هي هُناك لا زالت ... في متناولي ... هناك أسفل ذلك السُلم الحجري الذي يقود للشاطيء
وقفت أعلى ذاك المنحدر الصخري لا ألمح سوى الشاطيء برماله الصفراء الناعمة والبحر وأمواجه المستكينة ...يتلاقون في منحنى يأخذ الأعين على مدِّ البصر
هي هنالك لا بُد أنها تنتظر
في آخِر مرة جمعنا اللقاء أصابها ذلك الألم المُفاجيء الذي ضغط على صدرها ... وذهبنا إلى المشفى في سرعة ..ومن يومها تنتظر !
يا تُرى هل ملّت الأنتظار ؟! , هل شعُرت بالخيانة وألم الهجر ؟!
أم هي كما عهدتها نفسٌ شفافة لا تظُنَّ السوء بي !؟
عشرة أعوام وهي تنتظر أسفل ذلك المنحدر الصخري الذي يقود للشاطيء !
كم أُحِبها ؟! وكم أتوق لملمس يديها ورياح الشرق تُداعِب خُصلاتها ؟!
في هذه الليلة أخذت قراري
في ظلامها الدامس إلّا من شعاعٍ للقمر يحتجبُ خلف سحابة , سحابةٌ ضلَّت طريقها في ذلك اليوم الصيفي !
كان شاطيء البحر يمتليءُ بشراً إلّا تلك البقعة الساكنة حيثُ تحتجب هي عن الأعين ,,, القمرُ يرسُم على البحر شِراعاً
وقدمي تشرعُ في نزولِ المُنحدر ,,,متوخياً الحذر ... منتظراً للقاءٍ قد طال
عشرة أعوام !
كم ترددتُ في الذهابِ إليها ؟!
وصلت لأسفل المُنحدر ...ومررتُ بحرصٍ بين شواهد القبور
كانت هُناك ورذاذُ البحر ونسيمه يُذهِبُ العقول والأذهان ..كانت هناك كأجمل ما يكون
كلوحةٍ لم يرسُمها أحداً من قبل ...تنظُر للبحرِ وللأبدية
البحرُ وامتداده اللانهائي وشعرها الحريري الذي يُداعِب روحي الساكنة
تلفتت خلفها وابتسمت ... كأنها تعلم أنّي قادمٌ لا محالة
أخذي يدي بين راحتها كطفلٍ صغير ضلَّ الطريق
وها هي العشرةَ أعوامٍ تنتهي
وها هو الطريق يأتي لنهايته
عند إلتقاء الرمل بأمواجِ البحر الهائجة !