¤ّ,¸,ّ¤ تحت ركام طبقي¤ّ,¸,ّ¤ ّّ°°° بـــ،ــقـــلـــمـ،ـــي
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
هِشام

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 28665
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8094
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
هِشام

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 28665
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 8094
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 4.2
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 6779
  • 05:07 - 2010/02/18

 

 

 

نفس النغمة المملة لويندوز حاسوبه الأنيق ، تنساب مخترقة عباب صمته المطبق ، وهو متكئ على جنبه الأيسر ، يسبل جفنيه في تثاقل كأنما يرسو بينهما حرمان يمتص دمه ويستبيح ابتساماته ، شاحب القسمات وكأن أوردته قد اجتثت من أعماق  خافقه المثخن جراحا في عملية نزع نبض قيصرية ،  انتزع  خيط السماعتين من حاسوبه عل الصوت يصدح   في أركان الغرفة ، كما انتزع يوما ما خيط الأمل عنوة من بين مخمل دواخله المتكدر بياضها ... انزلق السهم بروية ليصيب كبد الملف الأصفر فينفغر لافظا ما يجثم في جوفه..بضع أغان وادعة تناثرت في انتظام ، مذيل جلها باسم أفضل من شدا بلغة الضاد فهوت خفقاته لشداه ، تردد قليلا قبل ان يضغط على إحداها...أغنية جمع اسمها وكلماتها رفات أمانيه ونعش أحلامه البائسة...وقد صار لحنها المشوب بدبيب غريب يرج شرايين قلبه معزوفة شجن رسمية تغتال  غلس ليله البهيم ...

عامان مـــا رف لـــي لحـــن على وتـــر"

ولا استفاقت على نــور ســمـاواتــي "

تسللت الكلمات الوادعة بصمت إلى أعماقه ،فاشرأب ببصره صوب أقصى يمين حاسوبه مطالعا تاريخ يومه ، وكأنه قد انتبه للتو أنه قد مر عامان بالتمام والكمال على مأساة   قلبه المصاب في مقتل بسهم غادر أحاله مرمدة تعب أكوام الشجن قبل أسراب النبض المتلاحق...

قرب شباك الجامعة انتصب جامدا والترقب يلهب أطراف أصابعه وقد احتبست أنفاسه وجحظت عيناه وهو يمررهما بين السطور المترامية ذات اليمين وذات الشمال ، هاهي ذي أولى حروف اسمه  العائلي وقد اتخذت لنفسها مقاما وسطا بين مثيلاتها .. يتسلق بنظره وينزل عبر مصاعد السطور قبل أن يستوقفه اسمه الكامل وقد امتدت أمامه علامات متمايزة تختزل بين ثناياها عصارة سنواته الأربع في حرم الجامعة ، ازدادت لفحات أنفاسه تأججا  وهو ينتقل عبر أعمدة العلامات قبل أن يستقر نظره على خانة المعدل العام...

خفض رأسه في هدوء متنفسا بعمق قابضا كلتا يديه في ظفر ، قبل أن يرمي ببصره صوب السماء متمتما ببضع دعوات خافتة حامدا الله على نجاح اقتلع من رحم المعاناة ..بعد جهد جهيد ومجابهة دامية مع صلف الدهر ونشاب حوائله..

استجمع خطواته ثم انطلق منسابا بين ممرات الجامعة ..يفرد جناحيه على شاكلة "عباس بن فرناس" في أولى محاولاته للتحليق بعيدا عن سطوة الأرض وجاذبيتها المكبلة للأركان...التي هفت إلى معانقة ماهو أرحب من محيطها الآني...

على حين غرة لاح هيكلها قرب العمود بين المكتبة والمقصف، ترتدي فستانا أحمر تتفتح داخله كأقحوانة ترشح عبيرا...تلقته بابتسامتها المعهودة في ذات الركن الذي شهد أولى فصول سلسلة عشقه الجامعي ،المتمرد على أعراف بيئته البائسة ونبراس الفوارق الطبقية البغيضة، مرصفا مساحات المستحيل بإسفلت خواطره الحالمة ..

تنحدر "ليلى" ذات الإثني وعشرين ربيعا من أحد أعرق الأسر الفاسية المستقرة بالدار البيضاء ، رغم ثراها الفاحش إلا أنها آثرت أن تكمل دراستها  مابعد حصولها على شهادة البكلوريا بجامعة الحسن الثاني كبرى جامعات الوطن والقارة ، وسط جمع متمايز من أبناء الشعب بمجمل طبقاته ...

