

حينما اصبت بحمى قويه بعمر الثلاث سنوات
كانت امي ذلك الطيف الذي لا يفارقني ليل نهار
احست بالذنب لكوني لم اسعف بسرعة بسبب مرضها
وأبي مسافر خارج الوطن لتحصيل لقمة العيش
فكانت هي الرجل وهي المرأة
ولما سمع بحالي طلقها بدل ان يساندها
تحدت العالم كله من اجل ان تجعلني يافعة متحملة للمسؤولية
لم احوال يوم اقول لها انت السبب
لكنها كانت ترى بعيني دمعة حزن واسى
فيزيد اصرارها للمضي قدما بي
انهيت دراستي ألابتدائه ثم المتوسطة ثم الثانوية
لم تيأس يوم ولم تكِل يوم
كانت تقول من لا يثق ب لله فلا يستحق أن يعيش
وصلتُ لمفترق الطريق
والتفكير يشتتني
ما فائدة عيشي
من سينظر لي وما فائدة تعلمي
كان اليأس يتسلل الى قلبي
خاصة حينما ارمق تلك النظرات سواء شفقة او استخفاف
كانت ذاك السكين الذي يقطعني بصمت
دخلت الجامعة
وبالسنة الثالثة
تقدم لخطبتي شاب كان محط انظار البنات بالجامعة
كانت صدمة بفرحة بخوف من الشفقه
احاسيس اختلطت بداخلي
لكن بتشجيع امي وافقت وتزوجت
ورزقت بأربعة اطفال
وأعيش معه بساعده
فعرفت مقدار حب امي حينما كانت تقول
من لا يثق بالله لا يستحق ان يعيث
اترك لكم حرية النقاش بكل ما جاد بهم قلمكم
تحيتي للجميع
|