أحدثت ولادة شركة «بيروت برودكشن» التي يديرها الكاتب مينا ديكران، حركةً على الساحة الفنية التي يسيطر عليها الجمود إثر تراجع سوق الإنتاج المحلي. وتزامنت تلك الولادة مع امتحان عسير تمرّ به الدراما اللبنانية، أدّى إلى غيابها عن الشاشة بشكل شبه كلي، ووضعها أمام مفترق طرق.
هكذا، أعلن أخيراً عن انطلاق التحضير لمسلسل «المشتبه الرابع» الذي تنتجه شركة «بيروت برودكشن». يمكن القول إنّ المشروع بمنزلة تحدٍّ لصنّاعه من مختلف الجهات. فهو التجربة الأولى للكاتب والمنتج مينا ديكران، ويسجّل أولى خطوات الأردني ليث الرباعية في الإخراج، بعدما عرف نجاحاً في عالم المونتاج.
يجمع «المشتبه الرابع» باقة من الممثلين الذين حاولت شركات الإنتاج اللبنانية إقصاء غالبيتهم فنياً، وهم: هيفا وهبي، وسيرين عبدالنور، ويوسف الخال. لذلك يعدّ هذا التعاون فرصةً لإعادة الثلاثي إلى الأضواء، بعدما تعرّضوا للتضييق لأسباب عدة.
فقد عانت هيفا وهبي من تهميش الشركات المحلية، ولم تنل فرصتها في الدراما المحلية. أما سيرين عبدالنور، فقد واجهت مطبات عدة مع شركات الإنتاج. من جانبه، يغيب يوسف الخال عن الشاشة بعد إقصائه من قبل بعض الشركات.
هكذا، سيكون «المشتبه الرابع» بطولةً مشتركة وفرصة لمّ شمل الثلاثي المغيّب، وسيجد كل واحد منهم نفسه أمام فرصة ستحسم مستقبله المهني.
ينطلق تصوير المسلسل في الأسابيع القليلة المقبلة، ويدور في إطار الأكشن. ومن المتوقع أن يُعرض على نتفليكس في الصيف المقبل.
على الضفة نفسها، يلفت الكاتب والمنتج مينا ديكران في حديث معنا إلى أنّ «المشتبه الرابع» يتألف من ثلاثة أجزاء، وكل جزء من ثلاثين حلقة. كما سيُعرض لاحقاً فيلم سينمائي يعدّ استكمالاً للأحداث التي شهدها المسلسل الدرامي. ويوضح الكاتب اللبناني أنه فضّل أخيراً العودة إلى لبنان بعدما قضى سنوات متنقلاً بين باريس ودبي، لخوض المشاريع الدرامية عبر تأسيس شركة «بيروت برودكشن».
لكن رحلة المنتج لم تكن سهلة في عالم الإنتاج، إذ كشف أنه تعرّض أخيراً لحملة من قبل بعض الجهات، رافضاً الكشف عنها، بعدما أعلن عن مشروعه اللبناني. واعتبر أنّ الساحة تتّسع للجميع والإنتاج ليس حكراً على أحد، قائلاً: «بدأت الحرب مع إعلان هيفا وهبي بداية انضمامها إلى المسلسل، واستُكملت بعد الكشف عن التحاق سيرين عبد النور بقائمة الأبطال».
في السياق نفسه، يكشف الكاتب والمنتج اللبناني أنّ «المشتبه الرابع» سيُصوَّر بين تركيا والفاتيكان في روما وروسيا. وعن أسباب عدم التصوير في لبنان، يلفت إلى أنّه بدأ التحضير للعمل في الصيف الماضي، وتزامنت تلك المدة مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان. لذلك وجد نفسه مضطراً إلى البحث عن أماكن تصوير أخرى.
مع ذلك، يوضح أنّ التصوير في لبنان مرتبط بالوضع الأمني الراهن، وربما يتم تصوير الجزأين المنتظرين في بيروت. ويوضح أنّ العمل لبناني، لكنه يضم مجموعة من الممثلين الأجانب والعرب من بينهم فنانون من الكويت ومصر والسعودية.
وحول أسباب تقديمه مسلسلاً من 30 حلقة، مع العلم أنّ الموضة تقوم حالياً على الأعمال ذات الحلقات القصيرة، يجيبنا بأنّ أحداث المسلسل مكثّفة ومدروسة. لذلك يحتاج إلى حلقات طويلة، كي يستمتع المشاهد بترابط الأحداث وليس تقديمها على عجل على حد تعبيره.