Inside Out... فلســـــفة الحـــــزن والســـــعادة..
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
N-Ezzeddine

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾:
    131000
مراقب تقنيات الإستقبال التلفزيوني
عضو في نادي الدراما والرومانس
عضو في لجنة تطوير برنامج المنتديات
N-Ezzeddine
مراقب تقنيات الإستقبال التلفزيوني
عضو في نادي الدراما والرومانس
عضو في لجنة تطوير برنامج المنتديات
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 131000
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 19.1
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6865
  • 00:02 - 2016/01/22

"أؤمن أنك إن لم تتعلم الحزن فلن تقدّر الفرح"

نانا موسكوري - موسيقية ومغنية يونانية

"نحن لا نتذوق البهجة الكاملة, فأسعد نجاحاتنا مختلطة بالحزن"

بيير كوني - مسرحي وشاعر فرنسي


    حتى وإن كانت "بيكسار" سيدة الصورة الكرتونية اللماعة (وقد خشي الكثيرون من أنها بدأت تفقد بريقها), فأظن أن الأغلبية الساحقة ستؤيدني هنا أن الفكرة في فيلم (Inside Out) هي الأشد لماعية والأكثر لفتاً للأنظار والأذهان على حد سواء. إذ أننا لطالما نتوقف في الحياة أمام وجوه الآخرين كي نتساءل عمّا يفكرون به أو كيف يفكرون. وهنا فإن السينما تأخذ منّا هذا التساؤل المرتبط غالباً بالإشارات الخارجية للوعي, لكنها تدخل في بنيوية الأدمغة بصورة تخيلية شائقة تقارب النصوص الأدبية مازجة بين المشاعر وموضحة لنا أهمية هذا الامتزاج كي نحسّ بالحياة. هو (Inside Out) يغوص بك في مراحله داخل عالم الغموض المسمى بـ"الدماغ" لتنهيه أكثر قدرة على فهم نفسك. هي الفلسفة إذاً؟ ولمَ لا.. ما دامت تحترم المُشاهد على مختلف مراحله العمرية وتختار الأدوات البسيطة لتُخرج من حدث صغير حبكة كوميدية ممتازة دون أن تحتاج هذه المرة إلى أية شخصية شريرة في صناعة هذا الحبكة..



   نجوم العمل وهم المشاعر المتناقضة في رأس الصغيرة "رايلي" ذات الـ11 عاماً, يبدون كموظفين مثابرين مخلصين لمبادئهم رغم اختلاف توجّهاتهم.  والملاحظ أننا لا نحتاج أية معلومات أو خلفيات ثقافية أو عمرية لأبطال العمل, فهم موجودون عند كلّ منا بصورة طبيعية خلقية. فكلنا يعرف من تكون "البهجة" أو "الحزن" أو "الغضب" أو "الخوف" أو "الاشمئزاز", وكلنا يعلم ما الدور الذي تلعبه هذه العواطف في قيادة مركز إدراكنا العصبي. المشكلة التي ستحصل فقط هي مشاحنات بطلتاها "البهجة" و"الحزن" على إثر امتعاض الأولى من أن الأخيرة تحول الذكريات الجميلة إلى حزينة عند مسّها, من مبدأ حرصها على استمرار الحياة الوردية لدى الصغيرة الطموحة المولعة بالهوكي والبلاهة ووالديها (ضمن جُزر خاصة), ولكن حقاً.. من منّا يمتلك حياة وردية محضة؟

    كانت النصوص الأدبية سباقة إلى تجسيد العواطف على هيئة أشخاص, ولا سيما في القرون الماضية, فكثيراً ما كان المونولوج الداخلي للشخصيات يتم تشخصيه أيضاً, ومن ذلك مثلاً الشخصيات "الشيطانية" التخيلية التي تأمر بالسوء أو الشر في العديد من الأعمال الفكرية والإنسانية. حالة تعرفها السينما أيضاَ شأنها شأن بقية الفنون, لكن الفارق في (Inside Out) أنه في الأغلبية الساحقة من تلك المحاولات الأدبية والسينمائية فقد كان شخصنة المشاعر تؤديها أدوار ثانوية لا رئيسية, في حين أن صاحب المشاعر في فيلمنا هذا هو الدور الثانوي في حين أن مشاعره المشخصة هي الأدوار الرئيسية.

