بسم الله الرحمن الرحيم

في ظل غياب برامج مفيدة وقيمة تلفت انتباه المشاهد الى القنوات الوطنية في فترة ما قبل

الذروة المسائية،وفي ظل ضعف جاذبية النشرات الاخبارية الوطنية،اجد نفسي في كل مرة

متتبعا للفضائيات الاجنبية بحثا عن جديد الشان المغربي خصوصا، وفي هذا الاطار كنت

اتابع هذا المساء نشرة  مغاربية على الاخبارية الفرنسية حيث كان احد الضيوف فيها

اكاديمي مغربي معروف تمكن من ترويض محاوره (اعطاه العصير)الذي استغل الفرصة لتكرار

 اسطوانة الخصوم ضد المملكة بعيدا عن موضوع النقاش الاساسي...هذا الاستاذ الجامعي

المغربي تعودنا على مشاهدته على قنواتنا الوطنية كمحلل ومناقش ومعلق على مستجدات

الساحة الوطنية والاقليمية والدولية، وهذا ما اوحى لي بكتابة هذا الموضوع المتواضع.

غالبا ما يتبادر الى اذهاننا عند سماع مصطلح نجم تلفزيوني منشطون ورجال اعلام ناجحون

او حتى فنانون في عالم التمثيل والغناء والسينما تمكنوا من تحقيق شعبية واسعة

وباتوا موضع متابعة واسعة على الشاشات..لكن هناك فئات اخرى تالقت وبرزت الى الوجود

كوجوه تلفزيونية تلفت الانظار من قبيل دعاة دينيين و نجوم كرة وحكام سابقين وساسة

 ومحامين واساتذة جامعيين او حتى متطفلين على بعض الاختصاصات....

قنواتنا المغربية لا تشذ عن هذه القاعدة،فقد تعرف المشاهد من خلال برامجها المختلفة

على شخصيات من ضيوف ومستشارين تختلف عن البقية بفضل موضوعية خطابها

وغزارة ثقافتها وعلمها وجودة خطابها التواصلي وقدرتها على الاقناع وربما حتى

شعبوية بعضها وتدخلاتها المثيرة للجدل.

بعض هؤلاء النجوم تحولوا الى اركان ثابتة ودائمة في البرامج التي يشاركون فيها

وصاروا احد عوامل نجاحها بفضل شدة ارتباط المشاهدين بهم.

ومن بين هذه الاسماء المتلألئة نجد الاكاديمي والاستاذ الجامعي منار السليمي

الذي يشد اليه الانتباه من خلال تحليلاته الدقيقة للشان السياسي ومشاكساته

لضيوف البرامج الحوارية على قنواتنا التي تعود على الحضور فيها من قبيل

برنامج حوار سابقا لمنشطه مصطفى العلوي،فضلا عن استدعائه للنشرات الاخبارية

كمعلق ومحلل .

وفي البرامج الاجتماعية تصاعد نجم الاستاذ عبد الرحيم العطري بسرعة وفرض نفسه

كمقيم دائم في برنامج بدون حرج الذي تقدمه ميدي1 تي في ، ولعل سر نجاح الاستاذ العطري

يكمن في قدرته على التواصل مع المشاهدين بلغة بسيطة والمامه بالثقافة المجتمعية المغربية

الشعبية وجراته في الحديث عن الطابوهات ولعل الكل يتذكر احراج المنشطة السابقة ليلى

البوزيدي وخجلها عند استعراض العطري لبعض مظاهر التحرش الجنسي في الشارع.

اما في ميدان التحليل الرياضي ، فالى جانب لينو باكو محلل برنامج بلانيت فوت سابقا،

وخالد ياسين الذي يظهر من حين لاخر على الشاشات الوطنية، يبقى ابرز وجه حاليا هو

بدر الدين الادريسي الذي اكتشفه المتتبعون في برنامج الضيف الخامس وبعدها كمحلل ومعلق

على الكان الاخيرة قبل ان يشغل منصب محلل في برنامج الماتش ولعل ما يميز الاعلامي بدر

الدين الادريسي هو هدوءه وفصاحة لغته وموضوعية تحليلاته فضلا عن التجربة الصحفية

التي راكمها والتي تخوله احاطة واسعة بشؤون المستديرة والرياضة بشكل عام على المستوى

التقني والتدبير الاداري كذلك.

السليمي والادريسي والعطري وجوه من بين اخرى احرزت ثقة المشاهدين واعجابهم،بعضها

تجاوز صيتها القنوات المحلية ليحل ضيفا على قنوات الشرق والغرب، وربما كان بالامكان

مشاهدة العشرات من النجوم من هذه الطينة لو رفع الحظر عن تاسيس القنوات التلفزيونية الخاصة.