التوأمان*
العنوان ليس فيلماً سينمائياً أو مُسمى متكلف لمسلسل من الدرجة الثانية ، بل هو بداية قصة قصيرة أحببت أن أبدأ بها مشاركاتي في بيتكم هذا ...
كما أن بعض أحداثها حقيقية وبعض أجزاء منها هي حبكة قصصية ، لكن المؤكد أن المرض والشفاء حقيقيين .
البداية
- شيءٌ غريب ما يحدث ! بل هو شيءٌ مذهل !!
هكذا عبرت متخصصة النساء والتوليد في مستشفى ( ) عن دهشتها وهي تراقب شاشة جهاز الألتراساوند* في عيادتها الخاصة . فانطلقت كلمتها كقصف رعد مدوٍ في آذان الزوج والزوجة اللذان ينتظران مولودهما الأول ، ونظرا بعضهما إلى البعض بخوف ووجل وقالا : خير يا دكتورة ماذا يوجد ؟
لم تُجب على الفور وبدت وكأنها تنظم أفكارها قبل أن تتلفظ بأي كلمة ، ومرت دقيقة صمت كدهر ألقى بأسماله المهترئة على كواهل الزوج والزوجة . وبدأت الطبيبة بالحديث قائلة :
- حالة نادرة من الحمل ، يوجد توأمان في بطن الزوجة ، والغريب أن هذين التوأمين أحدهما أخوي والآخر متطابق* ، وأنا أنصحكم بعمل عملية قيصرية وإجهاض الحمل خوفاً على صحة الأم وخوفاً ـ من هذه الحالة الغريبة من وجود توأمين مختلفين في رحم واحد ـ أن يصيب الأجنة أي تشوه .
نظرات ترقب بدت على الطبيبة منتظرة رد الزوجين الذين ارتفعت حاجبيهما حتى كادت أن تصل إلى سقف الغرفة ، وبعد برهة من الوقت قال الزوج المؤمن المحتسب : نرضى بقضاء الله وقدره . ستكمل زوجتي حملها ، وسنرضى بما قدره الله لنا .
وبعد أن أكملت الزوجة حملها جاءها المخاض ، فذهبت إلى المشفى ، فوضعت ـ بعد عملية قيصرية طويلة ـ أربعة أطفال كاملي النمو وإن صغرت أجسامهم نتيجة اشتراك بعضهم في مشيمة واحدة . وكانت صحة الأم مستقرة ، ففرحت هي وزوجها وحمدوا الله على نعمته ..
وبعد شهر من بقائها في المشفى قامت وتوجهت إلى منزلها هي وأطفالهما بعد أن وصى الطبيب بضرورة الكشف الدوري على التوأمين . والتزم الزوجين بوصية الطبيب وداوما زيارته كل حين يقدره هو .
ومرت سبع سنوات وقد تأهب التوأمين لدخول الصف الثاني الأساسي ، وكان الغريب أن التوائم المتطابقة لا يُشبهون التوائم الأخوية وكان الحنين متبادل عند كل توأم ، ولكن الحب شامل الأربع إخوة بعد عكوف الوالدين على تربيتهم التربية الحسنة القائمة على الدين والخلق .
يتبع ..،