

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اهلا و سهلا بكم اخواننا / أعضاء و زوار و مشرفي منتدى السياحة العربية

تاريـــخ مدينــــة وهـــــران
أصــــل التسميــــــة


منظر لمقر بلدية وهران
وفقا للتفسير الأكثر شيوعا بين العامة، فكلمة «وهران» هي مثنى اللفظة العربية "وهر" وتعني الأسد غير أن كلمة وهر تعني أسد حسب لسان العرب والصحاح في اللغة والقاموس المحيط وغيرها،]إضافة إلى أن أغلب المؤرخين لم يوردوا هذا التفسير. لذا فإن من المرجح أن يكون الاسم من أصل بربري، نسبة إلى واد الهاران أو إلى أسود الأطلس التي كانت تعيش في المنطقة والذي ورد اسم كل منهما في التاريخ بتهجئات مختلفة.
الأسطورة تحمل تفسيرا للرواية الأولى وتقول أنه تم اصطياد الأسود الأخيرة لهذا الساحل المتوسطي في الجبل المجاور لوهران المدعو "جبل الأسود". وأعطى للمدينة هذا الاسم صائد الأسود السابق سيدي معقود المهاجي تكريماً لأسدين قام بترويضهما. ولقد تم تنصيب تمثالين برونزيين كبيرين لأسدين أمام مقر البلدية في إشارة إلى اسم المدينة. وضريح (قبة) سيدي معقود المهاجي يوجد في مقبرة سيدي الفيلالي في حي الصنوبر
تأسيس وهران:
بعد بقائها عدة قرون مهجورة ومع مطلع القرن الخامس للميلاد لم يبق شيء من يونيكا كولونيا. فاختلط الوضع وأصبحت خلجان هذا الساحل دون أي سلطة مستقرة ولا أي رقابة رسمية. سيطر الرستميون على المنطقة في الوقت الذي كانوا يعانون من مشاكل داخلية ونزاع
مع الفاطميينفلم يكونوا قادرين على الدفاع عن مصالحهم فيها. بالنسبة للسلطات، كانت المنطقة شبه المهجورة بوهران وذات أهمية ثانوية فبقت دون أي سيطرة.
من ناحية أخرى، استعملت بحرية المرية تحت سلطة الأندلس شواطئ المغرب العربي بصفة موسمية للتجارة مع تيهرت، ومدينة تلمسان القريبة (الرستميين) وبالتدريج أصبحت هذه المستوطنات دائمة. بالتوازي رغب أمراء قرطبة الأمويين بالاستقرار على السواحل الإفريقية. ومع أولى بوادر تفكك الخلافة العباسية قرر عرب الأندلس تطوير محطات تجارية على شواطئ شمال أفريقيا وذلك نظراً لقوتهم آنذاك. وهكذا تأسست وهران في سنة 902، على يد البحارة الأندلسيين: محمد بن أبو عون، ومحمد بن عبدون، ومجموعة من البحارة بدعم من أمراءقرطبة، فجعلوا المدينة مركزًا تجاريًا مع تلمسان، وذلك بعد أن طوروا خليج المرسى الكبير.
الحقبة الإسلامية:
بعد تأسيسها كانت وهران محل نزاع بين أمراء قرطبة الأمويين والفاطميين، فقد دام الصراع حول المدينة من سنة 910 حتى سنة 1082م، حيث خضعت لهؤلاء تارة ولأولئك تارة أخرى.
منذ العام 1000م كانت الجالية اليهودية موجودة ومنظمة في وهران،[b 1] وفي هذه الحقبة كانت المكانة الإستراتيجية لوهران تفوق الجزائر وتلمسان. سنة 1077م سقطت المدينة بيد يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية وخضعت له لمدة 68 عام. وفي سنة 1145 وقعت وهران بقبضة قوات عبد المؤمن بن علي الكومي الموحدية المنتصرة في تلمسان وذلك بعد مقتل إبراهيم بن تاشفين ومحظيته عزيزة إثر انقلابهما وحصانيهما بأحد منحدرات جبل مرجاجو، عندما كانا يقصدان الميناء من أجل التوجه إلى الأندلس.
عرفت المدينة تحت حكم الموحدين فترة طويلة من الاستقرار والازدهار لأكثر من قرن طوروا خلالها الميناء وأحواض السفن.[36] على الرغم من اضطهاد الموحدين، تطور المجتمع اليهودي فكانت هناك تجارة بين يهود غرب المتوسطي ويهود وهران في الفترة ما بين القرن الثاني عشر والقرن الرابع عشر.[b 2]
بدأت إمارة الموحدين تنهار شيئا فشيئا، بعد أن حكمت المغرب العربي لعشرات السنين ليولد من رحمها في نهاية المطاف ثلاث سلالات حاكمة: الحفصيون في سنة 1230، والزيانيون في سنة 1235، والمرينيون في سنة 1258. أصبحت وهران تحت حكم الزيانيين منذ سنة 1228 عندما سقطت بيد يغمراسن بن زيان. فيما بعد أخد المرينيون المدينة وقدم أبو الحسن علي بن عثمان ليستقر بها عام 1347م.
خلال القرن الرابع عشر أصبحت وهران مركزاً فكرياً، حيث أقام بها العديد من الكتاب وتباهوا بمفاتنها، ومن هؤلاء:
الحقبة الإسبانية :


