السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اسم الفيلم :Gone girl

سنة الصدور :2014

المخرج :David Fincher

النوع :دراما, غموض, تشويق

دايفيد فينشر, مخرج أفلام معروف بين متابعي السينما, تتميز أفلامه بالغموض الشديد والغرابة أحيانا. جميعنا شاهدنا Zodiac أو الحالة
الغريبة لبنجامين واندهشنا من مقدرة هذا الرجل على خلق أجواء مليئة بالغموض والتوتر وقريبة إلى الرعب حتى, أجواء تشعرك وكأنك
داخل الفيلم ترى ما تراه شخصياته بل وتعيش ما يعيشونه, هذه ميزة هذا الرجل وهي شيء رائع جعلني أستمتع بمشاهدة أعماله واحدة
تلو الأخرى

أمر آخر يختص به فينشر, دائما أفلامه طويلة, ساعتان ونصف أو ساعتان و50 دقيقة هي المدة التي بلغتها بعض أفلامه, ستتوقعون
رؤية الملل من معرفة هذا ولكن أؤكد لكم أن أفلامه غير مملة رغم طولها, في كل مشهد هناك طعم خاص له وفي كل لقطة هناك
شيء يشد متابعيه

فيلمنا اليوم, فتاة ذاهبة أو مختفية حيث تناول فينشر قصة زوجين لا أطفال لهما, تزوجا منذ 5 سنوات وبدأت علاقتهما بشكل ممتاز
واستمرت بلا مشاكل حتى في أحد الأيام يكتشف الزوج "نيك" أن زوجته إيمي ليست بالمنزل!

ماذا حصل ؟ هل غادرت لمكان ما دون إخباره ؟ لماذا اختفت دون قول شيء ؟! تستمر هذه الأسئلة بالتردد في عقل الزوج مع
استمراره بالبحث عنها في كل مكان والسؤال عنها عند الجيران لكن دون جدوى

تصل القضية للإعلام, تتطرق وسائل الإعلام لقصة الزوج الذي استيقظ في صباح يوم ما ليجد أن زوجته ليست بالمنزل, ومع
 مرورالأيام والليالي يتبين أنه لا أثر للزوجة المفقودة وكأن الأرض قد ابتلعتها ولم تترك لها أثرا حتى !

هنا نرى الشكوك والشائعات وهي تحيط بالزوج, لا سيما مع اكتشاف الشرطة أنه لا سبب يدعو الزوجة للهرب من زوجها ومنزلها
وعدم اكتشاف دليل يشير لأن اقتحاماً حصل للمنزل أو أن أحدهم اعتدى على زوجة نيك بطريقة ما

أثارت الزوبعة الإعلامية المصاحبة لهذه الحادثة شائعات خطيرة, وهي كون الزوج قد قتل زوجته وتخلص منها بطريقة ما
 خصوصامع كثرة الدلائل التي تدل على الأمر و ضعف حجة الزوج و موقفه مع مرور الأيام و استمرار اختفاء زوجته عن العالم

أكثر ما أعجبني بهذا الفيلم هو ارتكاز فينشر على الواقع في بناء قصته, أنا أتحدث عن العنف الأسري هنا, أو المشاكل الأسرية
إن صح التعبير, أن تجعل قصة فيلمك جاذبة للجمهور فهذا أمر يدل على الإحترافية, لكن أن تجعل كل فيلمك جاذباً للمتابعين فهذا
دليل على عبقرية صانع الفيلم

أنا أتحدث هنا عن حبكة الفيلم ومجريات الأحداث, وأنا أشاهد النصف الثاني من الفيلم فقد توقعت أن أرى المتسبب في كل تلك المشاكل
يدفع الثمن ويلقى العقاب المناسب, لكن ما فاجأنا به فينشر هو خلاف ذلك, بصراحة عندما رأيت ذلك صرخت :

 i didn't see that coming

الفيلم من أفضل الإنتاجات السينمائية لسنة 2014, أداء بين أفليك وروزموند بيك رائع جدا ولا سيما هذه الأخيرة التي
أذهلتني بتمثيلها وكيدها معاً 

إخراج فينشر رائع جدا ولا غبار عليه, وكالعادة بالرغم من أن الفيلم طويل (ساعتان و 29 دقيقة) لكن لم أكد أشعر بالملل و
أنا أتابعه, تشويق حتى اللحظة الأخيرة مع أحداث صادمة ونهاية تستحق المديح تبرز خبرة دايفيد فينشر في اختيارها

تقييمي الشخصي 8,5/10

إلى أن ألتقي بكم في موضوع جديد