لابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ...بداية قصة إبداع مغربية
بعد أن كانت الشعوب العربية في شمال أفريقيا تعيش ويلات الحملات والأطماع الإستعمارية التي شنتها الدول الإمبرالية من شمال حوض الأبيض المتوسط، فإن فجر الإستقلال كان لابد ان يبزغ ذات يوم وكان لابد لذلك الليل القاتم من نهاية تشرق فيها شمس الحرية بعد أن إمتزجت دماء المقاومين والمجاهدين الشهداء الأبرار بتراب أرض المغرب الكبير الظاهرة فتحررت الشعب المغربي من قيد الإستعمار وإنطلق سريعا ليركب قطار الإعمــار والتطور في جميع المجالات الحياتية محاولا محو كل تلك السنوات الظلماء التي عاشها الشعب المغربي والعربي بصفة عامة تحت وطئت الإستعمار الغاشم، ولم يستثني قطار التطور هذا الذي عاد للسير من جديد على سكته الصحيحة لم يستثني قطاع الشباب والرياضة الذي كان من أول الأوليات بالنسبة للمغرب التي يعج شعبها بالمواهب والطاقات البشرية الهامة فبعد ان كان قطاع الرياضة احد القطاعات التي عبر من خلاله شباب الأمة على مناهضتهم للإستعمار ورغبتهم في الحرية والإستقلال بعد أن إتخدت الألعاب والممارسات الرياضية بما فيها كرة القدم شكلا نضاليا عجيبا قاوم به المغاربة بطريقة او باخرى الإحتلال الغاصب لبلادنا.، فهاهو نفس القطاع الرياضي وبالظبط كرة القدم دخلت مرحلة اخرى بعد مرحلة الدفاع عن حرية الأمة وهي مرحلة الإنفتاح والخروج للعالم وإعلان عن ميلاذ قوة رياضية وكروية جديدة جنوب حوض الأبيض المتوسط ستقلب موازين اللعبة في المستقبل فتجند شباب هذه البلاد للإعلان على إقلاع رياضي غير مسبوق وليفاجئو كل العالم بقوة إرادتهم وشجاعتهم وقدرتهم على تخطي الصعاب رغم كل الظروف التي كانت قاسية في تلك الحقبة التي أعقبت حصول بلدان شمال أفريقيا على الإستقلال ليحققو المعجزات على أنقاض الحروب التي أنهكتهم طيلة نصف قرن منم الزمن...
منتخب المغرب في 1942
سنسافر عبر الزمن لبدايات فجر الإستقلال على بلاد المغربي الأقصى ولنسترجع وإياكم لحظات ستبقى عالقة في أذهان الجميع والتي تمثلت في أول مشاركة مغربية في تصفيات مونديالية المؤهلة للشيلي 1962 حيث كانت تلك فترة بداية الكرة المغربية وإنطلاقتها إلى الدولية والعالمية حينما تجاوز العملاق المغربي الحديث التأسيس (الإنضمام الفعلي للفيفا 1960) كل منافسيه في أفريقيا ليكون بذلك مؤهلا لمواجهة جاره الإسباني في مبارة سد اوروافريقية جمعت بلدين تجمعهم الكثير من العلاقات الضاربة في أعماق التاريخ بين مملكة أسبانيا ومملكة المغرب، فكان هذا اللقاء الغير متكافئ والذي جرى بين منتخب يمتلك تقاليد وتجارب عريقة في كرة القدم ولاعبين متمرسين في أعرق الأندية العالمية ومن بينها أسماء بقيت عالقة في سماء الكرة العالمية إلى وقتنا هذا هذه الأسماء ستكون في مواجهة أسماء اخرى قادمة من جبال الأطلس الشامخة ليس لها أي تجربة ولا خبرة وليس لهم أي تقاليد في اللعبة لكن كانت لهم إرادة وطموح كبيرين في تمثيل بلدهم ورفع راية وطنهم...

أسطورة الكرة المغربية "العربي بن بارك"
أول مدرب لأسود الأطلس (1957-1960)
لم يبدئ المنتخب المغربي الذي تأسس إتحاده سنة 1955 نشاطه الفعلي إلا بعد الإستقلال حيث لعب اول مبارة له ضد منتخب العراق في التاسع عشر من أكتوبر من العام 1957 بمناسبة الألعاب العربية التي أقيمت حينها بلبنان تلك المبارة التي إنتهت بثلاتة اهداف لمثلها ، كانت تلك اول حقبة للمنتخب المغربي الذي قادهم حينها اللاعب السابق لألتلتيكو مادريد "العربي بن مبارك"(درب المنتخب بين 57 و60) الذي كان اول مدرب يقود المنتخب المغربي بعد استقلال المغرب قبل ان يسلم زمام الأمور للمدرب "محمد ماسون" الذي إستمر مع المنتخب منذ 1960 إلى 1967 وكان قائد المنتخب في أول تصفيات يخضوها المنتخب المغربي للتأهل لنهائيات كاس العالم التي كانت ستقام بالشيلي عام 1962 وذلك مباشرة بعد إنضمام الإتحاد المغربي الفعلي للفيفا عام 1960 (الإنضمام للكاف سنة 1969)، كانت بداية المنتخب المغربي في صراعه نحو المجد المونديالي ضد شقيقه التونسي الذي كان يعيش نفس الطروف تقريبا بحكم تواجدهم في نفس المنطقة وكذلك تشابه الخصائص العامة التي كان يعيشها البلدين الشقيقين وهي فترة مابعد الإستقلال ...

