لقد ألهمني الحنين واستدركت بي ذاكرتي أيام الزمن الجميل ، زمن الهوية المغربية التي بنت و شيدت صرحها المتين بإسمنت الأخلاق و لبنات القيم دون نفاق ،
حينما تجتمع العائلات على ضوء الشموع بفرح دون دموع ، وألسنتهم تسترسل الحديث المفيد دون تجريح ولا تنكيد ، حتى أسسنا لواحدة من أسمى المبادئ ":حشومة "
هذا المبدأ لطالما كبح جماح المتربصين بقيم مجتمعنا ، مبدأ أنجع من القوانين الوضعية لأنه وقاية قبل أن يكون علاج . بعد هذا " الفلاش باك "الجميل ، لنعد إلى واقع اليوم ،
فلطالما تساءلنا كيف انحرف أبناءنا ؟ وكيف صارت بناتنا كاسيات عاريات ؟ لن أطيل التساؤل ولن أعطي لعلامة الإستفهام أكثر من حقها ،
فلو تأملنا في البرامج التي تبثها قنواتنا التلفزية لتأكدنا بالملموس أن "صرح "الأخلاق والقيم قد هوى وأن شطرا من إعلامنا قد غوى ،
فبعد " الحرب التركمكسيكي "على الأخلاق التي تعتبر ركيزة الهوية المغربية ، طفت فوق المياه برامج مغربية على حين غرة ،
كنا نتمنى أن تحمل أرقى الرسائل ،وأن تكون من أنجع الوسائل لنشر الفضائل ، لا للتشجيع على الرذائل . لكن الطعنة أتت على شرايين القلب ،وأتت رسائل هذه البرامج غير مشفرة