بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا أجل َّ المرسلين محمد ٍ وعلى آله ِ وصحبه ِ الطيبين الطاهرين
وعلى أصحابه ِ الكرام المنتخبين .
أما بعد ...
اريد اليوم أن أتحدث قليلا عن الحراسة القضائية كإجراء لا يمس الأساس، فقط اريد أن أشير أن المعلومات
التي سوف أذكرها ليس من نسج الخيال أو من المعلومات العادية من طالب غير قانوني ، اعتمدت في كتابة هذا المقال
بعض قراءة بعض الكتب تتحدث عن الحراسة القضائية .
تتميز الحراسة القضائية بخاصية ثالثة إلى جانب خاصيتي التحفظ و التوقيت و هذه الخاصية تتجلى في كون
الحراسة القضائية إجراء لا يمس أساس الحق و موضوعه و يقصد بقاعدة عدم المساس بموضوع أو بأصل الحق أن قاضي الأمور
المستعجلة يمتنع عليه بأي حال من الأحوال أن يقضي في أصل الحقوق و الالتزامات و الاتفاقات مهما أحاط بها من الاستعجال،
أو ترتب على امتناعها عن القضاء فيها من ضرر بالخصوم بل يجب عليه تركها لقاضي الموضوع المختص وحده بالحكم فيها.
و معنى أصل الحق هو كل ما يعلق به وجودا و عدما، فيدخل في ذلك ما يمس صحته، أو يؤثر في كيانه أو يغير فيه، أو في
الآثار القانونية التي رتبها له القانون، أو التي قصدها المتعاقدان.
و على هذا إذا رفعت الدعوى بطلبات موضوعية فإنها تكون خارجة عن اختصاص القاضي المستعجل الذي يشترط لاختصاصه
بنظر المسائل المستعجلة طبقا لنص المادة 152 من قانون المسطرة المدنية ألا يكون لحكمه مساس بما يمكن أن يقضي به موضوع
الدعوى و جوهرها . و هذه القاعدة تسري على دعاوي الحراسة القضائية التي ترفع امام القضاء المستعجل كما هو الشأن
في كافة الدعاوي المستعجلة .
و عدم مساس إجراء الحراسة القضائية بموضوع النزاع أو الحق له صلة بما يخول للحارس من سلطات. و عليه لا ينبغي منح
الحارس القضائي سلطات لا يمكن منحها قبل أن تقول المحكمة الموضوع كلمتها في النزاع المعروض عليها لأن في ذلك مساسا
بموضوع الحق المعروض على المحكمة الموضوعية من جهة أولى و استباقا من قاضي الحراسة للفصل فيه من جهة ثانية و تقييدا
لقاضي الموضوع فيما سيحكم به من جهة ثالثة.
و هكذا لا يجوز مثلا أن يخول الحارس سلطة دفع ربع عقار موضوع تحت الحراسة القضائية لنزاع في ملكيته، لأحد الأطراف
المتنازعة . لاحتمال أن يكون الحكم في موضوع النزاع و هو الملكية في غير صالحه و لأن في ذلك مساسا بموضوع النزاع
الأصلي.
وإننا لنسأل الله سبحانه، في هذه الأجواء الروحانية التي تسبق، شهر رمضان المبارك الذي اقترب حلوله،
الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، أن يجعلنا من " الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه.
أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولوا الألباب". صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.