قام الحاكم كونت ألكوديت عام 1554 بإبرام تحالف مع محمد الشيخ سلطان السعديين في المغرب الأقصى ضد العثمانيين الذين تموقعوا في الجزائر، فتمكن من الحفاظ على الوجود الأسباني. بدأ الأسبان أعمال الترميم في القلعة المخصصة كمقر لحكام المدينة، فجعلوا
تحصيناتها (القصبة) تتألف من جدار متواصل تعلوه أبراج قوية متباعدة فيما بينها، وقد أسس الحاكم الإسباني مقره الرئيسي في هذا الجانب
:الحقبة العثمانية
مسجد الباي محمد عثمان الكبير.

انقسمت فترة الحكم العثماني لوهران على فترتين. تبدأ الفترة الأولى من سنة 1708 إلى سنة 1732 أما الفترة الثانية فمن سنة 1792 إلى سنة 1830.
الفترة الأولى (1708-1732)
بدأت بتحرير مصطفى بوشلاغم مؤسس مدينة معسكر بأمر من داي الجزائر بتاريخ 20 يناير، بعد أن ظلت وهران لفترة آخر نقطة صامدة للإسبان على السواحل الجزائرية، وقد جعل منها بوشلاغم عاصمة جديدة لبايلك الغرب الذي كان يحكمه من معسكر. وظل بوشلاغم حاكما لوهران بدون مشاكل حتى سنة 1792 عندما عاود الإسبان الهجوم على المدينة واستطاعوا دخولها في حين لجأ بوشلاغم إلى مستغانم.
الفترة الثانية (1792-1830)
تبدأ بعد توقيع الإسبان لاتفاقية بالتنازل عن المدينة مقابل السماح لهم بأخذ المدافع والذخيرة. وبذلك دخلها محمد الكبير أوائل مارس 1792. ويذكر بعض المؤرخين أن من أسباب التنازل العبء الذي كانت تمثله المدينة على إسبانيا خاصة في ظل عدم الاستقرار وتراجع أهمية الميناء، أضف إلى ذلك الزلزال الذي ضرب المدينة ليلة 8 إلى 9 أكتوبر 1790 والذي دمر جزءا هاما منها تبعه حريق وعمليات سطو.
عام 1793 انطلقت أشغال بناء مسجد الباي محمد الكبير، الذي كان مدرسة ومقبرة عائلية للباي، في نفس السنة قام ببناء قبة والي المدينة باسم قاضي بولحبال. عام 1796 بنى العثمانيين من مال فداء الأسرى الإسبان مسجد سموه مسجد الباشا والذي سمي تكريماً لحسن باشا داي الجزائر، بعد رحيلهم كان سيدي محمد الساني المهاجي أول أئمة المسجد، والأخير كان مستشار لباي وهران ومفتش رئيسي في عهد الباي محمد الكبير. عام 1800 حصل بن عبد القادر بن عبد الله المهاجي على منصب قاضي وهران واستمر يشغله حتى وفاته.
:الاستعمار الفرنسي

