يتعالى صوته في الشارع ,,, ليس صوتا من حنجرته انما صوت ازيز محرك سيارته " سيارة النقل الصغيرة تلك "
التي لم يعلم احد كيف استطاع توفير ثمنها ,,,
اعتادوا على سماع زمجرة محركاته عندما يقلع بها ,, ليشتري علبة سيجارة من الشارع المجاور و يعود لركنها مجددا
ليزمجر بمحركها ثانية "
"محسن" حامي الديار و درع الشارع ضد الغرباء ,, و المسكين الذي لا يستحق اصابته باعصاب المعدة
كما يصفه الكثيرون من سكان الشارع
رأه " صابر " مجددا رأه وكالعادة بحلته المعتادة ,,, سروال قصير و لباس داخلي قطني و قبعة تقليدية !!
و اللحية تكسو الدقن ,,
رأه و لم يكثرت له ,, لان صابر في مهمة للأطمئنان على عقاره الذي يؤجره لاشخاص من دولة اجنبية و تنبيههم باقتراب موعد تسليم الايجار
كانوا قد اخبروا صابر بانهم طالتهم ايادي الاختطافات في نهاية الشهر الماضي مما ادى لسرقتهم و بث الرعب فيهم
طمنهم صابر بانهم في امان و ان " محسن " يتواجد و لله الحمد و سيقوم بالدفاع عنهم ضد اي تطاولات
و مضت بضعة ايام
و اذا باحدهم يهرع فور بزوغ شمس الصباح ليوصل وصية لصابر مفادها انه قد تمت مداهمتهم بالامس مجددا من قبل العصابة
حفنة الاوباش التي تختار نهايات الشهور لتطبق على كل عامل يؤجر منزلا هناك في تلك المدينة
علهم يحظون بالايجارات لانفسهم و ما يسلبونه فوقها من غلة سطو , يكون " غنائم "
هنا تحرك صابر للشارع المعني ,, فاسطاده محسن فورا و جلسا يتبادلان اطراف الحديث
- ص : بعد التحية ,, اخبروني ان البارحة كانت حافلة
م : لعلمك صاحبي ,, فقد وقفت وقفة شهمة مع من تؤجر لهم العقار ,, قمت بحمايتهم من التهجير
: ص : مااذا حدث بالضبط
م / كنت في عملي و اتصلت بي زوجتي لتخبرني ان العصابة اتت مجدد لخطف هؤلاء ,, فعدت من فوري
لحقت بهم حتى اقصى الطريق و قمت بالتحايل عليهم ليأتو معي ,, و استضفتهم و بعد طول مشاورات
ص : جيد بارك الله فيك اكمل
م : ساومتهم بكم تريدون الرأس ؟ و اجبرتهم اني لن ادفع غير 200 عملة للراس وهم ثلاثة
ص : هل دفعت 600 بالامس ؟
م / اجل فالاهم هو امن الشارع و لم ارد ان يتفاقم الموضوع و خاصة انها كانت قرابة الرابعة فجرا
ص : هل هناك اي اضرار ؟
م / لالالالا كن هانئا فالامور على ما يرام ,,,
ص ، حسنا استأذنك لاعاين الاوضاع لديهم ,
--
و كان المستأجرون ينظرون من شق الباب ,, و حالة الذعر تسودهم و فور ولوج صابر اليهم
انهمروا عليهم بلغتهم المتكسرة ,,, خوفا و ذعرا و بغضا ,,,
لم يرد التحيز لهم ,,, قام بتهدئتهم و انطلق ليحلل الموضوع
و في المساء ,, اتى محس يترصد ,, خرج صابر ,, وانفجر محسن غضبا
اريد مالي .. اريد اموالي الان ... انا محتاج لن اصبر .. اقسم لانتقمنها منهم .. دبر لي اموالي والا ,,
وزاد غيضه عندما التمس منه صابر العذر لثلاثة ايام حيث انفجر بالشتائم : اولئك الحقراء الاوغاد الوسخين
ثم ز لسانه فقال ,, لا اريد 600 .. فانا اشتري بهم زجاجة كحول في ليلة !! " بالناقص " لكن . ساعذبهم
..........................
قام صابر بتصعيد الموضوع لكبار الشارع حيث انه اصغر من محسن ب10 سنوات ربما ..
و بعد حضور احد كبار المنطقة تم الاتفاق على رد المبلغ بالغد على اقصى تقدير
ما اوجع صابر انه بالامس القريب قد دفع مبلغ ليخرج محسن من ورطة ,, ليس ورطة دنيوية
انما ورطة ظلم عامل لم يعطه اجرته
و اليوم لم يعمل محسن " سيد رجال الشارع " بهذا المعروف
,,,
لاحقا زارت ام صابر بيت اهل محسن للنقاش وفور ما سمعت السيدة جميلة ام محسن القصة
ضحكت حتى دمعت عيناها
وقالت ساخرة
" و هل امتلك ابني دينارا واحدا في جيبه حتى يمتلك 600 ليدفعها من اجل الغيرر "
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
و الان ,, تم اختطاف المستأجرين مجدد في نهاية شهر اغسطس
ولم يعلم احد مكانهم ولا اي خبر عنهم
و لم يتدخل محسن
و بقي البيت مستأجرا من قبل الاثاث