يُمنع النشر دون إذن صاحب البحث أو إدارة المنتدى العراقي..

ينطلق في شهرنا الحالي أكبر تجمع إنساني في تاريخ البشرية الا وهو دورة الالعاب الأولمبية.. وهو محفل تتجمع فيه الفرق الرياضية من شعوب الأرض قاطبة كل أربعة سنوات في مدينة من مدن المعمورة تنال شرف الاستضافة..

وبإنطلاقة أولمبياد بكين يكمل العراق عامه الستون أولمبيا.. وبلد الحضارة والتاريخ تواجد في هذا المحفل الكبير عبر شُبّانه الذين يمثلونه في مختلف الالعاب التي يتأهلون اليها.. رغم أن حصيلته منها ميدالية واحدة "برونزية" جاءت بإسم الرباع العالمي العراقي عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما 1960.. تعالوا معنا لنبحر في سفينة المشاركة العراقية في دورة الالعاب الأولمبية..

المشاركة الأولى

أولمبياد لندن 1948

59 دولة من بينها العراق

من الثابت تاريخيًا أن الحرب العالمية الثانية كانت الحدث الأبرز في التاريخ الحديث للبشرية وتحديدًا في القرن المنصرم، فقد نتج عنها تشكيل خريطة سياسية عالمية جديدة، وظهرت تحالفات وقوى سياسية جديدة تقود العالم منذ هذا الوقت وحتى وقتنا هذا، كما كان تأثير الحرب العالمية الثانية واضحًا على دورات الألعاب الأولمبية بشكل عام والدورة التي أقيمت في لندن عام 1948 على وجه التحديد، حيث أقيمت في ملعب ويمبلي الشهير ، وذلك بعد توقف دام 12 عامًا بسبب الحرب العالمية الثانية، وكان هذا الأولمبياد الأول منذ الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1936 التي أقيمت في برلين. فقد سبق أن تم تحديد مكان الأولمبياد عام 1940 في طوكيو (اليابان)، ومن ثم تم تغييره إلى هلسنكي (فنلندا) بعدما بدأت الحرب العالمية الثانية. كما كان من المفترض قيام الألعاب الأولمبية في عام 1944 في لندن، ولكن اللجنة الاولمبية الدولية قررت بعد توقف الحرب إعادة تنظيم الاولمبياد, وفي لوزان في عام 1946 قررت اللجنة الأولمبية الدولية منح لندن شرف تنظيم الدورة عام 1948, ووقع الاختيار على العاصمة البريطانية بموافقة الجميع ودون اللجوء إلى تصويت رغم تقدم مدن أخرى لاستضافتها، ومن بين تلك المدن 3 مدن أميركية فضلاً عن لوزان السويسرية، وقد واجهت حكومة لندن انتقادات واسعة من جانب الشعب البريطاني على الأقل، حيث كانت الحرب الطاحنة التي استمرت 5 سنوات قد وضعت أوزارها، وتنظيم حدث كبير بحجم الأولمبياد يتطلب الكثير من النفقات والاستعدادات التنظيمية، ورغم ذلك فقد نجحت "لندن" في تنظيم أولمبياد "سياسي" تاريخي، حيث شاركت 59 دولة في هذه الدورة، وهو رقم قياسي أعطى مؤشرًا وبارقة أمل لوجود تقارب عالمي، رغم أن الحرب العالمية الثانية مزقت العالم إلى كتل وكيانات متناحرة، وبالطبع كانت هناك مقاطعات أو (حرمان) لبعض الدول من المشاركة بسبب أدوارها في الحرب العالمية الثانية، ومن أهم هذه الدول روسيا واليابان وألمانيا وبعض الدول الصغيرة التي كانت تدور في فلك هذه القوى الكبرى.

وفي خضم كل ذلك ارتأى العراق أن تكون مشاركته الاولى في هذه الاولمبياد..تبعا للوزن الدولي الجديد الذي اكتسبه بعد الحرب العالمية الثانية..

جهز العراق نفسه مبكرا قبل انطلاق الدورة فبالبدء تقرر ترؤس الوفد العراقي العقيد عبيد عبد الله المضايفي رئيس اللجنة الاولمبية العراقية في تلك الفترة الا ان امورا قاهرة حالت دون ذلك ليحل أكرم فهمي محله..

وصل أكرم فهمي ومعاونه عبد المجيد السامرائي مبكرا الى لندن قبل الوفد بأسابيع لترتيب احتياجات الوفد العراقي هناك وللتنسيق مع الوفود الاخرى واللجنة المنظمة وللاطمئنان على دقة جدول المباريات التي ستخوضها الفرق العراقية المشاركة..

