يعتبر الفساد من أقدم الظواهر التي برزت، فقد ارتبط وجوده بوجود الأنظمة
السياسية، فهو لا يقتصر على شعب واحد دون آخر، بل انتشر ليشمل كل المجتمعات،هذه
الأخيرة التي ساهم الفساد في إضعاف اقتصادياتها مما كان مؤشرا على انهيارها الحتمي
فهو يقوض مؤسساتها الاقتصادية و أنظمتها المالية و بنيانها السياسي ، فينعكس بالتالي
سلبا على القيم الأخلاقية و العدالة و المساواة ما يؤدي إلى زعزعة الثقة العامة و إعاقة
خطط و برامج التنمية المستدامة.
و لا تمكن خطورة الفساد في كونه نشاطا يسبب كسبا غير مشروع للبعض فقط، بل
تكمن خطورته الحقيقية في كونه صورة من صور الجريمة المنظمة، و في ارتباطه بسائر
أشكال الجريمة، و على رأسها الجريمة الاقتصادية على وجه الخصوص.
و من أهم أسباب تفشي هذه الظاهرة هو غياب الرقابة الشعبية و الإدارية عبر
مؤسسات المجتمع المدني ، و الانفتاح الاقتصادي التدريجي بعد الاقتصاد الموجه إثر
انهيار الأنظمة الاشتراكية البيروقراطية و القوانين الجامدة غير الواضحة