قالت عائشة رضي الله عنها - في قصة الإفك: ((فلما أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، فرجعت إلى المعسكر، وما فيه من داعٍ ولا مجيب، قد انطلق الناس، فتلفعت بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، إذ مرَّ بي صفوان بن المعطل السلمي، وكان قد تخلف عن المعسكر لبعض حاجاته، فلم يبت مع الناس فرأى سوادي، فأقبل حتى وقف علي، فعرفني حين رآني، وكان قد رآني قبل أن يضرب علينا الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي))5، والشاهد منه: مبادرتها رضي الله عنها إلى تغطية وجهها حرصًا على الستر، وإقامة لحدود الله عز وجل.
وعن أم علقمة بنت أبي علقمة قالت: (رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها،
فشقته عائشة عليها، وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور 6؟!
ثم دعت بخمار فكستها 7، وفي رواية الموطأ: ((وكستها حمارًا كثيفًا)).
ودخل عليها رضي الله عنه نسوة من نساء أهل الشام، فقالت: لعلكن من الكُورة 9 التي يدخل نساؤها الحمامات. قلن: نعم، قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت ما بينها وبين الله من حجاب))10.
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله عز وجل عنها ستره))11 وذلك لأن الجزاء من جنس العمل
وعن أنس رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بعبدٍ قد وهبه لها، قال: وعلى فاطمة رضي الله عنها ثوب، إذا قنعت به رأسها، لم يبلغه رجليها، وإذا غطت به رجليها، لم يبلغ رأسها، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: ((إنه ليس عليك بأسٌ، إنما هو أبوك وغُلامكِ))12