:الاستيلاء على المدينة
في 4 يناير 1831 دخل الجنرال شارل-ماري دينيس دامريمون قائد البعثة الفرنسية وهران التي كانت لا تزال تحمل آثار الزلزال الذي ضربها عام 1790 والذي دمرها بشكل كبير. وفي 17 أغسطس من نفس السنة أسس الجنرال فودواس حامية منها الكتيبة الرابعة بالفيلق الأجنبي وجعل من وهران منطلقا لغزو الجنوب الوهراني
وكانت الخطوات الأولى للإدارة العسكرية هدم البيوت التي تخفي الوجهة الشرقية بين شاطوناف وحصن القديس فيليب ثم تلك التي على تل رأس العين للتقليل من خطر الكمائن. انطلاقاً من 17 أبريل 1832 نشبت معارك متفرقة بين الحامية الفرنسية في وهران بقيادة الجنرال بوير والشيخ محي الدين وابنه الأمير عبد القادر الجزائري. في 11 نوفمبر صدت الحامية بقيادة كروس أفيناس هجوما كبيرا. بايعت قبائل نواحي معسكر عبد القادر بن محي الدين ذي 24 ربيعا سلطانا وقائدا للجهاد والمقاومة ضد الغزو الفرنسي واعترف به "أميرا للمؤمنين".
:مطلع القرن
بعد عام 1890 شهدت المدينة نمواً متواصلاً، حتى تجاوز تعداد سكانها 100 ألف نسمة داخل الاسوار مع مطلع القرن العشرين ما دفعها لتجاوزها والتوسع على الهضبة باتجاه كارجنطا ليتم إنشاء ضواحي جديدة مثل سان أنطوان وأكمول وبولونجي وديلمونت وسان ميشال وميرامار وسان بيار وسانت أوجان وقمبيطة.
أصبحت وهران مكاناً لنشاط مكثف:
:فترة الحرب العالمية الثانية
شهدت وهران خلال الحرب العالمية الثانية عدة أحداث رئيسية:
عام 1942 فر سكان المناطق الشرقية للإقليم الوهراني بشكل جماعي تجاه وهران. ليتواخم الوضع في المدينة التي لم تكن قادرة على استيعاب هذا العدد، سمي هؤلاء القادمين بالشراقة. كذلك أسست جموعة من النشطاء الوطنيين مقهى الوداد بقلب وسط المدينة الأوروبية. وكان لهذا المقهى دور كبير في تنمية الروح الوطنية ليصبح بمرور الوقت مركز تجمع للأحزاب التي تمثل مختلف الاتجاهات في ذلك الوقت.
:مابعد الحرب
بعد مجازر 8 مايو لسنة 1945 بسطيف وقالمة، تكفلت عائلات وهرانية بيتامى من شرق البلاد. في الفترة ما بين الحرب العالمية الثانية والثورة التحريرية كانت وهران أكثر مدن الجزائر أهولاً بالأوروبيين، وكان سكانها ذوي الأصول الإسبانية يشكلون أكثرية عددية. عام 1948 بلغ عدد سكان المدينة 352.721 نسمة وقدرت نسبة الإسبان بخمسة وستون بالمئة من مجموع الأوروبيين، الذين كانوا بدورهم أكثر عدداً من المسلمين.[53]
في شهر مارس من سنة 1949، قام أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد (مسؤولين في حزب الشعب الجزائري)، بعد استعداد بفندق باريس، بسطو على مكتب بريد وهران. قدرت حصيلة العملية بثلاثة ملايين وسبعون ألف (3,070,000) فرنك فرنسي كانت بمثابة مصدر مادي للثورة التي أعلنتها فيما بعد جبهة التحرير الوطني الجزائرية.

