[◄قيمة المال في حياة الانسان ...►]
بقلمي

نبدأ بهذا التساؤل البسيط
هل يمكن بواسطة المال ان نشتري كل شيء ؟
انه سؤال يتبادر الى الذهن في زمن عاد فيه المال هو اللغة المسيطرة .
والجواب عنه يحمل وجهين مختلفين ׃
وجه يؤكد هذه الحقيقة وللاسف عبرالكثير من الامثلة الحية
من واقعنا المعيشي اليومي.
في سبيل الحصول على المال يستطيع الانسان أن يعمل أي شيء حتى
عبر انجاز المهام المستحيلة ׃
كمهمة القتل ؛ أو التخطيط لسرقة بنك ،
واكثر هذه الامثلة قسوة هو أن يضطر الى الى بيع عضو
من أعضاء جسمه كبيع كليته ؛ أو دمه .
ولأننا لا نناقش هنا الدوافع التي تفرض القيام بذلك .
يبقى الدافع الرئيسي هو حب جني المال
ولو على حساب صحة وسلامة جسم الانسان .
وقد يتعرض الشخص الى مخاطر كبيرة في سبيل جنيه للمال
قد يدفع مقابلها حياته ، اي تعرضه للموت
أو ثمنا من حريته بدخوله الى السجن ؛
أو يحط من كرامته عبر الاشتغال في أعمال هو يكرهها
دائما الرغبة في جني المال هي القوة المحركة .
قد تصل هذه الرغبة في جني المال الى درجة الجنون .
يفقد معها الانسان الشعور بوجود الاخرين معه ،
ويحس انه الكائن الاوحد الموجود في الارض
وأنه بواسطة المال الذي وفره قادر على شراء كل شيء من حوله .
ويعبر عن هذه الحالة في علم النفس
الاحساس بجنون العظمة .
ننتقل الى مستوى اخر من الموضوع
نفترض معه ان الانسان استطاع ان يحصل على ما يريده من المال
وجمع له ثروة كبيرة هل يستطيع شراء سعادته وتوفير ما يرغب فيه ؟
يحس الانسن الذي يملك الوفرة في المال
بعدم الاطمئنان والامان من وجود الناس من حوله .
وأن تقربهم اليه هو مجرد تصنع في الاحاسيس
وشعور بالخوف من تسلطه .
مما يجعل علاقته الانسانية مع الناس أكثر تكلفا
والسبب في هذا هو دخول عامل المال على خط هذه العلاقة الانسانية
مما يجعلها أكثر تصنعا ونفاقا وزيفا .
أما المشاعر الحقيقية فهي قليلة ما تظهر في غياب هذه الاعتبارات المادية
وبالتالي نستطيع القول الجواب عن السؤال
لا يمكن للمال ان يشتري كل شيء دائما .
ويجعل الانسان سعيدا ابدا .
ولأن المال وحده لا يكفي لأن يؤسس لعلاقة انسانية حقيقية
وجب اعتباره وسيلة فقط وليست غاية في حد ذاته .

1- كيف تنظر الى الانسان الذي يجمع المال دون انقطاع ؟
2- هل المل يمكن ان يشتري لنا السعادة ؟
مساحة حرة لقلمك




