السلام عليكم

أثار الموضوع الذي طرحة العزيز (أبو المجد المغترب) حول تصريحات النجم حسين فهمي بخصوص الدراما السورية

الكثير من ردود الفعل وتصريحات حسين فهمي ستفتح الباب أما تراشق إعلامي في الأيام القادمة

وهنا في المنتدى ستزداد حالة الانقسام بين مؤيد للدراما السورية ومؤيد للدراما المصرية وكل طرف يشد اللحاف صوبه

بطريقة مضحكة فالسوريون وأنصارهم يشعرون بالفخر إلى ماوصلت إليه الدراما السورية ويتحدثون عن الدراما المصرية وكأنها

انتهت وشاخت وماتت واندثرت مع أنهم لا يستطيعون أن ينسوا رأفت الهجان وأرابيسك وليالي الحلمية ويتابعونهم بحماس على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاماً على انتاجهم

والمصريون يتحدثون بلغة التعصب لبلاد النيل درامياً من باب أنهم الأصل والفصل والريادة لهم ولولاهم لماشاهدنا دراما أصلاً

لا أيها السادة ليس هكذا تورد الابل

الدراما المصرية لم تتراجع كدراما وإنما  تراجعت فقط بعدد الأعمال المتميزة فمن ثلاثين عمل هناك ثلاث أو أربع أعمال متميزة

وتفوق الأعمال التاريخية السورية وضعها كبديل متميز عن الانتاج المصري التاريخي 

ومع ظهور الفضائيات كسبت الشارع وأصبحت بديل عن المسلسل المصري الضعيف ولكنها لم تستطع إلغاء المسلسل المصري المتميز

فالمتميز يبق متميزاً

ولكن قلة هذا المتميز جعل الناس يتحدثون عن تراجع الدراما المصرية والتي كان الخيار الوحيد

ومن وجهة نظري الخاصة أسباب تراجع الدراما التاريخية المصرية  هو بقائها  على حالها الاخراجي منذ أن بدأت إلى الآن

فهي محكومة بالثلاث كميرات التي تعطي جو مسرحي على المسلسل

الأجور المرتفعة التي تدفع على شكل رسوم وضرائب عند التصوير في الأمكنة العامة وهذه لوحدها تقصم الظهر انتاجياً فيضطر

المخرج للبقاء ضمن جدران الاستوديو المقيت الخالي من الحياة

أجور الفنانين المرتفعة جداً والتي تجعل بقية عناصر المسلسل من الصفوف الثالثة والرابعة مع اختفاء الصف الثاني

استوديوهات مدينة الانتاج الاعلامي التي جعلت من المسلسلات مسخرة فنشاهد نفس الديكور في أكثر من مسلسل

 الفقر الشديد في المكياج إلى الاصرار على نطق الجيم المصرية في الأعمال التاريخية

كل هذه الأمور أفقدت هذه الأعمال مصداقيتها التاريخية فعزفت الناس عن مشاهدتها

بينما تفوق السوريون بطريقة التصوير بكاميرا واحدة وهي  الطريقة السينمائية التي كان رائدها المخرج هيثم حقي

والذي كان أول من خرج بالكاميرا إلى الشارع بعيداً عن الأستوديو فأعطت مصداقية وواقعية للعمل شدت المتفرج وجاء بعده المخرج العبقري نجدت أنزور ليتفنن بكاميرته في نهاية رجل شجاع وأخوة التراب ومن ثمة سلسلة الجوارح

وحال الدراما المصرية هذه الأيام يشبه الرياضة السورية  لم تتراجع أبداً ولكن بقيت في مكانها  بينما منافسيها

يتقدمون إلى الأمام

والمصيبة الأكبر أنهم لايعترفون بهذه الحقيقة ويبدأون تطوير أدواتهم لينطلقوا من جديد وإنما أخذوا يتعاملون مع القصة من مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع وخود على مهاترات إعلامية

النجم حسين فهمي أبدى وجهة نظرة بالدراما السورية وهي برأيه الوسيلة المتوفرة لتبرير الانحدار المخيف الذي أصاب الدراما المصرية هذا العام (بحسب الاعلام المصري تحديداً)

ونحن نحترم رأي الآخرين حتى ولو لم نوافقهم عليه