أود في هذا الموضوع أن اتكلم عن فئة عريضة من ذوي
الاحتياجات الخاصة و الذين يعانون من التهميش و النسيان و
الحرمان من أبسط حقوقهم في العيش الكريم ألا و هم القرويون من
هذه الفئة .
فبما أن البنية التحتية الجيدة منعدمة و المؤسسات و الجمعيات التربوية الخاصة بهذه الفئة غير موجودة ، فإنهم يحيون حياة غير مطمئنة و لا تبعث في نفوسهم على الارتياح و بما أن أسرهم تشتغل منذ بزوغ الفجر إلى غروب الشمس في مشاغل الحقول و تربية المواشي فالإبن المعاق يبقى عرضة للضياع و معرض للكثير من المخاطر .
و تبقى المدرسة العمومية إن وجدت هي الملاذ الوحيد لهم . و عليها أن تستقبلهم بصدر رحب لكي تقوم برسالتها نحوهم بكل جدية و مسؤولية .
و هذا ما حدث معي في هذا الموسم الدراسي ، فقد جيئ بالطفل حسن و هو من ذوي الإعاقات الذهنية بحيث أنه ضعيف التحكم في جل حواسه حتى الحركية منها و هذا الطفل لم يلج اي مؤسسة تربوية من قبل و زج به في المستوى الثالث مباشرة و في الحقيقة فمن الناحية التعليمية لا أظن ان سيكون له شأن و لكن من ناحية الاندماج مع باقي الأطفال قد يكون له وقع حسن عليه ، فالكل يحاول أن يحسسه بأنه واحد من المجموعة بحيث يتم إقحامه في كل الأنشطة التربوية و الرياضية و الفنية كالمسرح و الرسم و في أعمال النادي البيئي ...
و كم كنت أتمنى أن تكون هناك جمعيات تهتم بهذه الفئة على صعيد الجماعات القروية ، كما أتمنى لو كان هناك اهتمام و لو بسيط بهم من طرف الدولة و المنتخبين من أجل تحسين ظروفهم الحياتية .
و شكرا