراة كانت باهتة وعلى ملعب خلا من الجمهور..
بعد مباراة البحرين فاجأ فويا الجميع بمغادرته مقر إقامة المنتخب وحجزه طائرة ليعود الى صربيا لوفاة والدته تاركا الفريق العراقي بقيادة المدرب دوكلص عزيز..
شهدت تلك التصفيات آخر ظهور دولي في مباريات رسمية للاعب العراقي هادي أحمد
3/27 (قطر – سوريا) 2-1: واصل الفريق القطري عروضه القوية وواصلت سوريا تراجعها.. سجل هدفي قطر ابراهيم خلفان في الدقيقة 8 من الشوط الأول ومنصور مفتاح في الدقيقة 8 من الشوط الثاني!!!!!!..
3/28 (السعودية – البحرين) 1-0: لعبت البحرين بتشكيلتها الاحتياطية التي ضمت وجوها شابة وهم نفس لاعبي (منتخب الشباب الذين راهن عليهم بروشيش سابقا ليلعب بهم فاروق حاليا) وقد صمدوا أمام الهجمات السعودية التي كانت المباراة مصيرية بالنسبة اليهم فأنتهت بفوز السعودية بهدف دون رد سجله صالح خليفة في الدقيقة 25 من الشوط الثاني..
3/30 (العراق – سوريا) 2-1: الفوز كان أمل العراق الوحيد للبقاء في دائرة المنافسة.. لذلك دخل اللاعبون العراقيون الى المباراة بحماسة كبيرة ليتوجوا جهودهم في الدقيقة 34 من الشوط الأول بهدف للمهاجم الواعد نزار أشرف.. لتفاجأنا سوريا في الدقيقة الثانية من الشوط الثاني بهدف سجله جهاد شيط..
الفريق العراقي يتماسك وكأنه يعلم علم اليقين بأن المباراة ستكون لصالحه رغم التعادل مستغلا الوقت المتبقي من المباراة ليسجل المدافع عادل خضير في الدقيقة 18 من الشوط الثاني هدف الفوز للعراق..
السيطرة على المباراة كانت عراقية لكن فرصة وحيدة لاحت لأحد لاعبي الوسط السوريين تصرف إزائها برعونة..
يبدو أن قدر الكرة العراقية منذ القدم أن تتكل على نتائج الآخرين وتعتمد عليها.. فقد تسمر لاعبوا منتخبنا ووفدهم أمام شاشات التلفزيون مترقبين خدمة قطرية بالفوز على السعودية علها تحيي آمالهم بالتأهل.. ولكن دعونا نعرف ماجرى..
3/31 (السعودية – قطر) 1-0: كانت بالفعل مباراة قمة انتهى الشوط الاول بالتعادل بدون أهداف مع ند قطري ومجاراة للسعودية لتحيي الامال العراقية آملين بهدف قطري.. الشوط الثاني شهد نفس الندية والاثارة حتى جاءت الدقيقة 40 منه (86 من المباراة) ليسجل اللاعب السعودي يوسف خميس هدف الفوز والتأهل الى المرحلة الثانية ليخرج بذلك العراق من تصفيات كأس العالم وتتأهل السعودية الى مرحلتها الثانية..
المنتخب الوطني السعودي يتسلم كأس التصفيات وميداليتها الذهبية!!!!!!!!
الملخص الفني للتصفيات:
1- المجموعة الثانية الاسيوية استضافتها مدينة جدة السعودية من تاريخ 18 الى 31 آذار / مارس بمشاركة خمسة فرق وهي العراق والسعودية وسوريا والبحرين وقطر..
2- تأهل عنها المنتخب السعودي..
3- عشرة مباريات أسفر عنها 17 هدف أحدها من ضربة جزاء للمهاجم البحريني فؤاد بوشقر في مرمى الحارس السوري نبيل عبد القادر..
4- حالة طرد واحد شهدتها تصفيات تلك المجموعة كانت بحق اللاعب العراقي عادل خضير خلال مباراة العراق والسعودية..
