بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا أجل َّ المرسلين محمد ٍ وعلى آله ِ وصحبه ِ الطيبين الطاهرين
وعلى أصحابه ِ الكرام المنتخبين .
أما بعد ...
اريد اليوم أن أتحدث قليلا عن الـحراسـة القضائية على مجموع المال ، فقط اريد أن أشير أن المعلومات
التي سوف أذكرها ليس من نسج الخيال أو من المعلومات العادية من طالب غير قانوني ، اعتمدت في كتابة هذا المقال
بعض قراءة بـعض الكتب تتحدث عن الموضوع المراد دراسته.
لم يتعرض المشرع المغربي لما إذا كان من الجائز وضع مجموع من المال تحت الحراسة القضائية إذا وقع بشأنها نزاع بل اكتفى
بذكر المنقولات و العقارات. بخلاف بعض التشريعات التي نصت صراحة على ذلك كالمشرع المصري و السوري و ذلك في المادة 729
من القانون المدني المصري و المادة 695 من القانون المدني السوري.
و يقصد بمجموع المال كل وحدة مالية قانونية غير قابلة للتجزئة، كالأصل التجاري و الشركة و التركة و غيرها من الأموال الشائعة،
سواء كان النزاع منصبا على الوحدة المالية بكاملها أو على عنصر من عناصرها، و سواء كان النزاع منصبا على حقوق عقارية أو منقولة
أو غير ذلك من الحقوق و الإلتزامات الشخصية المرتبطة بتلك الوحدة المالية.
و إذا كان الفقه و القضاء في فرنسا مجمع على جواز وضع مجموع من المال تحت الحراسة القضائية، و كذلك الشأن في مصر في ظل التقنين
المدني الجديد، و غيرهما من الإجتهاد الفقهي و القضائي المقارن، فإن القضاء المغربي أمام غياب التشريع و الفقه لازالت كلمته لم تتوحد
بخصوص هذه النقطة.
و مهما كان الخلاف الحاصل بين اوساط القضاء فإنه يتعين القول بجواز وضع مجموع من المال تحت الحراسة القضائية مادام سيعهد بهذا
المال إلى حارس قضائي سيتولى السهر على حمايته و صيانته و بذل جهوده لتنميته و استغلاله في أحسن الأحول بأنجع الطرق فليس هناك
إذن ما يؤدي إلى الخشية من ضياع حقوق بعض الأفراد على هذا المال خصوصا أولئك الذين ليس لهم دخل في النزاع القائم على هذا المال
يضاف إلى هذا ما في تجزئة هذا المال وفرزه من صعوبة إن لم نقل من استحالة في كثير من الأحيان .
وإننا لنسأل الله سبحانه، في هذه الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك الذي حل بحول الله،
الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، أن يجعلنا من " الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه.
أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولوا الألباب". صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.