أجرى الحوار وأعده وقدمه كمذكرات شخصية للكابتن كريم محمد علاوي: الباحث الموسوعي/ علي البدراوي

(عُدنا)!...
فرق كبير بين أن تكتب عن شخوص أثرت بأحداث سبق أن كتبت عنها ووثقتها بمطبوع ونشرت تاريخها بحذافيره، وبين أن تجمعك الأقدار بعد مضي السنين لتلتقي بها جسداً وروحاً ولساناً ناطقاً يُنبئك بكواليس بواطن ما دار من أحداث ومواقف نشرت ظاهرها.
قد يُهيء لك القدر فرصة ما كنت تحلم بها، تحديداً في ليلة رأس السنة تلتقي عبرها تحت وقع مفرقعات المحتفلين بطير مهاجر من طيور بلدنا الراحلة بعيداً عن سماءه، والتي آثرت الابتعاد بصمت كي لايصيبها منه ما أصاب طائر الفلامنغو الذي لاذ بأرضه اليانعة وسمائه العطرة ليجد نفسه ذبيحاً عليها!.
كنت من جيل طفولة أدرك من كرة القدم شيء وحيد هو أن الفريق العراقي حين يلعب فيجب عليه أن يفوز، وأن شخصياته التي نتناقل أسمائها في كل يوم وهي تمتعنا بالاهداف واللعب الراقي هم ملائكة مقدسين ارسلوا الينا كرحمة لامتاعنا، شاعرين من خلالها ان بلدنا هو الاول بمنطقته بكرة القدم.
كان نجماً... لكنه لم يكن جماهيرياً إسوة بثلة من زملائه الاخرين آنذاك، لكن من التقى به في ليلة رأس السنة 2016/2017 تذكر حين صافح يمينه بأنه قد اقتطع ذات يوم صورته وهو يرتدي الدريس الازرق المطعم بالنجوم والتي نشرت على الغلاف الاخير من مجلة الأطفال (مجلتي) التي كان يحرص على اقتنائها ليلصقها عنوة فوق رأس سريره، إيماناً منه بأن (كريم) هو صاحب الفضل بتأهل منتخب العراق الى اولمبياد سيئول 1988 والتي كنا نراها آنذاك اسمى مايمكن الوصول اليه بعد مونديال كأس العالم.
هو الانسان العراقي.. واللاعب .. والأب ..والمُعلم.. والمدرب.. كريم محمد علاوي.. غير المستهلك اعلامياً من حيث التصريح والظهور والاعلان والاعلام طيلة مايقارب الربع قرن من اعتزاله للعب إنزوى خلال أعوامه بعيداً دون تصريحات وأضواء مكتفياً بتحقيق طموح شخصي سيبلغ عن قريب به أعلى المراتب وهو التدريب.
ليلة جمعتني به في مكان ما نفض من خلالها كل غبار الذكريات التي توّجها بإهدائي لألف وخمسمائة صورة نادرة حفلت بها مسيرته الكروية وتوجتها أنا بتلك الحصيلة التي خرجت بها من جلستي الطويلة معه والتي امتدت لستة ساعات مستمرة كان خلالها كتاباً مفتوحاً هادىء السطور حتى عند الوقوف على الأزمات إسوة بإحتفاله المتزن عند تسجيله لهدف. خرجت بما ستقرأونه من سطور آثرت من خلال تجميع مخرجاتها بأن لا أغمطها حقها بمنحها عنوان (لقاء).. بل كانت (مذكرات).... ولكم الحكم بما ترتأون!.
علي
- الحلقة الأولى -

*حمداً لله على سلامة وصولك الهادىء والسريع الى العراق وسفرة طويلة أخرى مرتقبة نتمناها أن تكون سالمة غانمة.
-(يجيب بهدوء وخجل)قائلاً: جزيل الشكر لك متمنياً أن نخرج بشيء به الفائدة التاريخية مفعمة بمتعة الزمن الجميل لكل من يقرأ هذا اللقاء.
*بعيداً عن اضاعة الوقت بكلاسيكيات اللقاءات ونمطيتها أترك لك المجال للتحدث عن بداياتك كنجم من نجوم الكرة العراقية في واحدة من أزهى عصورها، انزوى بعيداً حيث الهجرة.
-ولدت في العاصمة الحبيبة بغداد، تحديداً في(منطقة الدورة)، وكان ذلك في عام 1960 لأكون فرداً ضمن أسرة مكوّنة من 9 أفراد(ثمانية أبناء وبنت واحدة) ولأب كادح كان يعمل ليعيل أسرته الكبيرة، وأم (ربة بيت)رعت ابناءها وحرصت على اخراجهم للمجتمع بأفضل مستوىً رغم تواضع الحال آنذاك.
*هل نعدك إذاً من سكنة (الدورة)؟!
-ليس شرطاً أن يُحسب المرء على مكان ولادته، فبعمر الخمسة أعوام أي في عام 1965انتقلت اسرتنا للسكن في منطقة (اليرموك) وبالتحديد منطقة (حي النفط) قرب جامع أم الطبول، في جهة الكرخ من بغداد والتي نشأت فيها وترعرعت وسكنت، ولاتزال آثار أسرتنا باقية فيها حتى اليوم.

