"الأفعال أبلغ": هل يترجم مفتن وعوده إلى واقع مع كيروش؟
في معمعة النقاشات الدائرة حول مستقبل قيادة سفينة المنتخب الوطني لكرة القدم، تلوح في الأفق المقولة الخالدة: "الأفعال أبلغ من الأقوال". فلطالما ترددت أصداء كلمات عقيل مفتن، كبلسم شافٍ يطمئن الجميع بأن "الأموال ليست عائقًا، وأن الاتحاد سيحظى بدعم ماليٍّ وافر لجلب مدرب عالمي"، وذلك في أعقاب القرار المصيري بإقالة المدرب السابق، كاساس.
وها هو صدى التحدي يرتفع من جديد، موجهًا سهامه مباشرة إلى مفتن: "يا مفتن، لقد آن الأوان لتجسيد صدق النوايا على أرض الواقع. فالميدان هو الفيصل، والكلمات وحدها تظل أسيرة الريح." إذ يكشف الواقع عن طلب كارلوس كيروش مبلغًا يقدر بـ 600 ألف دولار لاستكمال ما تبقى من مباريات التصفيات، وهو مبلغ يبدو للوهلة الأولى عصيًا على قدرة الاتحاد الحالية.
هنا، على مفترق الطرق، يتجلى الاختبار الحقيقي لجوهر الوعد. فكما "تحملت مسؤولية قرار إقالة كاساس، مؤكدًا على سهولة تجاوز شرطه الجزائي، فإن المسؤولية اليوم، بكل ما تحمله من تبعات أخلاقية ومهنية، تقتضي الوفاء بالعهد وتأمين عقد كيروش." إنها لحظة فارقة، تضع الخطابات الرنانة على محك الفعل، وتختبر عمق الالتزام بالوعود التي قُطعت على عاتق المسؤولية. فهل سيتحول هذا الحماس الكلامي إلى واقع ملموس، يتجسد في بنية فعلية، أم ستبقى مجرد صدى لكلمات لم تجد لها موطنًا في أرض الواقع؟ إن مصداقية القول، في نهاية المطاف، لا تقاس إلا بصدق الفعل، وفي هذا السياق تحديدًا، يصبح دعم الاتحاد بعقد كيروش ليس مجرد خيار، بل "ضرورة حتمية" لإثبات جدية التوجه نحو دعم المنتخب بالأفعال، لا مجرد أقوال عابرة، من أجل تحقيق الحلم المنشود بالتأهل لكأس العالم 2026، ورسم ملامح مستقبل أكثر إشراقًا للكرة الوطنية.