°°° ¤ّ عشرون عامًا ! .. بقلمي ّّ°°° ... ¤ ّّ°°°
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
لمحة تائهة أنا

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 17335
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 6082
مشرفة سابقة
حكم بمسابقة قلعة التحدي بمنتدى القصة القصيرة
لمحة تائهة أنا

مشرفة سابقة
حكم بمسابقة قلعة التحدي بمنتدى القصة القصيرة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 17335
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 6082
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 2.6
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 6600
  • 01:08 - 2015/01/11
تسلل ضوء الصباح عبر نافذة أُغلِقت عنوة بمسامير كي تجبر كسرها العميق فبدا ضوءه باهتا ؛ ليسقط على وجهٍ تغضّنت ملامحه
 
حافرة أخاديد عميقة هنا وهناك بوجهٍ نحيف ليتحرك جسد لا يقل عنه نحافة ، تزامنا مع ذاك البصيص في غرفة قليلة المحتوى
 
تسمح بحركة حرّة رغم ضيقها الشديد . اتجه بحركته البطيئة ناحية الجدار والتقط من المشجب معطفا لا بأس بحالته ، ونظر مطوّلا
 
لصورة معلّقة بالحائط ، ثم خرج .
 
لفحت برودة كانون الثاني وجهه في قسوة ؛ فارتجف جسده بقوّة ،، ومع ذلك لم يبد عليه التأثر وأكمل طريقه ناحية ناصية الشارع المهجور
 
من أي ملمح للحياة ، إلى أن وصل لبوابة محلٍ مغلقة ، فأدار فيها المفتاح ودلف للداخل محتميا من تلك البرودة التي نخرت عظامه .
 
وما هى إلّا سويعات حتى بدأت الحركة تدب بالشارع ، وعلا صوت الناس بها ، كلٌ ذاهب إلى ما عليه من أمور لم يكن لمحله منها شأنا ،
 
وبدا وكأنه وصاحبه غير مرئيان لعالم تحوّل فجأة لضوضاء كريهة لا يُتبيّن منها شيئ واحد نافع ، ومع ذلك استمرّ هو بترتيب محلّه الشبيه
 
بغرفته ، لا يهتمّ بما يدور خارجه .
 
حلّ المساء سريعا ، وخفّت حركة الطريق ، وخفّ معها ضوضاءه الكريه ، ولم يبق فيه من الحياة سوى حركات العجوز الرتيبة بمحله التي
 
تخفت حينا وتشتدّ حينا آخر ، حتى انتصف الليل فخرج منه ببطئه المعهود ، مغلقا لبابه الصغير ، عائدا من حيث أتى في الصباح !....
 
ارتكن على حائط غرفته في إعياء محاولا إعداد لقيمات يغلقن أفواه جوعه ، وجلس على أرضيتها الرطبة وعيناه لا تفارقان صورة شاب
 
مليح الوجه له ذات عينيه الواسعتين ، وهو يجلس خلفه يضحك محتضنًا إيّاه في حنوّ أبويّ لم يبذل المصوّر جهدا لإبرازه .
 
خانته دمعةٌ سارعت بالفرار من عينه فاستقرّت على وجنته البارزة مذكّرة إياه بصوته الرخيم الآتي عبر الأسلاك بآخر مكالمة بينهما :

- " لا تقلق يا أبي سأعود الشهر المقبل بالتأكيد ، هى فقط زيارة للخارج وليست هجرة ... صدّقني ! "
 
- " وكيف سيكون الحال لو ارتأيت الاستقرار هناك يا ولدي ، كيف سيكون حالي بعدك ، ألا يكفي عملك بالعاصمة وابتعادك عنّي ؟! "
 
- " وأنّى لي تركك خلفي ؟! ، سأعود لآخذك حينها بالتأكيد ، أتشك في ذلك ؟! ، انتظرني فقط كعادتك بالدكّان ، سآتي لك بالمساء
 
كعادتي شهريّا ! "
 
ما زالت تلك المكالمة ترنّ في أذنيه كل مساءٍ ، يتذكرها مرارا وتكرار بكل صباح ينهض فيه ليذهب لمحله منتظرا وعدا مرّ عليه عشرون
 
عاما ! .. عشرون عامًا فقدَ فيها القدرة على العدّ ، ولم يستطع يوما أن يصدّق همسا ظلّ يؤرقه بأن فلذة كبده تركه وذهب دون حتى عبارة وداع ،
 
أو ربما أصابه مكروه ، بل ظل ينهر همسه دوما وبات باقيًا على عهد مساءه ، وانتظاره بين جدران غرفتين لا تختلف إحداهما عن الأخرى
 
سوى بالمكان ، وتشتركان في جسد هزيل ، وظلام دامس ، ورائحة انتظارٍ بائسة !

 °°° ¤ّ عشرون عامًا ! .. بقلمي ّّ°°° ... ¤ ّّ°°°
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©