الرياضيين العراقيين المشاركين بالدورة

صورة تاريخية نادرة للوفد العراقي المشارك في أولمبياد لندن 48

هُنا تكمن الحيرة.. حسبما صرح به نوري أحمد وكيل مدير التربية البدنية في العراق لجريدة التايمس الصادرة باللغة الانكليزية في بغداد.. فجل الرياضيين العراقيين وقتها لم تطأ اقدامهم ارضا غير العراق لذا كان لزاما زجهم قبل المشاركة في معسكرات تدريبية لضمان فاعلية مشاركتهم وقد تم ذلك بالفعل بمعسكر قصير المدة في دمشق.... الا أن الحيرة كانت تكمن بأختيار المؤهلين لتمثيل العراق في هذا المحفل الانساني الكبير فوقع الاختيار على لجنة رباعية تألفت من: أكرم فهمي "قبل سفره" وعبد المجيد السامرائي ونوري أحمد اضافة الى القس "الأب ساليفان"...

ووقع اختيارها على كلا من:

سلمان دلة علي – طالب في ثانوية الكرخ للبنين – عمره 22 عام – للمشاركة في فعالية ركض 100م..

لبيب حسو – طالب في كلية الطب – العمر 20 عام – المشاركة في فعالية الركض 400م..

المنتخب العراقي الاولمبي لكرة السلة

منتخب كرة السلة في مقر اقامته

من المفارقات أن اللجنة الاولمبية الدولية أخطرت العراق بأن اسمه مدرج ضمن فعالية كرة السلة فكانت تلك المشاركة الأولى والاخيرة لهذا الفريق في دورة الالعاب الأولمبية..

تم اختيار المدرب نوري أحمد السامرائي مشرفا ومدربا للمنتخب الاولمبي العراقي السلوي وقد أجرى وحدات تدريبية قاسية وسريعة للمنتخب بغية اعداده لهذا الحدث الهام وكان المركز التدريبي للفريق في ساحة مدرسة المنصور الابتدائية "مقابل دائرة الاذاعة والتلفزيون حاليا"..

التشكيلة:

عرفان وجدي – احمد حمدي – ودود خليل – صالح فرج – هاشم عبد الجليل – سلمان دلة علي – سلمان مهدي – كنعان عوني – أميل يونان – حنا جورج..

اذا العراق يشارك في فعاليتين فقط هي الساحة والميدان وكرة السلة في أول دورة العاب أولمبية يشترك بها في تاريخه الرياضي..

غادر الوفد الاولمبي العراقي صباح يوم   17 تموز/يوليو 1948 قاصدا لندن جوا وكان بإستقباله ممثل عن اللجنة الاولمبية الدولية اضافة الى ممثل عن اللجنة المضيفة للدورة والسيد اكرم فهمي رئيس الوفد الذي سبقه الى لندن.. بعدها تم نقل الوفد الى معسكر – أوكسبرج- الذي هيأته له اللجنة المنظمة واطمئن عليه اكرم فهمي وكان فوق مقر إقامة الوفد لافتة كبيرة مكتبو عليها: مقر إقامة وفد (المملكة العراقية الهاشمية)..

العلم العراقي

الوفد العراقي بعد استعراض علمه في حفل الافتتاح

احتل العلم العراقي مكانه بين اعلام الدول المشاركة في ساحة بيكاديللي عند مدخل شارع ريجنت.. كما رفرف ايضا عند مقدمة معسكر الفريق في مقاطعة –أكتن-..

السدارة الخضراء في حفل الافتتاح

لقطة من حفل افتتاح دورة لندن الاولمبية 48

ارتدى اعضاء الوفد العراقي في حفل الافتتاح سدارة خضراء وسترة خضراء ايضا تعلوها الشارة العراقية "الباج" وبنطلون وقميص وحذاء ابيض اللون..

انطلاق الفعاليات والمباراة الاولى لفريقنا السلوي

انطلقت فعاليات دورة الالعاب الاولمبية في لندن بعد يوم من الافتتاح.. وقد وقع المنتخب العراقي بكرة السلة بالمجموعة الثانية مع (شيلي - بلجيكا -الفلبين-الصين) وكانت المباراة الاولى للمنتخب العراقي لكرة السلة مع الفلبين.. جرت المباراة في ساحة هاريتابي وارتدى فيها العراق الفانيلة البيضاء المكتوب على صدرها بالاخضر IRAQ مع الارقام الخضراء والشورت الابيض.. أول نقطة عراقية في تاريخ الاولمبياد كانت عبر تسديدة هاشم عبد الجليل لسلة الفلبين مسجلا منها نقطتين للعراق.. لكن للاسف الشديد انتهت المباراة بنتيجة.. 102 للفلبين مقابل 30 نقطة للعراق..