 

" اعتق الـــحـــب فـــي قلبي وأعصره

فـــأرشـــف الـهـم فـــي مغبرّ كأساتي"

انتشلته كلمات ابن الرافدين من عمق ذكرياته المحمومة ، زافرا في عمق ، وهو يطالع صورتها المتوارية جوف ملف خاص لطالما جمع في فنائه شظايا ذكريات الأمس القريب ..يوم أن قادته أحلامه المجنونة للتعلق بأهداب حب  يتهادى على شفير طبقات ما رصتها أزمنة جيولوجية ولا بثتها  تيارات هوائية بقدر ما تفننت أياد بشرية في نحث تجاويفها العميقة...

تأمل صورتها في صمت وشرود ، بثغرها الباسم القاني ، ووجهها المنبلج المستدير كصفحة البدر في مستقر السماء وقد تألقت به عينان زرقاوان ، تلاطمت أمواجهما في دعة وهما تجذبانه من جديد ليغوص بين لجج الأيام الخوالي...

اختنقت الكلمات في حلقه وهو يتطلع في سحنتها الباذخة حسنا ، وقد تهدلت خصلاتها الفاحمة فوق جبينها الوضاء ، وهي تضمه في برود أحس به وهو يغمر وجهها الغض بين كفيه ،..

-مبروك ، لست تدرك حقا مقدار سعادتي بعد أن رمقت اسمك في عداد المتفوقين..

- ولك مثلها وأكثر حبيبتي "ليلى" ..صدقا تضاعفت فرحتي حد عنان السماء بعد سماعي لخبر نجاحك وبميزة حسن...

-شكرا، في الواقع ...

يقاطعها قائلا  :

- نور قلبي "لوليتا" ألا ترين أنه قد آن الأوان كي يجمعنا سقف بيت واحد ...كي تتوحد أحلامنا وأحاسيسنا تحت ربقة رباط مقدس ...  ألا ترين أنه قد آن الأوان من أجل أن أتقدم لخطبتك من أهلك؟

- لاذت "ليلى " بالصمت ، تلعثمت قليلا وقد انعقد لسانها في جوفها ، قبل أن تبادره قائلة بنبرة متهدجة :"

- "كريم" في الواقع لست أدري حقا ماذا أقول لك ، وكيف للساني أن يطاوعني على البوح بعظيم مايجثم بين أضلعي...

يقاطع حديثها باسما :

 -لاداعي لذلك ، فإني أعلم بما يعتمل قلبك وماكنت رافضة لجذوة حبي ولو أحترقت بها أوصالك شبرا شبرا ..

كتمت "ليلى" أنفاسها مقاطعة إياه في كياسة :

-" كريم" لا أخفيك سرا...ولن أسهب في مقدمات لا تشفي غليلا ولا تورد سبيلا، قبيل أسبوع الامتحانات النهائية تقدم لخطبتي ابن عمي " أنس" ،وقد تفاديت إخبارك بالأمر كي لا أشوش عليك فأنت تعلم جيدا كم تهمني مصلحتك..أخالك تعرفه جيدا وأعتقد أن آخر لقاء بين ثلاثتنا كان وديا لأقصى الحدود...لا أدري حقا ماذا أقول لك ، لكنك أعلم بالفرق الطبقي الصارخ بيننا ، والذي يجعل من ارتباطنا حلما بعيدا مستحيلا يتوارى وراء مكمن أحلام وردية تقابله جدران الواقع الصلدة القاتمة..

استطردت "ليلى" في كلماتها وكأنها أنصال تنشب في أركان قلبه مبيدة ما دب فيه من دبيب خفق وأحاسيس...

بدا ساهما وعيناه قد تجمدتا في محجريهما ..وانساب اللحن من جديد منتشلا إياه من ذكرياته السوداوية صادحا :

«   ممـــــزق أنـــــا لا جـــــاه ولا تــــــرف

يـــغـــريـــكِ فـــيَّ فخليني لآهاتي

لـــو تعصـــريـــن سنين العمــر أكملـــها

لــســال منها نزيف مــن جـراحاتـي  »

بين عشية وضحاها ، استحال الفرح بين جانحتيه قرحا وحنظلا يعتصر مابينهما ، ومادت أركان قلبه الهزيل شجنا..وقد اصطبغ الأفق قبالة مآقيه بصبغة السواد..

انصرفت في تؤدة ووقع خطاها كما صدى كلماتها   يلهب تجاويف مسامعه  وينفث السم الزعاف بين مساماته...تلاشى طيفها عبر متاهات الجامعة المتعرجة و كأن ما انساب من ثغرها للحظات  لايكاد يعدو كونه خاطرا سوداويا انتشل مساحة من رصيف دواخله..

