في جائزة قطر الكبرى الأخيرة، كانت الأنظار مركّزة بشكل كبير على كيفية تعاطي مارك ماركيز مع الموقف بعد خطئه في أوستن. فبعد المناورة على شبكة الانطلاق التي نفذها بنجاح دون أن يتعرض لعقوبة، ارتكب في السباق خطأً عند المرور فوق "بيانو" (حافة المسار) كان لا يزال مبللًا، ما تسبب في سقوطه أثناء تصدره للسباق. هذا النوع من الحوادث لا يحدث كثيرًا معه، لكن من المهم دائمًا تذكّر أن السائقين بشر. ولهذا السبب كان حريصًا على تصحيح الوضع في قطر، دون التفكير في اي شيى اخر .
ومع ذلك، من المعروف أن حلبة لوسيل لم تكن مناسبة كثيرًا لمارك ماركيز، بل كانت أكثر ملاءمة لزميله في الفريق، بيكو بانيايا. ومع ذلك، تمكن من إنهاء عطلة نهاية الأسبوع بشكل مثالي، محققًا مركز الانطلاق الأول (Pole Position) والفوز في سباق السرعة يوم السبت، وأيضًا في سباق الأحد. وهكذا أثبت أنه يقاتل بكل قوته من أجل المنافسة على اللقب هذا الموسم 2025.
ما هي تلك القطعة غير المسبوقة التي وُضعت في دراجة مارك؟
لم يكن الأمر يقتصر على الفوز فقط، بل إن مارك ماركيز استخدم قطعة أحضرتها دوكاتي خصيصًا له، ولم يستخدمها أي سائق آخر. كانت هذه القطعة موجودة في الجزء الخلفي من الدراجة، وتحديدًا في ذراع التأرجح (Swingarm)، واتخذت شكلًا أسطوانيًا. هذا الابتكار جاء من المهندس الإيطالي الملهم جيجي دالينيا، الذي يحمل الكثير من الأفكار الثورية، وقد أدخل العديد منها إلى بطولة العالم، حيث طبقها أولًا على دراجات دوكاتي، ثم تبعتها مصانع MotoGP الأخرى.
الصورة: ميشلان
لماذا جربها فقط مارك ماركيز؟
السبب أن مارك، اشتكى من مشاكل في الاهتزازات في الجزء الخلفي من الدراجة، وهي مشكلة من الصعب إيجاد حل فعّال لها. كما أنه من المهم الإشارة إلى أنهم قرروا الاستمرار باستخدام نسخة GP24 بدلاً من النموذج الأولي الجديد، ولكن مع ذلك يجب مواصلة تطوير الدراجة.
القطعة بحد ذاتها هي ممتص صدمات صغير (amortiguador) يهدف إلى امتصاص تلك الاهتزازات المزعجة التي يعاني منها ماركيز، ورغم أن شركات أخرى قد استخدمته سابقًا، إلا أن تطبيقه على دراجة مارك في العجلة الخلفية كان جديدًا. هذا "المخفف الكتلي" الصغير (mass damper) قد يكون الحل للمشكلة التي تؤثر على أداء السائق الكتالوني، ولهذا اختبره خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن من الجدير بالذكر أنه لم يستخدمه في الإعداد الذي خاض به سباق يوم الأحد. ربما لأنه لا يزال يحتاج إلى المزيد من التجارب قبل استخدامه في اللحظات الحاسمة من نهاية الأسبوع، إذ أن الهدف واضح: الاستمرار في الفوز دون المخاطرة المفرطة.