¦¦๑¦¦ كتـــــــــــــــــــاب: منهجية البحث العلمي
آخر
الصفحة
halim DZ

  • المشاركات: 43700
    نقاط التميز: 14943
مشرف سابق
halim DZ

مشرف سابق
المشاركات: 43700
نقاط التميز: 14943
معدل المشاركات يوميا: 7.1
الأيام منذ الإنضمام: 6123
  • 23:45 - 2009/03/14

منهج البحث مظهر حضاري تشتد الحاجة إليه بعد الحاجة إلى الدرس والتأليف, وما يصحب ذلك من تراكم الخبرات وتضخم المادة, وما يتصل بهما ـ عادة ـ من اضطراب وتعصب وجهل وجور, يضيع في مجاهلها القارئ وتضيع الحقيقة فتختلط الأمور على الطالب ويصعب عليه أن يتبين دربه.

وكان طبيعيا أن يرتبط " منهج البحث" بالجامعات ارتباطا وثيقا, لأنها مركز الحقيقة ومنطلقها أو على الأقل ما يفترض أن يكون.

أعد هذا المؤلف لطلبة الليسانس الذين يواجهون البحث العلمي للمرة الأولى,

اعتنينا فيه بالخطوط العامة العريضة للبحث.

 

الفصل الأول

مفهوم البحث العلمي

يتضمن هذا الفصل:

1 ـ مفهوم البحث العلمي: لغة واصطلاحا.

2 ـ مقومات البحث العلمي:

3 ـ خصائص البحث العلمي:

4 ـ أنواع البحث العلمي:

5 ـ أدوات البحث العلمي:

 

مفهوم البحث العلمي:

لشرح هذا المفهوم يتطلب منا الأمر شرح مفهوم العلم, وتمييزه عن بقيه المصطلحات.

ـ مفهوم العلم:

تستخدم كلمة علم في عصرنا هذا, للدلالة على مجموعة المعارف المؤيدة بالأدلة الحسية, وجملة القوانين التي اكتشفت لتعليل حوادث الطبيعة تعليلا مؤسسا على تلك القوانين الثابتة. ( [1])وقد تستخدم للدلالة على مجموعة من المعارف لها خصائص معينة, كمجموعة الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا.

وإذا رجعنا إلى تعريفه في اللغة والاصطلاح, نجد أن كلمة " علم "

في اللغة تعني إدراك الشيء على ما هو عليه, أي على حقيقته, وهو اليقين والمعرفة ( [2]). والعلم ضد الجهل, لأنه إدراك كامل.

وأمَّا في الاصطلاح فهو: " جملة الحقائق والوقائع والنظريات ومناهج البحث التي تزخر بها المؤلفات العلمية." ( [3])

أو هو ـ كما جاء في قاموس وبستر ـ: " المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب, والتي تقوم بغرض تحديد طبيعة وأصول وأسس ما تتم دراسته." ( [4])

وجاء تعريفه في قاموس أكسفورد لعام 1974 بأنه: " ... ذلك الفرع من الدراسة, الذي يتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة, والتي تحكمها قوانين عامة, تستخدم طرق ومناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق الدراسة." ( [5])

وقد عرفه جوليان هكسلي في كتابه " الإنسان في العالم الحديث " بأنه: "هو النشاط الذي يحصل به الإنسان على قدر كبير من المعرفة لحقائق الطبيعة وكيفية السيطرة عليها."

وتدور جل محاولات تحديد مفهوم العلم وتعريفه حول حقيقة أن العلم هو " جزء من المعرفة, يتضمن الحقائق والمبادئ والقوانين والنظريات والمعلومات الثابتة والمنسقة والمصنفة, والطرق والمناهج العملية الموثوق بها لمعرفة واكتشاف الحقيقة بصورة قاطعة يقينية ".

وليتضح لنا معنى العلم أكثر, علينا أن نميزه عن غيره من المصطلحات والمفاهيم المشابهة له واللصيقة به, في غالب الأحيان مثل: المعرفة, الثقافة, الفن... وغيرها من المصطلحات. وكذا تحديد وبيان أهدافه ووظائفه.

ـ معنى المعرفة:

تعني المعرفة في أبسط معانيها تصورا عقليا لإدراك كنه الشيء بعد أن كان غائبا, وتتضمن المعرفة المدركات الإنسانية أثر تراكمات فكرية عبر الأبعاد الزمانية والمكانية والحضارية والعلمية, أو بعبارة أخرى المعرفة هي كل ذلك الرصيد الواسع والضخم من المعلومات والمعارف التي استطاع الإنسان أن يجمعها عبر التاريخ، بحواسه وفكره. وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1 ـ المعرفة الحسية:

وتكون بواسطة الملاحظات البسيطة والمباشرة والعفوية, عن طريق حواس الإنسان المعروفة, مثل تعاقب الليل والنهار, طلوع الشمس وغروبها, تهاطل الأمطار...الخ, وذلك دون إدراك للعلاقات القائمة بين هذه الظواهر الطبيعية وأسبابها.

2 ـ المعرفة الفلسفية: وهي مجموع المعارف والمعلومات التي يتحصل عليها الإنسان بواسطة استعمال الفكر لا الحواس, حيث يستخدم أساليب التفكير والتأمل الفلسفي, لمعرفة الأسباب, الحتميات البعيدة للظواهر, مثل التفكير والتأمل في أسباب الحياة والموت, خلق الوجود والكون. ( [6])

3 ـ المعرفة العلمية والتجريبية: وهي المعرفة التي تتحقق على أساس الملاحظات العلمية المنظمة, والتجارب المنظمة والمقصودة للظواهر والأشياء, ووضع الفروض, واكتشاف النظريات العامة والقوانين العلمية الثابتة, القادرة على تفسير الظواهر والأمور تفسيرا علميا, والتنبؤ بما سيحدث مستقبلا والتحكم فيه ( [7]).