ملعب دونور(مركب محمد الخامس بعد75) في الخمسينات والستنيات من القرن الماضي

التصفيات الأفريقية المؤهلة لكــأس العــالم
(في طور الإنجــاز)

لماذا اسبانيا وليس منتخب أخر....؟
كثيرون تسائلو ومازلو يتسائلون حول السبب الذي جعل من أسباينا منافسا للمغرب وليس أي منتخب أروبي اخر بما أن كل المنتخبات الأوروبية دخلت غمار التصيفات بنفس الطريقة ومنتخب أسبانيا كان متصدرا لمجموعته التصفوية في اوروبا فمنهم من قال أن الأمر يعود للموقع الجغرافي بين المملكتين الجارتين وغيرها من الأقوال حتى ان أحد لاعبي المنتخب المغربي في تلك الحقبة قال متهكما "إننا لو كنا قد تجاوزنا منتخب أسباينا فسيأتون لنا بمنافس اخر ليقصينا من التوجه صوب سانتياكو عاصمة الشيلي والعالم 62"،وبعد هذه الأمور أحببت ان أبحث في الأمر لعلني أفهم نظام التصفيات الذي كان قائما في تلك الحقبة لأفك خيوط هذه الأقاويل والتأويلات فبعد عودتي لتصفيات مونديال السويد 58 الملاحظ ان تصفيات أوروبا تم تقسيمها لتسع مجموعات تضم كل مجموعة ثلاثة منتخبات يتأهل أصحاب المراتب الأولى مباشرة للمونديال بينما يقصى أصحاب المراتب الأخرى بشكل مباشر لكن تصفيات هذه النسخة من المونديال عرفت إنسحابات كثيرة الشيئ الذي جعل منتخب الكيان الصهيوني (فلسطين المحتلة) منافسا وحيدا من "أفروأسيا" فبعد أن تأهلت السودان على حساب سوريا واندونيسا على حساب الصين إنسحبتا معا لتفادي مواجهة الصهاينة في الدور الحاسم للتأهل للسويد 58 وهكذا بقي بني صهيون وحيدين بدون اي منافس ولا مبارة على ابواب المونديال وبما أن الفيفا تمنع وجود اي منتخب في كأس العالم دون ان يجري اي مبارة تمهيدية فإنها عمدت إلى إجراء قرعة بين أصحاب المراتب الثانية للمجموعات التسع في اوروبا ليلعب منتخب "وليز" المبارة التصفوية ضد الكيان الصهيوني ويتأهل للسويد 58 .
أما في 1962 فقد تم تغيير نظام التأهل بشكل مفاجئ بعد إرتفاع عدد المنتخبات الأوربية المشاركة في التصفيات ل30 منتخب عوض 27 سنة 1958 بعودة السويد للمنافسة على بطاقة الـتأهل ودخول تركيا وقبرص للمنافسة حول التأهل فقد تم إرسال إيطاليا وقبرص للبحث عن التأهل من قارة أسيا وافريقيا بحكم الموقع الجغرافي حيث خسرت قبرص مبارتها ضد الكيان الصهيوني الذي فاز أيضا على منتخب أثيوبيا في الدور التصفوي الثاني قبل ان يلاقي منتخب إيطاليا الذي لعب مبارتين ضد منافس واحد فقط قبل التأهل لشيلي 1962 ، وقسمت باقي منتخبات أوروبا على 10 مجموعات ضمت كل مجموعة ثلاثة منتخبات إلا المجموعة التاسعة والعاشرة فقد ضمت فقط منتخبين الأولى بين بولندا ويوغسلافيا هذه الأخيرة ستتأهل لملاقات ممثل أسيا منتخب كوريا الجنوبية قبل التوجه لشيلي بينما العاشرة ضمت منتخب أسبانيا و ولز حيث تأهل الأسبان لمواجهة ممثل أفريقيا الذي هو المغرب وبهذه الطريقة نفهم ان مواجهة المغرب لأسبانيا كانت لإعتبارات جغرافية مع إعطاء الأفضلية للقارة العجوز مهد الكرة حيث تأهلت إيطاليا مباشرة بعد إطاحته للكيان الصهيوني بعدما أنسحبت السودان ومصر من التصفيات وتأهلت يوغسلافيا ممثل شرق اوروبا مع ممثل اسيا الذي لعب مبارتين قبل الوصول لمبارة السد وهو نفس الشيئ الذي حدث مع المغرب مع أسبانيا الواقعة غرب اوروبا... ولكن مع هذا كله يبقى نظام التصفيات في مونديالات الستينات غير واضحا ومبهما... |