مرت أيام معدودات  قبل أن تصله رسالة  من بريدها الإلكتروني بعد أن هشم هاتفه المحمول سلفا معلنا القطيعة مع كل ما قد يجر معه خيوط ذكراها ، تململت الروح الراكدة بين جنبيه وهو يطالع بنظرات كسيرة أكوام السطور التي تناثرت في جوف الرسالة...بين استحضار للحظات حميمية وغوص في غياهب عشق ترنح على أسْدية المستحيل فتهاوى في رمشة عين أمام أول بواكر ريح طبقية سمجة ...

" قد يضيق صدرك قبل بلوغ آخر سطوري ، لكنني أحببتك صدقا من كل قلبي ولن أنسى ماحييت كل لحظة عشناها معا، رأيت فيك فارس الأحلام النبيل الذي سأحيى في كنفه ولو قادني ذلك إلى مقارعة أهلي من أقصاهم إلى أدناهم..لكن ما استجد مؤخرا من تهاوي عروش ثروتنا شيئا فشيئا وبروز اسم ابن عمي "أنس" على الخط بثروة عائلته كمنقذ وحيد لعائلتنا.....................

.......المهم أن لا تخنق الأمل بين حبائل قلبك وامض في سبيلك واحذف اسمي إن شئت من قائمة أحلامك كما قد شرعت بدوري في ذلك سلفا، لكن ..هيهات ، هيهات...."

 أكمل قراءة كلماتها المحمومة والدمع ينساب بصمت عبر خديه المصفر إهابهما ،  ثم واراها الثرى ، بين شواهد مقبرة أحلامه الموءودة...مسدلا ستار الختام دون فصول وردية استحالت في لمح البصر فجيعة دهماء وسوادا مترامي الظلال بين ربوع عالمه المتفيء شجنا... 

معــذورة أنتِ إن أجهضــت لـــي أمـــلي"

لا الــذنــب ذنــبــك بــل كــانــت حـمـاقاتي"

 

مضت أيامه في صمت قاتل ، سنوات عجاف تناثرت أوراقها الذابلة تباعا  من شجرة عمره الصماء...عاش في كنف البطالة والتشرذم شهورا قبل أن يلج عالم الشغل..متسلقا درجات المجد في صمت محاك لدبيب أيامه ، مودعا شبح الفقر وضعف ذات اليد إلى الأبد..وهو يقتحم عنوة جدران طبقة نسفت في جبروت مريع كوة حانية بين قلبين من عالمين متمايزين وإن انحدرت كائناتهما من صلب واحد أوحد ..

عند بوابة المتجر الفاخر التقت عيناهما بعد عام ونيف ...تشابكت يداهما في سلام عابر وقد احتملت بحضنها رضيعا من مخلفات جسد عابر..بعد أن ترملت في أخمص زهرة شبابها..  

تملمت عيناه في مستقرهما وهو يجتلي قسمات وجهها الواجم وقد غدت كزهرة برية اجتثت  من جذورها وألقي بها وسط بيداء مقفرة وكأن سياط الدهر قد نابت عنه ثأرا لكبريائه المصاب في مقتل.... في حين بدا فيه أكثر نضارة   من ذي قبل وهو يختال في حلته الأنيقة الباذخة ..

تمتمت بصوت خافت :

-خلت للحظة أننا لن نلتقي مجددا بعد ذلك اليوم....

قاطعها في هدوء وقد ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيه قائلا :

- وحدها الجبال لا تلتقي ...وإن التقت يوما فلن يكون لقاءها في غير جنح الثرى....وقد انطمس شموخها البائد الزائل إلى الأبد...

قبل أن ينصرف من أمامها مستأذنا في لطف مصطنع، ملبيا نداء إحدى صديقاته وهي تتفحص ثوب"الموسلين" الفاحم الأنيق..

ثار بركان مشاعره  الخامدة  فتهادت به خلجاته مطرقا رأسه ، وقد تأبطت الفتاة الحسناء ذراعه وهو يمضي جسدا مفرغا تجتاح أركانه حمم لفظتها صهارة أعماقه الكسيحة ..

" أصيـح والسيف مــزروع بخــاصــرتــي

والـغـدر حطم آمالي الــعــريــضــات

من لـي بحذف اسمك الشفـاف من لغتي

إذاً ســتــمــســي بـــلا ليلى حــكـــايــاتـــي"

لفظت معزوفة شجنه الرسمية آخر أنفاسها ، وقد وارى  بملاءته البيضاء وجهه المشبع وجوما  متوسدا تفاصيل ذكريات حب تعلق بأكناف السراب فرمت به رياح طبقية بغيضة إلى ماوراء مكمن الضباب...

فأوغل في الثرى تحت ركام طبقي خانق..

 


 
 
 ¤ّ,¸,ّ¤ تحت ركام طبقي¤ّ,¸,ّ¤ ّّ°°° بـــ،ــقـــلـــمـ،ـــي
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©