بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا أجل َّ المرسلين محمد ٍ وعلى آله ِ وصحبه ِ الطيبين الطاهرين
وعلى أصحابه ِ الكرام المنتخبين .
أما بعد ...
اريد اليوم أن أتحدث قليلا عن قابلية الشيء للتعامل فيه ، فقط اريد أن أشير أن المعلومات
التي سوف أذكرها ليس من نسج الخيال أو من المعلومات العادية من طالب غير قانوني ، اعتمدت في كتابة هذا المقال
بعض قراءة بـعض الكتب تتحدث عن الموضوع المراد دراسته.
يشترط في الأشياء المطلوب وضعها تحت الحراسة القضائية أن تكون قابلة للتعامل فيها بكافة الوجوه المقررة قانونا و يقصد
بذلك أن تكون الأشياء قابلة للإنتقال من يد إلى أخرى و من ثم لا يجوز فرض الحراسة القضائية مثلا على الأشياء
المسروقة أو التي لا يجوز التعامل فيها قانونا كالمخدرات و الأسلحة الممنوعة حيازتها، كما لا يجوز فرض الحراسة
القضائية على الأشياء المخصصة لخدمة او منفعة عامة لأن لهذه الأشياء حصانة قانونية خاصة تمنع من التعامل أو وضع اليد عليها أو تملكها
بالتقادم. أما إذا كانت صفة الشيء المدعى بأنه من المنافع العامة متنازعا فيه جديا بين الدولة و أحد الأفراد فيجوز للمحاكم أن تبحث ذلك
للتحقق من ثبوت أو عدم ثبوت صفة العمومية في شأنه يجوز و يجوز للقاضي المستعجل إذا تبين له جدية النزاع و استئثار أحد الأشخاص
بوضع يده عليه يأمر بالحراسة القضائية على هذا الشيء إلى أن يصدر حكم من المحكمة الموضوع يفصل في ملكيته.
أما الأشياء الخاصة للدولة أو للأشخاص الاعتبارية العامة فلا يوجد من الناحية القانونية ما يمنع من تعيين حارس قضائي عليها إذا وجد
ما يبرر ذلك لأنها تخضع للأحكام العامة المتعلقة بملكية الأفراد. إلا أن الأمر يختلف بين ما إذا كان الحائز لتلك الأشياء هو الدولة أو أحد
من الخواص، فإذا كانت الدولة هي واضعة اليد على الشيء و قام نزاع ملكية بينها و بين أحد من الخواص فإنه لا موجب لوضعه تحت
الحراسة القضائية لأن في يسار الدولة ما يكفل للطرف الآخر كافة حقوقه فيما لو قضي له بما يدعي، الأمر الذي ينتفي معه شرط الخطر
الواجب توافره لقيام الحراسة القضائية. أما إذا كان الشيء في يد أحد من الخواص و قام بشأنه نزاع بينه و بين الدولة فإنه يجوز للقاضي
المستعجل أن يأمر بوضعه تحت الحراسة القضائية متى توفرت شروطها .
وإننا لنسأل الله سبحانه، في هذه الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك الذي حل بحول الله،
الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، أن يجعلنا من " الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه.
أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولوا الألباب". صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.