5- لم تنته أية مباراة بالتعادل..
6- تقييم اللجنة الفنية للتصفيات كان كالاتي: أفضل حارس بالمجموعة كان البحريني حمود سلطان.. وأفضل لاعب فيها كان المدافع السعودي أحمد النيفاوي وهداف المجموعة كان القطري منصور مفتاح برصيد 3 أهداف..
7- في تقييمها للفرق أختارت اللجنة الفنية ناظم شاكر أفضل لاعب بالفريق العراقي.. وحسن فرحان وهادي أحمد (اسوأهم)..
كان ذلك تقييم اللجنة الفنية للتصفيات التي أيدتها الندوة الشاملة التي عقدتها القناة السعودية الاولى وغطتها مجلة الوطن الرياضي وكانت بحضور (منصور الخضيري وسعد الرميحي وموسى بشوتي وسعيد قضماني وحمد الراشد وراشد شريدة).....
الدروس والعبر المستنبطة من البحث:
1- اشترك العراق في تلك التصفيات بلياقة بدنية منخفضة جدا وبوضع نفسي غير مستقر بسبب الحرب العراقية الايرانية التي كانت في أشهرها الاولى وبإعداد سيء..
2- برغم ضعف اللياقة والمشاكل الادارية التي عصفت بالفريق الا أن المنتخب العراقي استطاع الفوز في ثلاث مباريات من مجموعته والخسارة في واحدة بفارق هدف واحد فقط..
3- كانت تشكيلة المنتخب معتمدة بنسبة كبيرة على اللاعبين كبار السن في أيام لعبهم الاخيرة (هادي احمد - فلاح حسن – ابراهيم علي – حسن فرحان – عادل خضير) مع مشاركة خجولة للشباب ومزجها بلاعبي الشباب اصحاب الخبرة وكان بإمكان المدرب تلافي الامر بإعطاء الاحتياط الشباب مشاركة أوسع ضمن التشكيلة مثلما فعل المدرب الهنغاري في تصفيات 74..
4- من تلك التصفيات نتعلم أن أي فريق بالعالم لايشفع له نجومه واسمائه وانجازاته اذا ما دخل أية مباراة دون لياقة بدنية.. وهذا حال الفريق العراقي في تلك التصفيات، علما أن هناك حادثة عن تصفيات 82 ونهائياتها تقول فيها وسائل الاعلام العالمية.. دخلت نيوزيلندا تصفيات كأس العالم بخبرة (صفر) ونجومية (صفر) ولكن بلياقة 100 فأستطاعت التأهل بفضل اللياقة وجارت هناك الكبار بفضلها أيضا..
5- بعد تلك التصفيات شهدت التشكيلة العراقية غربلة كبيرة بإبعاد (كبار السن وإن كانو نجوما منها) والاعتماد الكلي على اللاعبين الشباب الذين شاركوا فيها إضيف اليهم شبانا جدد من امثال: كريم وخليل محمد علاوي وعلي حسين وعماد جاسم وحارس محمد وكاظم مطشر فكانت حصيلتها الفوز بآسياد دلهي 82...وبعدها تم اضافة جيل جديد الى المنتخب وابتعاد كلي لجيل 82..ومن ثمراته التأهل الى نهائيات كأس العالم 86 في المكسيك..
المصادر والمراجع:
1- مجلة الوطن الرياضي بعددها الصادر في أيار 1981.. (ملحق خاص عن التصفيات)..
2- كتاب أيام خالدة في تاريخ الكرة العراقية: سمير الشكرجي ووليد طبره/صادر عن الدار الوطنية للتوزيع والنشر في عام 1987..
3- كتاب (كأس العالم .. حكايات وصور) لمحمد سعيد رشيد..
4- لقاء مع الباحث الدكتور ضياء المنشىء واللاعب السابق ابراهيم علي على الفضائية العراقية الرياضية بتاريخ 6/6/2008
صور الحلقة الخاصة بالتصفيات:
من مكتبة الكاتب الشخصية وإرشيفه الخاص..
دمتم بوِد