واللَّه يعصمك من الناسآخر
الصفحة
مطيع الرحمان

  • المشاركات: 51420
    نقاط التميز: 146021
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
مطيع الرحمان

أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 51420
نقاط التميز: 146021
معدل المشاركات يوميا: 10.1
الأيام منذ الإنضمام: 5070
  • 01:54 - 2025/04/15
 

 

 

 
 

 

 

   واللَّه يعصمك من الناس

قال تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللَّه يعصمك من الناس إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين } [المائدة: 67].

سبب النزول
روى المفسرون في سبب نزول هذه الآية رواياتٍ؛ منها: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: ((لما غزا رسول الله ﷺ بني أنمار، نزل ذات الرقاع بأعلى نخل، فبينما هو جالس على رأس بئر قد دلَّى رجليه، فقال غورث بن الحارث من بني النجار: لأقتلنَّ محمدًا، فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال: أقول له: أعطني سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به، قال: فأتاه، فقال: يا محمد، أعطني سيفك أشيمه – أي: أراه – فأعطاه إياه، فرعدت يده حتى سقط السيف من يده، فقال رسول الله ﷺ: حال الله بينك وبين ما تريد، فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ… } [المائدة: 67] الآية.

وقال الفخر الرازي بعد أن ذكر عشرة أقوال في سبب نزولها: “واعلم أن هذه الروايات وإن كثُرت، إلا أن الأَوْلَى حمل الآية على أن الله تعالى آمنه من مكر اليهود والنصارى، وأمره بإظهار التبليغ من غير مبالاة منه بهم؛ وذلك لأن ما قبل هذه الآية بكثير وما بعدها بكثير لما كان كلامًا مع اليهود والنصارى، امتنع إلقاء هذه الآية الواحدة على وجه تكون أجنبية عما قبلها وما بعدها”.

دفاع الله تعالى عن نبيه (واللَّه يعصمك من الناس)
لما كان غرضنا من إيراد الآية هو ذكر ما فيها من دفاع الله تعالى عن نبيه ﷺ، فسوف يكون الكلام في تفسيرها مقتصرًا على موضع الشاهد؛ وهو قوله تعالى: { واللَّه يعصمك من الناس }.

بناءً عليه أقول: أيًّا كان سبب النزول، فإن الله تعالى قد حفِظَ نبيه ﷺ من محاولات الإيذاء الكثيرة التي تعرض لها منذ أن جهر بالدعوة إلى توحيد الله تعالى، والقيام بواجب عبوديته؛ ولهذا سأذكر هنا نماذج نصَّ عليها العلماء للتدليل على أن الله تعالى حفظ نبيه ﷺ من شر الأشرار وكيد الفجار؛ وذلك كما يأتي:

المعنى العام للآية الكريمة: عليك يا محمد ﷺ أن تبلِّغَ رسالة الله دون أن تخشى أحدًا سواه، والله تعالى يحفظك من كيد أعدائك، ويمنعك من أن تعلق نفسك بشيء من شبهاتهم واعتراضاتهم، ويصون حياتك عن أن يعتديَ عليها أحدٌ بالقتل أو الإهلاك.
المراد بالعصمة هنا: عصمة نفسه وجسمه ﷺ من القتل أو الإهلاك، وعصمة دعوته من أن يحولَ دون نجاحها حائل، وهذا لا ينافي ما تعرض له ﷺ من بأساء وضراء وأذًى بدني؛ فقد رماه المشركون بالحجارة حتى سالت دماؤه، وشُجَّ وجهه، وكُسرت رباعيَّتُه في غزوة أحد.
والمراد بالناس هنا: المشركون والمنافقون واليهود ومَن على شاكلتهم في الكفر والضلال والعناد؛ إذ ليس في المؤمنين الصادقين إلا كل محبٍّ لله ولرسوله ﷺ.
ولقد تضمنت هذه الجملة الكريمة: { واللَّه يعصمك من الناس } معجزة كبرى للرسول ﷺ؛ فقد عصم الله تعالى حياة رسوله ﷺ عن أن يصيبها قتلٌ أو إهلاك على أيدي الناس، مهما دبَّروا له من مكر وكيد:
لقد نجاه من كيدهم عندما اجتمعوا لقتله في دار الندوة ليلة هجرته إلى المدينة؛ وترتب على ذلك الاجتماع أن يهاجر ﷺ من مكة هو وأصحابه، ثم يعود إليها فاتحًا منتصرًا.
ونجاه من كيد اليهود عندما همُّوا بإلقاء حجر عليه، وهو جالس تحت دار من دورهم، وقد سبق ذكره في الموضع السابق.
ونجاه من مكرهم عندما وضعت إحدى نسائهم السُّمَّ في طعام قُدِّم إليه ﷺ، وذلك في خيبر، وقد تكلمت الشاة المسمومة معجزة له ودفاعًا عنه ﷺ.
ختامًا
قال العلامة ابن كثير: “ومن عصمة الله عز وجل لرسوله ﷺ حفظُهُ له من أهل مكة، وصناديدها وحُسَّادها، ومعانديها ومترفيها، مع شدة العداوة والبغضة، ونصب المحاربة له ليلًا ونهارًا، بما يخلقه الله تعالى من الأسباب العظيمة بقدره وحكمته العظيمة، فصانه في ابتداء الرسالة بعمِّهِ أبي طالب؛ إذ كان رئيسًا مطاعًا كبيرًا في قريش، وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله ﷺ لا شرعية، ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها، ولكن لمَّا كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر هابوه واحترموه، فلما مات أبو طالب، نال منه المشركون أذًى يسيرًا.

ثم قيَّض الله عز وجل له الأنصار فبايعوه على الإسلام، وعلى أن يتحول إلى دارهم – وهي المدينة – فلما صار إليها، حَمَوه من الأحمر والأسود، فكلما همَّ أحدٌ من المشركين وأهل الكتاب بسوء، كاده الله ورد كيده عليه، لما كاده اليهود بالسحر، حماه الله منهم، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواءً لذلك الداء، ولما سمَّ اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر، أعلمه الله به وحماه الله منه، ولهذا أشباه كثيرة جدًّا يطول ذكرها”.

 إسلام أون لاين

0📊0👍0👏0👌
r-skitioui

  • المشاركات:
    382343
مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
أفضل عضو بمنتدى الحديث والسيرة النبوية
r-skitioui

مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
أفضل عضو بمنتدى الحديث والسيرة النبوية
المشاركات: 382343
معدل المشاركات يوميا: 59.2
الأيام منذ الإنضمام: 6461
  • 09:34 - 2025/04/15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي طرح قيم وموضوع جيد
حفظك الرحمان ونفع بك
تحياتي
0📊0👍0👏0👌
المسافر إلى الله

  • المشاركات:
    185616
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
المسافر إلى الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
المشاركات: 185616
معدل المشاركات يوميا: 30.1
الأيام منذ الإنضمام: 6172
  • 11:14 - 2025/04/15
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك
ولك احترامي وتقديري
0📊0👍0👏0👌
الزير اسطورة العرب
- عضوية مقفولة -
الزير اسطورة العرب
- عضوية مقفولة -
  • 19:44 - 2025/04/15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلــم الأيــــادي على الإنتقـــاء المميز والقيـــم
وبارك الله فيك على الطرح الرائـع وجزاك الله خيرا
لمـــا تقدمــــه من مجهــــودات طيبـــة .
واصل تميــــزك وتألقـــك ، في إنتظــــار جديـــدك
تحيـــــــاتي.
0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 واللَّه يعصمك من الناسبداية
الصفحة