بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنامحمد واله وصحبه وسلم
امابعد،
سيدتين مرتا جنب بعضهما البعض واحدة يظهر عليها الثراء والغنى
والثانية يبدو عليها مظهر البؤس والفقر والحرمان لكنهما تشتركان
في شيء واحد ان كل واحد تحمل طفلا اما الاولى فعلى عربة فارهة للاطفال
واما الثانية فعلى ذراعها، والادهى ان الطفل كان من ذوي الاعاقة لكنه لما
اقتربتا من بعضهما بسبب الزحام نظر الصبي الى الصبي الاخر وتبسم له براءة اطفال
ومد يده يلمس وجهه وانحنت امه لتمكنه من ذلك هنا ثارت السيدة الغنية في وجهها
وقالت: ابتعدي عن ابني ابعدي ابنك المعاق لايلمس ابني لايعديه ودفعت يد الطفل الصغيرة
ثم صارت تسب وتشتم بقبيح اللفظ وجارح الكلام ...
فلما اتمت ولم تردعليها ام الصبي ذي الاعاقة حتى اتمت كلامها فقالت لها: ايتها
السيدة المحترمة ان الاعاقة لاتعدي وان الاعاقة من عند الله قالت لايهمني ابعدي
عني ابنك وابتعدي ، قالت لها: الاخرى ايتها السيدة ان لك ابناءقالت : ليس غيره هو بكري
قالت وهل تضمنين ان من يولد بعده لايكون ذا اعاقة؟ام لك ضمان الا يحدث؟
سقط في يدها ولم تدري جوابا وعرفت انها اخطأت لكنها لم تستطع الاذعان فهزت راسها
وانصرفت لاتلوي على شيء تردد اوباش اوباش...
تبسمت مع نفسي وقلت لنفسي عجيب امرك يابلد ضرب الجهل باطنابه والكبر باوتاده
فمتى الخلاص ومتى النجاة من هذه العجرفة ومن هذا التفاخر الكاذب والتسليم الى الخالق
سبحانه و تعالى .
لكني وانا غارق في افكاري هذه اقبلت سيدة فاضلة وربطت بيدها على كتف المراة
الفقيرة وقالت لاتحزني ياابنتي فعسى ان يريها الله تعالى من ذلك درساوتعلم ان الامربيده سبحانه .
مساء 21/11/2011
وكتب حسام النصر