منذ أن طرّ شاربي الله يخليلكن شواربكن وأنا رأيت فيه الحل الأمثل والأكمل والأجمل للتخفيف من تأثير إحتلال أنفي لمساحة واسعة من صوري التذكارية لذلك فقط أصبحت من حملة الشوارب ولم أتخلى عنهم سوى في مناسبتين فقط الأولى كانت عام 1998عندما لعبت دوراً في مسرحية (إنسوا هيروستراد) وهي تتحدث عن فترة تاريخية تخص الرومان القدماء ولامكان للشوارب في ذلك الوقت فحلقنا الشوارب لطبيعة الدور والمرة الثانية والمريرة كانت في الزير سالم وإليكم قصتها المدمرة
بعد أن تسلمت دور حسان (لايظهر إلا في الحلقة الأخيرة ويتعاطف مع الزير في أسره ويساعده على الهروب) خضعت لاختبار مكياج عند فريق الكياج الإيراني الخاص بالمسلسل وكنت يومها ذو شارب وملتحي أيضاً وقام كبير المكياجية مهرام مدري بهرام بوضع اللمسات النهائية على وجهي وأبدى سعادته من أنني ملتحي وللتعبير عن هذه السعادة ابتسم ووهز رأسه ورفع حاجبية اعجاباً بلون لحيتي المائل للنحاسي وكروت بالفارسي مع مساعده حول لحيتي التاريخية
المهم بعد شي شهر بدأ تصوير المسلسل وبعدها بشهر يممت شطر حلب في إجازة صيفية لزيارة الأهل وهناك اتصلت بالشركة المنتجة لأسأل عن موعد تصويري فقيل لي بعد شهرين وكانت ذقني قد أصبحت طويلة وفوجئت بصهري العزيز يعرض علي استخدام ماكينة حلاقة كهربائية جائته من السعودية فتوكلت على الله أنا الذي لم أمسك بماكينه كهربائية للحلاقة طوال عمري وبدأت أخترع وفي غمرة الانهماك في الاختراع وتخفيف اللحية عبرت الشط على مودك وحصدت الشوارب طبعاً لامجال للتصليح خلص انضربوا على عينهم واضطررت إلى حلاقتهم نهائياً وما أن انتهيت من زيارة صهري وعدت إلى المنزل حتى فوجئت باتصال من دمشق مفاده أن تصويري في الزير سالم في اليوم التالي وآآآآآآخ يا راسي على هذا الكم
ولك لا شوارب ولا ذقن ولاحتى نص بين يدي وفتت بالحيط يا شباب اتصلت بزوجتى التي نقلّتني الحوار على الهاتف في مكالمة استمرت ثلاث أرباع الساعة في كشك التلفون وعدت إلى الشام ليلاً وحفظت الدور على أضواء البولمان الخافته أصلاً وفي صباح اليوم الثاني انطلقت إلى التصوير
حاملاً أنفي المتدلي وعيوني الحمراء من كثر السهر (لم أنم على الطريق ) وتعا اتفرج يا حباب لما وصل سلوم حداد وشافني بلا شوارب ويالطيف على البهدلة الطويلة العريضة وجاء بعده حاتم علي ونفس العلقة للي فاتت لابهدلة زادت ولا نقصت ولا أحد يريد أن يصدق أن ماجرى لي كان حادثاً وأنني غشيم في سواقة ماكينات الحلاقة الكهربائية ورأسهم وألف سيف أنني ارتبطت بتصوير مسلسل آخر يقتضي السير حافياً بلاالشوارب والذقن وهذا دليل على عدم الالتزام
أما فريق العمل الايراني الخاص بالمكياج فقامت قيامتهم وأخذ بهران أومهرام مابعرف شو ينط متل الجدي وهو يكروّت بالفارسي مع مساعديه (على فكرة الايرانيين من أهم فرق المكياج في العالم ويعملون بدقة ونتائجهم مدهشة ) ولكن أسقط في يدهم فنسجوا لي لحية وشوارب على السريع ولزقوهم على خلقتي وصورنا الدور
ومن يومها لم أعد أربي لحيتي نهائياً والاستثناء الوحيد كان هذا العام في باب المقام وتسبب هذا الأمر باعتذاري عن عشر لوحات على الأقل في فتافيت ولكن كله في سبيل هبلة يهون
[url=http://www.imgall.com][img]http://www.imgall.com/img6/63f06a637c.jpg[/img][/url]
