السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أفلام رعب 2015 تستمرّ بتخييب أمل عشاق صنفها, فعلها معي Sinister 2 وغيره
والآن بعد طول انتظار لصدور آخر أُصدم بمستواه, غير أن المشكلة هنا أن الفيلم
عبارة عن إعادة إنتاج لعمل شهير من إنتاج السينما الفرنسية, دعوني أحدثكم عن
ريميك فيلم Martyrs
اسم الفيلم : Martyrs
سنة الصدور : 2015
المخرج : Kevin goetz, Michael goetz
النوع : دراما, رعب تشويق
القصة
لوسي (تروان بلّيسارو) شابّة مرت بحادثة اختطاف وتعذيب عاشت بسببها جحيماً لم تنسه ولن تنساه, حتى إذا بلغت وضعت نُصب
عينيها الانتقام ممن أذاقوها الويلات وقلبوا حياتها رأساً على عقب, فتحقق انتقامها رفقة صديقة تعرّفت عليها, لكن يبدو أن الأمر
سيأخذ منحىً أبعد مما كانت تتوقّعه الفتاتان
أغلب أفلام الرعب التي أعادت هوليوود إنتاجها قد حققت نجاحاً جيداً. لكون من تولّوا إخراجها قد جدّوا واجتهدوا في العمل على
الاهتمام بالتفاصيل التي مكّنت العمل الأصلي من النجاح, نظرتهم الثاقبة إلى مميزات الفيلم وأسباب شهرته قد جعلتهم
يضيفون أسرار نجاحه كأسرار لنجاحهم, عبر التعمق في قراءة الفيلم والتمعنّ في محتواه, وللأسف فهناك مرات تنقلب فيها
الأمور رأساً على عقب. ذلك حينما يتسلم زمام إعادة الإنتاج من هم أنفسهم بحاجة لإعادة إنتاج!!. فنرى فيلماً تنقصه روح أصله,
هذا هو حال هذا الفيلم هنا
كتب Mark l smith سيناريو الفيلم, وصاغ Pascal laugier شخصياته, والرجل الأول ترك نصّ الفيلم الأصلي كما هو ولم يُغيّر فيه
سوى نهايته, الأحداث هي نفسها, الحوارات ذاتها, المَشاهد مُكرّرة بالكامل ولا توجد لمسة منه على أيٍّ منها, أما بالنسبة لباسكال
فهنا الطامة, لأن Pascal laugier هو كاتب ومخرج فيلم Martyrs 2008, إحدى أيقونات الرعب بالسينما الفرنسية, والسبب هو
قوة السيناريو و الإخراج المتميّزين اللذان يجعلان المُشاهد يعيش تجربة شخصيات الفيلم المرعبة مَشهداً تلو الآخر, وبالطبع فأداء
الشخصيات بالنسخة الأصلية كان مَهولاً, أما عن دور باسكال هنا, فلم يقم بأكثر من بناء شخصيات الفيلم, دون أدنى توجيه لهم
ليحقّقوا عُشر معشار أداءات فريق تمثيل النسخة الأصلية, وليكون تمثيلهم هنا مجرّد وصمة عار أخرى تُضاف للأداءات الغبية المتعارف
عليها بأفلام الرعب حالياً
إخراج الأخوين Goetz جريمة في حق الفيلم الفرنسي, وغياب الخبرة هي السبب في ما رأيته بهذا الفيلم من سذاجة الرجلين وهما
واقفان خلف الكاميرا, ألم يسمعوا بشيء يُدعى بذل الجهد؟ كيف صوّرا لقطات الفيلم بذاك الأسلوب البارد الخالي من الجدّية وكأنهما
لم يشاهدا الفيلم الذي نقلا عنه!!
بداية الفيلم غبية, لوسي الصغيرة تخرج من مكان سجنها هاربة, تصرخ, الدماء على ثيابها والفزع متغلغل بأعماقها, ولم تنظر حتى
للوراء لترى إن كانت مُطاردة أو مُلاحقة!! أحداث الفيلم الأخرى رغم شبهها بالنسخة الأصلية إلّا أنها بعيدة عنها بعد السماء عن
الأرض. عندما شاهدت الفيلم الأصلي انتابني ذلك الشعور بالإثارة المُصاحبة للأحداث, والأحداث كانت جميلة غير متوقعة, الدموية
حاضرة ورائعة رغم قوتها, لكن أحداث الريميك بلا عُمق, الإثارة غائبة, كلّ شيء متوقع, حضور الدموية لا يُسمن ولا يُغني من جوع,
وكذلك نفس الشيء ينطبق على المؤثرات. غالباً سبب ركاكة الإخراج هنا يعود لافتقاد كيفن غويتز ومايكل غويتز للخبرة كما
سبق لي الذكر, ليس للرجلين تجربة في إخراج أفلام الرعب, وهذا لوحده مشكل كبير, لذلك هما لم يتعلما بعد الاهتمام بتفاصيل
النصوص التي يُؤتمنان عليها و الحذر عند كل جزءية تتطلّب الانتباه مهما كانت
بالنسبة للنهاية التي عرفت تغييراً عن نهاية الفيلم الأصلي فأريد أن أقول إن النهايات الهوليوودية السعيدة صارت لا تدخل العقل
بالفيلم الأصلي سنرى لوسي تصل لمرحلة رؤية عالم ما بين الحياة والموت ثم ينتهي الفيلم, أما هنا فقد تم إقحام دور المُنقذ و
المُخلّص و التي لعبت دوره صديقتها آنّا, لكن المشهد كان غبياً ويوضّح مدى استخفاف الأخوين غويتز بما أنجزه Pascal للسينما
الفرنسية
أداء متواضع من طاقم التمثيل بمن فيهم البطلة, بل هم سبب آخر في فشل هذه الفيلم, ولا وجه شبه بينهم وبين أبطال الفيلم الأصلي
الذين تألّقوا وأبهروا عُشّاق الرعب بجدّيتهم وإخلاصهم للأدوار التي لعبوها, هنا وكأنك تشاهد أبطال فيلم جريمة, فتاة تحمل مسدّساً وتُردي
الجميع قتلى!!
طبعا فالفيلم لقي انتقادات كثيرة وأغلبها سلبي, سذاجة المخرجان واضحة لمن سيرى الفيلم, حتى أن البعض يعتبره من
أسوء الريميكات إلى جانب the fog و غيره
التقييم 4/10
