السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بعشاق السينما من كل مكان, تركت كتابة المراجعات لمدة قصيرة بالمنتدى حتى أجد فيلماً أو اثنين يستحقان
الكتابة عنهما, وها قد وجدت فيلماً, فيلم رعب بالطبع, لكنه ليس من أفضل أفلام هذا العام للأسف, لكنه جيد
واستحق إمضاء الوقت مني في مشاهدته ثم في الكتابة عنه تالياً, المهم سأدعكم وإيّاه
اسم الفيلم : Sinister 2
سنة الصدور : 2015
المخرج : Ciarán Foy
نوع الفيلم : رعب, غموض, تشويق
في عام 2012 أتانا سكوت ديركسون بفيلم رعب جديد, ذو قصة مختلفة عن أعماله بهذا الصنف, بل ومختلفة عن قصص أفلام الرعب السابقة جميعها, حُسن
الإخراج منه جعل الفيلم يحقق نجاحا رهيباً داخل الولايات المتحدة وخارجها, فميزانية الفيلم مثلاً والتي بلغت 3 ملايين دولار فقط! نتج عنها 77 مليون دولاراً
كإيرادات! والأمر لن يجعلكم تستغربون كثيراً إذا ما تابعتم الفيلم, فهو قد جمع كل مقومات الرعب فيه, قصة قوية وإثارة ساحرة, وغموض طاغٍ لا ينتهي حتى مع
دقيقة الفيلم الأخيرة, هذه حكاية أول جزء. الآن نأتي للثاني, قررت هوليوود صنع جزءٍ مكمّل لفيلم ديركسون رافضة السماح بتوقف أفضل فيلم لسنة 2012 عند
جزء واحد
صدور الإعلان عن تكملة له كان أمراً مثيراً صراحة ولا أحد كان يرفض رؤية Sinister 2 بل تحمّس الجميع وانتظروا بفارغ الصبر خروج الفيلم للنور, وها قد
أتت سنة 2015 وها قد أتى الفيلم كما وُعدنا, لكن بعد صدوره مباشرة انقسمت الآراء حوله مشكّلةً فريقين! الفريق الأول يعتبر الفيلم خيبة أمل كبيرة ويستنكر
عدم وجود سكوت ديركسون على مقعد الإخراج!, والفريق الثاني رأى بأن الفيلم كان جيداً, ولا بأس به إذا ما قورن بجزءه الأصلي رغم الانتقادات, فهو قد احتوى
على الكثير من مكونات هذا الأخير ومُشاهدته تعتبر تجربة ممتعة ومخيفة
الفيلم يتحدث عن انتقال أمٍّ وطفليها إلى منزل حيث حصلت جريمة قتل مرتبطة بال mr.boogie, هناك توجد الأشرطة التي تحتوي جرائم قتل العائلات السابقة أيضاً!, و
أحد الطفلين يتورّط في عالم الرعب ذاك الذي لا مثيل له
كما ترون, القصة ليست مختلفة عن قصة الجزء الأول, حيث رأينا عائلة أليسون أوزوالت "إيثان هوك" وما جرى لهم من قتل فظيع! فالعائلة هي محور الأحداث وهم
أبطال القصة, في الحقيقة إن الثبات على هذا المنوال كان جيداً, على الأقل بنظري, إذ كثيراً ما تتغير شخصيات أفلام الرعب وأدوارها المُسندة إليها وغالباً تكون النتيجة سيئة
طرف آخر في القصة قد ظهر, ولأول مرة سنراه عن قرب, أقصد أطفال الأشرطة الذين تم الاستحواذ عليهم من طرف البوغي وإجبارهم على ارتكاب الجرائم, إذ سنراهم
كشخصيات ملموسة هذه المرة, بل كان لهم دور حاسم في الفيلم إن صح التعبير, هنا وجب ذِكر شيء قد لاحظته, محتويات الأشرطة التي ظهرت في الجزء الأول قد
صارت مختلفة عن ما سترونه في هذا الجزء ! هذا أمر غريب بل و سيء إن كان القصد منه هو الخروج عن مسار القصة الأصلية لفكرة ديركسون, تلك لم تكن حركة
موفّقة أبداً برأيي. كان يلزم الإبقاء على نفس أحداث الأشرطة بدل تحريفها بتلك الطريقة, وحتى لو كان ما شاهدته بها قد أخافني لكن هي خطوة غير حكيمة لكونها
أساءت لمحبوبي Sinister 
الفيلم مرعب, وإن كان هذا ما تبحثون عنه فسوف يشفي غليلكم هذا الجزء أيضاً, فمَشَاهِدُه قد أُعدّت بعناية وعبر استخدام ذكي للمؤثرات. شعرتُ بالخوف ولا أنكر ذلك, و
ستشعرون بذلك أيضاً. لكن لمن يبحث عن قصة محترمة هنا, كما هي قصة أول جزء, فسيخيب ظنكم فعلاً, ليس لأن الأجزاء الثانية لأي فيلم رعب تكون سيئة دائماً ولا
ترتقي لأجزاءها الأولى, بل فقط لأن مخرج الجزء الأول لم يخرج الثاني, وبدلاً من ذلك قرّر أن يشارك في هذا الجزء بصفته كاتباً لنصه لا أكثر
على أيٍّ, لا يمكنني تجاهل ما تم تقديمه في هذا الفيلم عموماً, قصة جيدة نسبياً, مسار أحداث ممتع على الأقل, دراما حاضرة بشكل واضح, أداءات في المستوى من طاقم
التمثيل كله دون استثناء, موسيقى مرعبة شأنها شأن الجزء الأول, تصوير في المستوى وذكاء في من ناحية فريق المؤثرات
بالنسبة لي, هذا الفيلم جيد رغم عديد عيوبه, لا أهتم لرأي أولئك الذي يرون Sinister وفكرته سخيفة وفاشلة, فأنا قد استمتعت بأول جزء وشعرت بالخوف يجتاح قلبي, و
جزءه الثاني هذا قد فعل نفس الشيء معي رغم السلبيات التي ذكرتها سابقاً, لست أتوقّع صدور جزء ثالث ولا أريد ذلك, لأن الفكرة قد تم استهلاكها تماماً ولم يعُد هناك
غموض ليُكشف عنه, إن حدث وصدر Sinister 3 فأنا متأكد من أنه سيدمر عمل سكوت ديركسون تماماً, وسيكون الفيلم عبارة عن مشاهد قتل عشوائية ورعب من أجل
الرعب لا غير, لذلك من الأفضل أن يبدأ ديركسون بتكوين فكرة جديدة في عقله إن كان في نيته صنع فيلم رعب جديد
تقييمي الشخصي للفيلم 6/10
تحذير : الفيلم للراشدين لاحتواءه مشاهد قتل مخيفة وعنف دموي