

خالد رجل أعمال ناجح كان دائماً مشغول يعقد الصفقات ويجني الإرباح وكثير السفر وكثير المعازيم والضيوف لتنشيط أعماله فأطفاله يلبسون أحلي وأجمل الملابس مقارنة بأطفال الجيران أما زوجته فكانت حديث الشارع والمناسبات لأنها مع كل مناسبة اجتماعية تتزين بأرقى الملابس وأبهي الزينة والمجوهرات حيث كانت كلها فريدة في شكلها وتصاميمها وكيف لا تكون ؟
وهي تأتيها من أوروبا ومن دول آسيا وكان الزوج لا يبخل عليها ولا على فلذات أكباده في كل سفرياته المتكررة
حتى صار البيت كأنه معرض للملابس والحلّي .
وفي ليلة من الليالي عاد خالد متأخراً كعادته وطلب من زوجته غدأ أن تحضّر وليمة كبيرة ومتنوعة لأن عنده عزومة أي دعا للعشاء مجموعة من الأشخاص المهمّين ليحاول أن يعقد صفقة معهم مهمة ستدر أرباح كبيرةمتوقعة .
غضبت الزوجة ودار نقاش حاد لأن الوقت ضيق والإعداد يحتاج لوقت مسبق ،وهو يعرف لا وقت للتأجيل والضيوف تمّ دعوتهم وطلب أن تكتب كل طلباتها والنواقص في ورقة لأنه سيحضرها غدا في الصباح ولا داعي للنقاش .
وأتى الصباح اخذ الورقة وطلب منها مراجعتها وتمت المراجعة وقال/ ألم تنسي شيء ؟ قالت / لا .
ومع العاشرة صباحاً ذهب للسوق الكبير وطلبت منه بإصرار أن يلتزم بشراء ما بالورقة لأن كثير من المشاكل تحدث عند عدم التزام الأزواج بتلك القائمة،وصل السوق وأركن سيارته بعيدة وأشترى كل الأغراض المطلوبة من لحوم وفواكه وخضروات ومشروبات ومكسرات وحلويات ومرطبات واستغرقت رحلة الشراء قرابة الساعة والنصف ووصل السيارة مترجلاً وقبل الخروج اتصل بزوجته هل من نواقص قبل أن أخرج وأرجع ؟ قالت / لا .
وركب السيارة بعد أن امتلأت بالإغراض وفي طريق العودة من منتصف الطريق يرن الهاتف مراراً بنغمة زوجته حيث خصص نغمة خصة لها وأخذ يبحث عن الهاتف ووجد أنه أسفل الكرسي الجانبي بينما يحاول التقاطه وهو متوتر كلّمها قالت/ نسيت شيء مهم وهو ..؟؟؟.. بينما هي تتكلم اجتاز الإشارة الحمراءدون أن يشعر لأنه متوتر لتأتي الكارثة ، سيارة من الاتجاه الأخر مسرعة تصطدم به فتحطم سيارته بالكامل ويدخل في غيبوبة ، وتدخل الزوجة في حيرة من عدم الردّ حاولت كل ربع ساعة الاتصال بلا جدوى طال الانتظار وزادت الحيرة والقلق ، فعلمت بالحادث وذهبت للمستشفي ،وكانت أجريت له أربعة عمليات على وجه السرعة لكسور متفرقة ، وخرج من الإنعاش فاقد الوعي والزوجة تبكي والأبناء في انتظاره دخل الغرفة ماهي إلا ساعات حتى استفاق ووجد زوجته وأستعاد وعيه وصرخ في وجهها أنتي السبب بعد أن وجد كل جسمه مهشم وانه طريح الفراش بل حركة .
وقال الدكتور متأسفاً وفي همس للزوجة أن زوجك لن يقوى على الحركة وسيبقى رفيق للكرسي المتحرك
وأجهشت بالبكاء ونزل الخبر كالصاعقة حتى أُغمي عليها ،وعلم خالد بمصيره ازداد حقداً على زوجته وأراد طلاقها ولكن وجود الأقارب والأطباء هدّوا من روعه .
خرج الزوج من المستشفي بعد مكوث طويل والزوجة تعاني من حالة نفسية لأنها ترى أنها السبب . والضيوف زاروا خالد في المستشفى مرة واحدة وإحداهما ثلاثة مرات ثم غاب عنه كل الأصدقاء ليعيش حياة جديدة .
أسئلة نقاشية
هل ترى أن الزوج مخطئ في استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة ؟
تعيش الزوجة حالة نفسية سيئة لأنها ترى في نفسها أنها مقصرة ومذنبة ، فما رأيك أنت ؟
هل عصبية الزوج مع زوجته له ما يبرره ؟ ولماذا برأيك أصبح يحبها بعد حقده عليها ؟
هل الدولة متمثلة في شرطة المرور ساهمت في الكارثة نتيجة التساهل مع المخالفين ؟
هل تعتقد أن خالد الذي نجح في تجارته قادر على التكيّف مع الإعاقة ومع المجتمع ؟
هل تتوقع بعد كل سنوات عمره وتخليّ الأصدقاء عنه قادر كسب أصدقاء جدد ؟
هل لديك نصيحة لتفادي الكوارث المشابهة ونصيحة للعائلة ؟
مساحة حرة وفضاء رحب لإضافاتكم
...............
دمتم بودّ والسلام
تنافس
|