هاشم عبد الجليل

المباراة الثانية (العراق – تشيلي)

انتهت بنتيجة ساحقة لصالح تشيلي 100 – 18 للعراق!!!!!!!!!..

بقي ان نقول ان الفريق العراقي لعب بها بالفانيلة الخضراء..

بعدها لعب العراق مع بلجيكا وانتهت بنتيجة (20-98)

وختم مبارياته امام الصين التي انتهت بنتيجة (25-125)

بعد تلك الدورة لم تنقطع المشاركة العراقي عن الدورات الاولمبية ولازالت مستمرة الى يومنا هذا رغم الميدالية الوحيدة منها بخزينة العراق..

كرة القدم العراقية ودورة الالعاب الاولمبية

كما هو معروف أن للكرة العراقية حضورا مميزا في دورة الالعاب الأولمبية تمثلت بأربعة مشاركات هي...

أولمبياد موسكة 80 – أولمبياد لوس أنجلوس 84 – أولمبياد سيئول 88 –أولمبياد أثينا 2004 وتعد الاخيرة هي الأفضل في تاريخ المشاركات العراقية عبر تحقيق الفريق الاولمبي العراقي فيها المركز الرابع..

نتائج كرة القدم العراقية في دورات الالعاب الأولمبية:

دورة ألعاب موسكو 80:

المدرب (أنور جسام)

العراق × كوستريكا 3/0 (هادي احمد – حسين سعيد – فلاح حسن)

العراق × فنلندا 0/0

العراق × يوغسلافيا 1/1 (فلاح حسن)

دور الـ8

العراق × المانيا الشرقية 0/4

تأهل العراق الى هذه الدورة بهبة سياسية جاءت بسبب انسحاب ماليزيا المتأهلة عن آسيا والمرافقة للكويت ليتأهل العراق بدلها..

دورة ألعاب لوس أنجلوس 84

المدرب (عمو بابا)

العراق × كندا 1/1 (حسين سعيد)

العراق × الكاميرون 0/1

العراق × يوغسلافيا 2/4 (حسين سعيد – علي حسين)

دورة ألعاب سيئول الأولمبية 88

المدرب (عمو بابا)

العراق × زامبيا 2/2 (أحمد راضي – كريم محمد علاوي)

العراق × غواتيمالا 3/0 (أحمد راضي – اسماعيل محمد – مظفر جبار)

العراق × إيطاليا 0/2

كان من المفترض أن تلعب المكسيك ضمن مجموعة العراق الا أنها طُرِدت كرويا من الأولمبياد بسبب التزوير في أعمار لاعبيها الشباب لتحل محلها غواتيمالا...

دورة ألعاب أثينا الأولمبية 2004

المدرب (عدنان حمد)

العراق×البرتغال 4/2 (عماد محمد – يونس محمود – هوار ملا محمد – صالح سدير)

العراق × كوستريكا 2/0 (هوار الملا محمد / مهدي كريم)

العراق × المغرب 1/2 (صالح سدير)

العراق×استراليا 1/0 (عماد محمد)

العراق×البارغواي 1/3 (رزاق فرحان)

العراق × ايطاليا 0/1

أرقام عراقية من المشاركات الأولمبية

-   أول مشاركة للملاكمة العراقية في تاريخ الالعاب الأولمبية كانت في أولمبياد روما 60 عبر اللاعبين (خالد حسن الكرخي وطه عبد الكريم)..

-   أول حكم عراقي شارك في تحكيم مباريات تصفيات فعالية كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية كان السيد فهمي القيماقجي الذي شارك مراقب خط في مباراة العراق ولبنان في تصفيات 60 والتي جرت بالتحديد يوم 15 تشرين الثاني 1959..

-   ذكرت مجلة الرشيد بأن أول حادثة احتيال أولمبي شهدها العراق كانت عبر المحتال (جورج تاجريان) الذي أنطلت خدعته على الاتحاد العراقي للمصارعة ليمثل العراق في المصارعة فأتضح أنه يريد السفر مع الوفد الى المكسيك في أولمبياد 68 ومن هناك هرب!!!!!!!!!... غير أن تقارير اللجنة المنظمة لاولمبياد مكسيكو تشير الى أنه شارك في لعبة (الدراجات الهوائية) وليس المصارعة ... وقد اشترك في تصفيات سباقين من سباقات البطولة وطبعا لم يحقق نتائج تذكر .. ولكنه شارك فعليا في الدورة ... او على الاقل اسمه كان موجودا في سباقات الدراجات ... !

