نقاش عبدالرحمن الناصر في موضوع (الدروس الخصوصية| هل هي دليل على فشل الطالب؟) للكاتب عبدالله 3
الحقيقة أنها دليل على فشل المنظومة التعليمية - لذلك سأتحدث هنا ليس بوجه العموم فأنا لا أعرف العموم لذلك سأتحدث عما يحدث عندنا في مصر --
إذا عدنا لفترات سابقة ورجعنا بالزمن سنجد أن التعليم كان يسير على أفضل ما يكون - جميع التلاميذ تذهب إلى المدرسة ويقوم المدرسين بشرح المنهج التعليمي على أفضل ما يكون -
لكن بالطبع هناك فروق بين الطلبة من ناحية الفهم والقدرة على التحصيل - فكان الطلبة المتفوقين والمتميزين يعتمدوا كل الاعتماد على الكتاب المدرسي الخاص بالوزارة - مع فهم الدرس
من شرح المدرسين -- أما الطلبة الأقل في القدرة على التحصيل فكانوا يشترون الكتب الخارجية التي كانت تشرح المنهج بشكل مبسط ومركز عن كتاب الوزارة - وكانت هذه الكتب في
متناول الطالب من الناحية المادية فإن لم يستطع شراء كتاب جديد - اشترى نفس الكتاب مستعمل أو استعاره من إحدى دور الكتب العامة --
أما الطالب ذو القدرات الضعيفة هذا من يذهب للدروس الخصوصية التي كانت تعطى في مادتين فقط لا غير - في مادة الرياضيات ومادة اللغة الإنجليزية - وكان الطالب يخفى الكتاب
والكراسة بين طيات ملابسه حي لا يراه الناس وهو ذاهب للدرس الخصوصي فيعلمون أنه طالب خايب أو ضعيف الفهم ------
كانت وزارة القوى العاملة ملتزمة بتشغيل كافة العاملين في شتى التخصصات --إلى أن صدر قرار بعدم الالتزام بالتشغيل وعلى الخريج أن يبحث لنفسه عن وظيفة --
في هذه الحالة ظهرت ما يطلق عليها الدروس الخصوصية فالكل يبحث عن الكلية التي لها فرصة أكبر من ناحية العمل أمثال الطب بشتى تخصصاته والصيدلة والهندسة بشتى تخصصاها
والكليات العسكرية وكذلك التمريض- وتحولت الثانوية العامة إلى سباق ماراثون - على الجميع أن يخوضه ليلحق بإحدى هذه الكليات التي أطلقوا عليها كليات القمة وما دونها فشل وإحباط -
إضافة إلى قرارات وقوانين التربية والتعليم التي أعطت كل الحقوق للطالب وأبخصت المدرس والوكيل وحتى مدير المدرسة من كل شيء بدواعي أصول التربية -فخرج التلاميذ وأولياء أمورهم
عن كل قواعد الأصول والأدب والأخلاق حتى أصبح كل هم المدرس أن تمر الحصة واليوم على خير -شرح المادة أو الدرس أصبح اخر ما يهم المدرس - كل ما يهمه أن يمر اليوم على
خير وتحاشى الأخلاق السيئة للكثير من الطلبة - لأن الطالب أصبح ذاهبا" للمدرسة للتسلية لا لتحصيل الدروس لأنه وبكل بساطة أصبح يحصل على دروس خصوصية في جميع المواد --
وتدريجيا" أصبحت المدارس خاوية على عروشها - أصبح التلاميذ لا يذهبون إلى المدرسة - أصبحت المدارس فارغة من الطلبة وتحولت العملية التعليمية إلى سنترات الدروس الخصوصية
وأصبح العملية التعليمية هي عملية تلقينية وتحفيظ الطالب الدرس وتدريبه على الامتحان وكما يقولون ( حافظ وليس فاهم ) المجموع يصل إلى 100% - وتخيل أن طالب يحصل
على مجموع قدره 98% ولا يستطيع أن يدخل الكلية التي يريدها -- تخيل أن طالب حاصل على مجموع 100% ولا يستطيع كتابة موضوع تعبير - لأنه حافظ مجموعة كبيرة من المواضيع
إذا جاء أحدها يكتبه كأنه خبير ----
وجدت الدولة أن العملية التعليمية في قمة الانهيار خاصة أن الدروس الخصوصية انتقلت إلى الجامعة - فالطالب تعود على التلقين منذ صغره لا يعرف ماذا تعنى كلمة مذاكرة -- المذاكرة
عنده تعنى حل واجب الدرس -- حاولت الدولة أن تقضى على ظاهرة الدروس الخصوصية ولكن هيهات فقد أصبحت تشكل مافيا كبيرة ويدعمها أولياء أمور الطلبة --
لكن أنا على يقين أن الدولة لو أرادت استيعاد هيبتها التعليمية لفعلت - ولكن أنا أنقل واقع مرير - فالدروس الخصوصية أصبحت ظاهرة عامة تدمر العملية التعليمية وبمنتهى العنف ----
إنها ليست دليل فشل الطالب على الإطلاق -- ماذا سيفعل - المدارس موجودة بأشكالها الهيكلية فقط - لا طلبة ولا تعليم داخل المدراس ولا حول ولا قوة إلا بالله.