وهذا النوع الأخير من المعرفة, هو وحده الذي يكَّون العلم.

والمعرفة بذلك تكون مشتملة على العلم, وهو جزء من أجزائها.

ـ الثقافـة:

عرّفت الثقافة عدة تعريفات, لعلَّ أشهرها تعريف تايلور القائل أن الثقافة: " هي ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والعادات وسائر القدرات التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع."  

أو تعرّف أنها: " أنماط وعادات سلوكية ومعارف وقيم واتجاهات اجتماعية, ومعتقدات وأنماط تفكير ومعاملات ومعايير, يشترك فيها أفراد جيل معين, ثم تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل." ( [8])

وعرفها آخر بأنها: " مجموعة العادات والتقاليد والقيم والفنون المنتشرة داخل مجتمع معين, حيث ينعكس ذلك على اتجاهات الأفراد وميولهم ومفاهيمهم للمواقف المختلفة." ( [9])

فالثقافة بذلك تشمل العلم والمعرفة والدين والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد وأنماط الحياة والسلوك في المجتمع.

ـ الفـن:

الفن في اللغة حسن الشيء وجماله, والإبداع وحسن القيام بالشيء ( [10]).

ويعرف ( L`ART   ) قاموسيا بأنه: " نشاط إنساني خاص, ينبئ ويدل على قدرات وملكات إحساسية وتأملية وأخلاقية, وذهنية خارقة مبدعة." ( [11])

كما تدل كلمة " فن " ART  على المهارة والقدرة الاستثنائية الخاصة في تطبيق المبادئ والنظريات والقوانين العلمية, في الواقع والميدان:

الفنون الأدبية, الفنون العسكرية, فن القيادة السياسية والاجتماعية والإدارية, الفنون الرياضية, فن الموسيقى والغناء...

أمَّا كلمة " فن " في الاصطلاح فإنها تعني: " المهارة الإنسانية والمقدرة على الابتكار والإبداع والمبادرة, وهذه المقدرة تعتمد على عدة عوامل وصفات مختلفة ومتغيرة مثل: درجة الذكاء, قوة الصبر, صواب الحكم, الاستعدادات القيادية لدى الأشخاص." ( [12])

يرى بعض المفكرين والعلماء أن عناصر الفن الأساسية شبيهة إلى حد كبير بعناصر العلم, لأن كلاهما يستنكر الاعتماد على حفظ الحقائق والمعلومات المجردة والجامدة, وكلاها يدعو إلى ضرورة اكتشاف وتفهم العلاقات بين الظواهر المختلفة, والتي بدورها تؤدي إلى الابتكار والانطلاق الفكري, وكما أن العلم يؤدي بالضرورة إلى ابتكار علمي, فإن الفن أيضا ينتهي بابتكار فني.

وهناك فريق آخر من المفكرين والعلماء يرون أن هناك فروقا جذرية بين العلم والفن منها:

أن العلم يقوم على أساس مجموعة من القوانين العلمية الموضوعية والمجردة, التي تحدد العلاقة بين ظاهرتين أو أكثر من الظواهر التي يتناولها بالدراسة, وهذه العلاقات معيارها الحتمية والاحتمال, ويبحث العلم فيما هو موجود وكائن, بينما الفن يقوم ويعتمد على أساس المهارة الإنسانية, ويرتكز على الملكات الذاتية والمواهب الفردية, وهو يستند إلى الاعتبارات العملية أكثر من استناده إلى الاعتبارات النظرية.



[1] ) حسين رشوان, العلم والبحث العلمي, الإسكندرية, المكتب الجامعي الحديث, 1982, ص 4.

[2] ) المنجد في اللغة, طبعة 26, بيروت, دار المشرق العربي, ص 527.

[3] ) د عبد الله العمر, ظاهرة العلم الحديث, ضمن سلسلة عالم المعرفة, الكويت, 1983, ص 276.

[4] ) قاموس ويبستر الجديد للقرن العشرين, باللغة الانكليزية, نقلا عن كتاب أساليب البحث العلمي, د كامل المغربي, الطبعة الأولى, عمان, دار الثقافة للنشر والتوزيع, 2002, ص 15.

[5] ) عن المرجع السابق, نفس الصفحة 15.

[6] ) د فاخر عاقل, أسس البحث العلمي في العلوم السلوكية, ط 2, بيروت, دار العلم للملايين, 1982, ص 75.

[7] ) د فاخر عاقل, المرجع السابق, ص 79.

[8] ) د زكي محمود هاشم, الجوانب السلوكية في الإدارة, الطبعة الثانية, الكويت وكالة المطبوعات, 1978, ص189.

[9] ) د مهدي حسن, علم النفس الإداري, المنظمة العربية للعلوم الإدارية, الأردن, ص 56.

[10] ) المنجد في اللغة والأعلام, مرجع سابق, ص 596.

[11] ) قاموس لاروس, باريس, مكتبة لاروس, 1986.

[12] ) الدكتور محمد عبد الفتاح ياغي:

 ¦¦๑¦¦ كتـــــــــــــــــــاب: منهجية البحث العلمي
بداية
الصفحة