   دون الدخول في تفاصيل أو حرق.. فـ"البهجة" عند "رايلي" شأنها شأن كل الأطفال لها السلطة العليا في دماغها على ما يبدو, فهي تبدو المديرة المسؤولة عن يوميات الصغيرة بتفكيرها الإيجابي بالحياة ورغبتها العارمة في عكس أي صورة سلبية تراها بطريقة حالمة بالأفضل, وبالتالي تكديس العديد من اليوميات الجميلة في الذاكرة الدائمة. "البهجة" تبدو فخورة بنمط الحياة الهانئة التي تعتقد أنها أسست الطفلة لها, مستمتعة بنجاحاتها في لعب الهوكي, وطيش الفتاة الطفولي ومحبتها لوالديها. تحاول أن تسيطر بدماثتها على الجميع حتى أنها لا تمانع في تقييد حركة "الحزن" لوقفها عند حدودها عندما ترسم لها دائرة تحيطها بها وتطلب منها عدم مغادرتها. الاستعارة القوية للقمع الإداري الذي يفرض باسم أهمية الشعور بالراحة والمزاج المستبشر يبدو بالتأكيد المعطف الذي حدد بداية الأزمة التي ستدور الأحداث حولها حين لا يعود للبهجة الدور الذي لطالما رأت لنفسها تفوقاً على الآخرين من خلاله, فانتقال والدي الفتاة من "مينيسوتا" إلى "سان فرانسيسكو" هزّ أركان حياة الصغيرة غير المؤهلة نفسياً على التغيير, فالمنزل لم يعد المنزل المريح المطلوب, والمدرسة الملأى بالوجوه الجديدة ما عادت مكان الاجتماع بالأصحاب, ومشاغل الأبوين لم تترك الحيز الكافي من الاهتمام لها, وفريق الهوكي المتفاهم في مكانها القديم لم يعد متوفراً.. عوامل عدة جعلت استبشار "البهجة" يهتز وأدخلتها في مشاحنات مع زميلتها "الحزن" حتى ضاعا معاً في مكان بعيد عن دفة القيادة العصبية التي تبدو أشبه ببرج قيادة الملاحة الجوية. وهنا تبدأ الرحلة المضنية للعودة إلى مركز القيادة تاركتين خلفهما الفتاة للـ"غضب" و"الاشمئزاز" و"الخوف" يسيرون حياتها خارجياً على نحو غير معتاد ويحرضانها لتكون شخصية عدوانية تائهة غير متناسقة مع سلوكها المألوف, أما داخلياً فرحلة العودة للـ"بهجة" و"الحزن" ليست سوى رحلة الاستشفاء الروحي الذي نعلم من خلاله أهمية الحزن في حياتنا, فليس كل الحزن استسلاماً واكتئاباً بل محرضاً على التطور والتحسن وهو فرصة لنرى أهمية الآخرين في حياتنا, إنه العقلانية التي تدعمنا في أقسى المواقف كي نصمد ولكي نقاوم ولنبحث عن "البهجة" مرة أخرى.

   لو قرأنا نص (Inside Out) سنظن أنه مقامرة مجنونة! فمن العسير كما أسلفتُ أعلاه أن تتخيل أن المشاعر المشخصنة هي الأشخاص الرئيسية. لكن هذا التحدي العملاق جعل من النص الكبير أحد أعظم النصوص الكرتونية المكتوبة بأصليته وفلسفته التي تُمرر بطريقة كوميدية سلسلة وأحد أهم الانجازات البصرية الكرتونية على حد سواء. فالتحليل التخيلي للاضطراب الفكري وأسس صناعة المشاعر بصورة ديناميكية دون وجود شخصية شريرة ليس بالأمر السهل على الإطلاق, فليس لدى النص الكثير فيزيائياً ليتعامل معه, لكن لديه الكثير عقلانياً ليخوض فيه. ومن الواضح أن "بيكسار" دعمت هذه المشاعر المشخصنة بأشكال ملفتة ولاسيما عندما جعلت مثلاً من "البهجة" شبيهة بجنية ديزني المفضة "تينكربل", واستخدمت اللون الأزرق في ذكريات الحزن, واختارت "الغضب" شبيهاً بشخصيات فيلم "Cars" كونه ربما شعور سريع. كل تلك عوامل ربطت (Inside Out) بشخصيات كرتونية محببة عند الأطفال ليكون العمل موجهاً نحو جميع أفراد العائلة. إضافة إلى اختيار أصوات ممتازة لتلعب الأدوار ولا سيما "إيمي بولر" و"فيليس سميث" اللتان أعطيتا للـ"بهجة" و"الحزن" رونقاً خاصاً. الأمر الذي جعل من عمل "بيت دوكتير" إضافة ملموسة لنجاحاته في "Up" و"Wall-E" من خلال تعاونه الإخراجي مع الفنان "روني دل كارمن" ومقاربتهما الدائمة للطفولة والكبار معاً. مع ذلك انتظرت نهاية أكثر تأثيراً لأكون صادقاً.

   أياً كان عمرك أو طريقة تفكيرك ففي Inside Out أشياء ستهمك وتُلهمك معاً. سواء في فكره الفلسفي, أو الحزن المخبوء خلف كوميدياه, أو حتى في صورته الجذابة. فإن كنت أكثر من مُشاهد أو من صناع الأدب والسينما.. فهو سيدفعك نحو التحدي لتفكر في نص أصيل دونما قيود ولا حدود.

9/10

 

IMDb|RT

Trailer

 

      Nizar Ezzeddine

 

 Inside Out... فلســـــفة الحـــــزن والســـــعادة..
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©