الثورة الجزائرية:
العربي بن مهيدي أثناء اعتقاله
شهدت وهران في 1 مايو 1952 أعمال شغب عكرت صفو المدينة، وفي الفاتح من نوفمبر 1954 اندلعت شعلة الثورة الجزائرية، وأوكلت قيادة الولاية الخامسة التي تشمل كل الإقليم الوهراني للعربي بن مهيدي. في هذه المرحلة كان لدى الجبهة ما بين 50 إلى 60 رجل بالولاية.[54] ترك العربي بن مهيدي قيادة الولاية لعبد الحفيظ بوصوف مع مطلع عام 1957،وعين أحمد زبانة مسؤولاً عن منطقة زهانة (سان لوسيان) بضواحي وهران مكلف بإمداد الثورة بالرجال والذخيرة اللازمة. وفي 2 نوفمبر 1954 تم توقيف زدور محمد إبراهيم قاسم (ابن سي طيب المهاجي) رفقة مسؤول من الحركة الوطنية بالقاهرة أيام قليلة بعد عودته من مصر.
في 8 نوفمبر 1954 دارت معركة غار بوجليدة بدوار شرفة القعدة (ولاية معسكر حاليا) على بعد 40 كم عن وهران،[ تم خلالها أسر أحمد زبانة بعد تلقيه لعيارين ناريين، ليتم سجنه بوهران ثم نقله إلى سجن بربروس (سركاجي) حيث يتم تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة بحقه في 19 يونيو 1956، ليكون أول محكوم بالإعدام في الثورة الجزائرية. بعد سنتين من هذه الحادثة، كان شريط علي شريف آخر مجاهد ينفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة.

في 26 يونيو 1956 أنزل الفوج 14 من المظليين - تولوز بوهران. وساهمت القوة المتمركزة بالمرسى الكبير في اعتراض عدة شحنات من السلاح قادمة من الإتحاد السوفياتي،[54] بما في ذلك احتجاز باخرة أتوس في 16 أكتوبر 1956 محملة بسبعين طنًا من الذخيرة. خلال زيارة الجنرال ديغول للجزائر بين 9 و13 ديسمبر 1959، تسببت المظاهرات العنيفة بالمدينة بحدوث عدة وفيات. أدّى التصويت بالرفض في استفتاء عام 1961 بشأن السلام في الجزائر إلى ضرب الحصار على المدينة، وعندها تفجرت حوادث بتحريض من جبهة التحرير في وهران، تسببت بمقتل 25 شخص ليغادر بعدها الأوروبيون أحياء الجزائريين.

الطـوبـوغـرافـيـــا:
تقع وهران على دائرة عرض 35° 691' شمالاً وخط طول 0° 642' غرباً ويبلغ ارتفاعها عن مستوى البحر حوالي 60 مترًا. يقع تجمع المدينة على ضفتي خور وادي الرحي (جمع رحى لكثرة تواجدها على ضفافه) وعلى مساحة تقدر بخمسة وسبعون كم². ارتفاع المدينة يزيد بشكل ملحوظ بمجرد تخطي منطقة الميناء. بنيت الواجهة البحرية على ارتفاع 40 متر فوق البحر، أما منحدرات قمبيطة فترتفع إلى أكثر من 50 متر. ترتفع المدينة بشكل بسيط لتصل إلى 70 متر ثم 90 متر بمحاذاة السانية. بنيت المدينة بشكل أساسي على هضبة من الحجر الجيري.

الميــــــــــــــــــــــــــــــاه:
لعبت قضية المياه دورا حيويا دائما في المدينة لأنها كانت دائما غير كافية ومالحة. إضافة إلى معدلات الهطول المنخفضة، لا توفر الموارد الجوفية للمدينة إمدادات كافية من المياه. كانت ولاية وهران عام 2002 من بين أقل ولايات الجزائر حفرًا لآبار المياه الجديدة (حفرت 18 بئرًا فقط.
يتم توفير المياه لوهران من عدة سدود بما في ذلك مستجمعات المياه في وادي تافنة الذي يقع على بعد حوالي 80 كيلومترا إلى الغرب من المدينة، ونهر الشلف الذي يبعد نحو 200 كيلومترا إلى الشرق من المدينة. يوفر سد الشلف الذي بدئ في العمل سنة 2009 سنوياً 110 مليون م³ من الماء لـولاية وهران. تتمتع ولاية وهران بهياكل لتحلية مياه البحر ولديها مخطط لبناء وحدة ببلدية المقطع تعتبر الأكبر في العالم بطاقة إنتاج تقدر بـ500,000 م³/يوم.

|