بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*******
قصص من الواقع { اسكافي عجيب }
----------------
وقفت على قارعة الطريق، متعجبا منه ومن صبره وتحمله، اسكافي بسيط، من ذوي الاعاقة، يقلب بعض النعال
يدق مسامير يصلحها، والبعض الاخر وضعه في اناء به ماء يرطبها، نعال مصنوعة من الجلديصعب عليه اصلاحها
الابعدان يبللها ويرطبهابالماء .
سالته وتعجبت اكثرلما عرفت انه متزوج وله اسرة واولادقال: رغم اعاقتي فانا كما ترى لا اتنقل الا علــــــى هذه
الدراجةالنارية الخاصةبذوي الاعاقة، قلت اريدمعرف المزيدعنك،قال:كنت أعرج منذصغري لكني ابيت ان ابقى عالة
على أسرتي حيث اني لم اتمكن من الولوج الى المدرسة، فطلبت من والدي ان اتعلم حرفة من الحرف فاخذني
الى إسكافي بالمدينةالقريبة من قريتنا،وكان{للمعلم}الفضل الكبير علي، حيث انه صارلي بمثابة اب علمني الحرفة
وقبلني على عجزي وعاملني معاملة الاب لابنه فجزاه عني خيرا، مع العلم ان غيره من المعلمين رفضوا قبولي للتعلم
عندهم وكانت تلك غصة ومرارة لن انساها ماحييت.
قال :فلبث بدكانه الصغيرسنين حتى اتقنت الحرفة وصرت فيها من المهرة من تمة قررت ان استقل بعملي ويكون
لي عمل خاص،وافق المعلم رحمه الله تعالى فقدمات بعد تركي لمحله بسنتين اوثلاث وافق على مضض.
قلت له: ولكنك تعمل في الشارع واين المحل، قال لقلة دات اليدوغلاء الكراء لم استطع فتح محل فاضطررت الى العمل
في ناصية الشارع، لكن الحمدلله بفعل الثقة والاتقان اصبح لدي زبناء واستمرالامرمعي حتى تدبرت بعض المال
وقررت الزواج هناضحك صاحبي حتى بدت نواجده وقال: وتلك قصة اخرى غريبة وعجيبة فشوقني لسماعها والانصات
الى فصولها، لكن احدالزبناء قطع عليناالحديث والكلام وصاريساله عن نعله عندها استل صاحبنا نعلا من الماء وقال
ياهذا ان نعلك هذااصلب من الحجرثلاثة ايام بلياليها وهوفي الماء لكنه لم يبتل ولم يرطب جلده بعد،
لكن الرجل لم يعجبه ذاك الردفرفع صوته ونهرصاحبي بكلام قاس وانطلق يتوعد ان يعود الى نعله في الغد
والاتدبرمعه الامر، انصرف الزبون فاستدار صاحبي بعدما رمى بالنعل في الماء من جديد وقال: الم تعلم ان الناس
يقولون{ الشيء الذي لايشبه صاحبه حرام }قلت: بلى هومماتردده العامة، قال: وصدقوا ان هذا النعل يشبه صاحبه
هذافي القسوة والغلظةوالجلف، فما عاينت نعلا اشدولااصلب منه، اتراه طلع يشبه صاحبه، استغرق في الضحك
واضحكني معه لحسن التشبيه وموافقة المقال للمقال ،قلت له: ظننتك ستغضب من كلامه، فقال: لو غضبت منه
ومن كل زبون جلف مثله لما استمررت في عملي هذا ولاتدبرت حالي. قلت له: فالآن حدثني عن قصة زواجك فقد
شوقتني لمساعها، قال :اما الآن فلافإن الشمس جنحت للمغيب وعلي العودة الى بيتي وزوجتي واولادي، ربما في
فرصة لاحقة قصصتها عليك.
اخذفي جمع ادوات عمله يضعها في كيس ثم وضعها وراءه على دراجته النارية ذات الصنع الغريب العجيب
ثم صعدوادارالمحرك وتمددوانطلق بعدما لوح لي بيده مشيرا بالسلام ،رددت عليه بنفس الاشارة بردالسلام
وانطلق بسرعة وضاع وسط الزحام.
بينمابقيت مشتاقا لمعرفة قصة زواجه التي وعدني ان يقصها علي كيف كانت؟ كيف تمت؟ وغرائبه فيها.
كيف حصلت وكيف تغلب عليها،خصوصا باسلوبه المرح الطيب ...
اسئلة للنقاش
1- كيف وجدت هذه الشخصية المثابرة ؟
2-لماذايرفض كثيرمن الصناع والحرفيين تشغيل من كان ذااعاقة؟
3-ما العبرة التي تستخلصهامن خلال قراءتك للقصة؟
4-لماذا لاتوجد جهات تعين امثال هذا الشاب المكافح لفتح دكان ولوبسيط له؟
كثيرا ما نرى امثال شخصينا في الشوارع وعلى قارعة الطريق كيف ترى مستقبل هذه الفئة؟
اخيرا كلمة طيبة من اقلامكم السيالة المباركة.
وكتبه حسام النصر
ليلة الاحد27/12/2010