-   أول مشاركة للدراجات العراقية كانت في دورة روما الاولمبية 60 عبر اللاعبين حميد عريبي وعبد المنعم حمود..

-   أول صحفي رياضي يرافق الوفد الاولمبي العراقي كان عبد الرزاق نعمان الذي ترأس الوفد الصحفي المرافق للوفد العراقي المشارك في أولمبياد لندن 48..

-   تقول المصادر "مجلة الرشيد" أن العراق وطوال مشاركته الاولمبية اقترب مرتين من نيل ميدالية الأولى عبر الملاكم الفذ اسماعيل خليل في دورة لوس أنجلوس الاولمبية84 والذي خسر بالصراع على الميدالية البرونزية مع ملاكم أمريكي غير أن مصادر أخرى تقول:

 أن اسماعيل خليل كان مرشحا من قبل الصحافة العراقية لاحراز وسام في لوس انجلس 1984 ... ولكنه كان بعيدا عنه على ارض الواقع ... حيث انه خرج في دور ال 16 للبطولة .. وبالتالي كان امامه اجتياز دور ال16 ودور ال8 قبل ان يصل الى نصف النهائي ويضمن ميدالية .... وهذه من الاكاذيب المختلقة في ذلك الزمان ... ولكن تقارير الدورة قالت غير ذلك ... وهي موجودة امامي الان .. ففي دور ال 32 فاز اسماعيل خليل سلمان على ملاكم من غرنادا بالضربة القاضية في الجولة الثانية .... وفي دور ال 16 خسر امام الملاكم الامريكي الذي اصبح ملاكما عالميا بعد ذلك (ايفاندر هوليفيلد) بعد ان اوقف الحكام النزال عند الجولة الثانية ! وجرت الجولات ضمن وزن خفيف الثقيل (81 كلغ)..

والثانية هي المنتخب الاولمبي العراقي بكرة القدم الذي كان قاب قوسين أو ادنى من نيل اول ميدالية أولمبية في تاريخه لكنه خسرها مع ايطاليا..

-أول هدف عراقي أولمبي جاء بتوقيع هادي أحمد في مرمى كوستريكا في أولمبياد موسكو 80..

- شهد العراق حادثة انسحاب واحدة في تاريخه الاولمبي جاءت عبر ترك حامل راية العراق الرباع رائد أحمد للوفد العراقي في أولمبياد اتلانتا 96 وذهابه الى جهة مجهولة..

-   تقول المصادر التي بحوزة الكاتب أن اول مشاركة نسوية عراقية في دورة الالعاب الاولمبية هي العداءة العراقية ميساء حسين التي مثلت العراق في أولمبياد سدني 2000..

-   أكثر رياضي عراقي مشاركة في دورة الالعاب الأولمبية هما لاعبي كرة القدم عدنان درجال وحسين سعيد اللذان مثلا العراق في ثلاثة دورات أولمبية هي:

موسكو 80 – لوس أنجلوس 84 – سيئول 88

 وكذلك الرباع العراقي الراحل زهير إيليا منصور الذي اشترك في ثلاث دورات أولمبية هي: 60 - 64 - 68

ختاما نقول أن المشاركة في دورة الالعاب الأولمبية شرف بحد ذاته وليس الغاية نيل الميداليات منه لكن بلدا بحجم العراق كان حريا به ان ينال رياضيوه لو نالوا الاهتمام الكافي ميداليات تليق بأسمه قياسا بدول تعد مساحتها بربع أو خمس حجم العراق تملك في خزانتها الاف الميداليات الاولمبية...

المصادر والمراجع:

1-     مقدمة دورة لندن: موقع إيلاف الالكتروني في تقرير خاص عن الدورات الاولمبية..

2-     الباحث العراقي سمير الشكرجي من سلسلة مواضيع عن الدورات الاولمبية في مجلة الرشيد..

3- صورتي مباراتي سيئول (غواتيمالا وزامبيا) هدية من الحاج ماجد الكوتاوي..

4- اضافات الحلقة قدمها الكاتب الموسوعي عضو المنتدى العراقي (الجبل الأزرق)

5-اضافة نتائج مباريات كرة السلة في اولمبياد 48 مقدمة من الاخ عمانؤيل آنوية من كتاب (تاريخ العراق الاولمبي للدكتور ضياء المنشىء)..