
ذوي الاحتياجات الخاصة والوظيفة
عندما قررت أن اكتب في هذا الموضوع حار فكري هل سأنصف جميع
الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين إلى الآن لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالوظيفة.
فالعمل عبادة والعمل مطلب كل فرد في المجتمع وهي بالنسبة للشخص
من ذوي الإعاقة تعني له الكثير والكثير فالعمل حياة الشخص المعاق
والإعاقة لا تمنع العطاء أبداً ولا تقلل من إنتاجية المواطن على أرضه
ما دام يحظى بالمساواة في كل الحقوق ويتحمل كل الواجبات بحسب قدراته
وإ مكانياته فالمسألة هنا لا تكمن في كمال الأجسام والأبدان،
المسألة مسألة همم وقدرات وطاقات فما نلاحظه اليوم على أرض الواقع
وجود نسبه كبيرة من الأشخاص من ذوي الإعاقة لم يكن لهم إلى الآن
نصيب في التوظيف سواء في القطاع العام أو الخاص وإذا وجدت الوظيفة
وجدت معها المتاعب والآلام النفسية والجسدية فالزيادة في ساعات العمل
تسبب الآم صحية وجسديه للشخص المعاق فبعض المعاقين حركيا قادرين
على العمل والإنتاج ولكن بعضهم غير قادر على الجلوس لمده طويلة
على الكرسي المتحرك فالجلوس لمده طويلة على الكرسي المتحرك
يسبب تقرحات جلديه وتقوس في العمود الفقري وتورم في الأرجل
وجميعها تأثر على صحة المعاق وفي نفس الوقت تسبب له مشاكل في
العمل من حيث الإجازات المرضية والتغيب عن العمل ناهيك عن
الأبعاد الأخرى التي يكون الشخص من ذوي الإعاقة
في غنى عنها فالتقليل من ساعات العمل بالنسبة لهؤلاء الأشخاص
يحافظ على صحته الجسدية والنفسية وبالتالي يكون لديه التزام أكثر
بالعمل والإنتاج ويتملكه شعور بالرضا كون المؤسسة
التي ينتمي إليها تقدر وضعه وتحترم إعاقته.
والبعض من هؤلاء الأشخاص يمضي حياته باحثا عن عمل ولكن للأسف
لم يحصل هؤلاء على الدرجة الوظيفية المتناسبة مع مؤهلاتهم العلمية
وإنما يتم التعامل معهم على درجة الشهادة العامة فقط وهذا ما حصل لي شخصيا
ويحصل مع أشخاص آخرين وبذلك يكون التحصيل الدراسي والشهادات العلمية
التي كافحنا من أجلها وبذلنا لها قصارى جهدنا في مهب الريح،
ودائماً ما يصدم المعاق ذا الإمكانيات البسيطة بهجوم قوي من أفراد
المجتمع لعدم إدراكهم بالطاقات الخفية لدى الكثير من ذوي الإعاقة
الطامح لتحويلها إلى إبداعات خلاقّّة وفاعلة فالمجتمع أحيانا يفرض
على الشخص المعاق وظيفة لا تلبي طموحه وغاياته وهذا أمر مؤسف للغاية.
فمن واجب المسئولين أن لا يسعوا فقط في إيجاد وظيفة لهؤلاء الأشخاص
أيّاَ كانت لمجرد إنها وظيفة وكفى، بل لا بد من التركيز على العمل في تطوير
مهاراتهم الوظيفية والتي ستفيدهم اجتماعيا والعمل على تحسين قدراتهم
وهذا ما يطلبه جميع ذوي الإعاقة من جميع المسئولين وهنا ليس المقصود
على تدريب الشخص المعاق على مهنه معينه ويتم إلحاقه بعمل آخر
لا ناقة له فيه ولا جمل إنما تكون الوظيفة استنباطا لمؤهلات الأفراد
وقدراتهم وإمكانياتهم وكذلك مدى قناعاتهم بها حالهم كحال أي فرد
آخر في المجتمع يتطلع وبشغف إلى وظيفة تتناسب ومستواه العلمي.
وأخيرا أتمنى أن ترتفع نسبة الموظفين ذوي الإعاقة في مؤسسات
القطاع العام والخاص في الأيام المقبلة.
منقول