في متنزه الزوراء قرب الساعة، مع الاصدقاء عمر وطه ونوري في عام 1974
*نتحدث الآن عن كرة القدم وممارستك لها..خصوصاً أن لك شقيق (نجم) رافقك خلالها في مسيرتك الدولية.
-لم تكن ملامح حبي لكرة القدم وممارستي لها قد ابتدأت بعد في المرحلة الابتدائية التي كنت قد قضيتها بفترة هدوء ولعب ودراسة شأني شأن العديد من أقراني الصغار في المدرسة آنذاك.
لكن ملامح ممارستي وانخراطي بها قد بدأت تلوح في الأفق في عام 1974 مع شقيقي الاكبر مني بعامين (خليل) حين مارستها دون تخطيط أو دراسة أو حتى طموح مع العديد من أقراني في الحي السكني الذي نقطنه وفي المدرسة كذلك، أي انه بدأ بالمصادفة في مواكبة منا للاجواء الكروية التي كانت سائدة بين أوساط ذلك الجيل في حينه.

مع زملائي طلاب المدرسة (متوسطة الوثبة للبنين) في 23/4/1974
*اذاً نقول أن بدايتك الحقيقية في كرة القدم كانت خلال مرحلتك الدراسية المتوسطة؟!.
-ليست كرة القدم فحسب، بل كنت الى جانب ممارستي لها في (متوسطة الوثبة للبنين) أمارس ألعاب المنضدة والساحة والميدان والكرة الطائرة، حيث كنت في جميع ماذكرت لاعباً بمنتخب المدرسة. وقد أحرزنا حينها القاباً وكؤوس فيها جميعاً، وكان معنا شقيقي خليل وجارنا وابن جيلنا صالح راضي شقيق أحمد راضي أيضاً.
*وهل صقل هذا التنوع مستواك أو افادك؟!.
-جنيت ثماره طيلة عمري فيما بعد!.
*فهمت من كلامك بأن تنوعك بالتخصص الرياضي في المدرسة قد أخذ منك حيزاً كبيراً من أن تمارس الكرة في الحي أو تنخرط بالأندية آنذاك؟!.
-لاطبعاً، فقد انخرطت مع شقيقي خليل كلاعبين في فريق (مركز شباب اليرموك) بكرة القدم، وهناك التقينا بعادل يوسف وشقيقه كريم يوسف وعدد من اللاعبين الاخرين الذين برزوا بالملاعب فيما بعد.
في حينها أيضاً لعبت بفريق (مركز شباب الحرية) بكرة القدم ليكون عندي مزدوج ثلاثي للعب مع شقيقي خليل (الفرق الرياضية المتنوعة بالمدرسة ومركزي شباب اليرموك والحرية).. ومن بعدها لعبت في تربية الكرخ.
ورغم هذا كله فقد كنت حريصاً على أداء واجباتي الدراسية والتفوق بالامتحانات وعدم الرسوب في أية مرحلة، وقد وفقت بذلك ولله الحمد.

فزعة جماعية لحسن وسمير وكريم وخليل وخليل واحمد اثناء مساهمتهم في بناء غرفة شقيقهم جاسم محمد علاوي بالمنزل 30/9/1975

في ساحة الكشافة لحظة فوزي في المسباقات النهائية لمدارس تربية الكرخ 14/4/1976

محرزاً الترتيب الاول في السباقات النهائية للساحة والميدان لمدارس تربية الكرخ (المرحلة المتوسطة) على ساحة الكشافة1976/4/14

مع شقيقي خليل ضمن فريق متوسطة الوثبة للكرة الطائرة على ملعب نادي الكرخ الرياضي

مستلما جائزة الفريق الفائز بعد انتهاء المباراة النهائية لبطولة المدارس المتوسطة (تربية الكرخ) للكرة الطائرة والتي جمعت فريق مدرستنا (الوثبة) بفريق متوسطة الناصر.

في احدى مبارياتي لكرة المنضدة ممثلا لمتوسطة الوثبة للبنين

اثناء استعراضنا ضمن فريق متوسطة الوثبة للساحة والميدان على ملعب الكشافة في السباقات النهائية للساحة والميدان لمدارس تربية الكرخ (المرحلة المتوسطة)

في ساحة مركز شباب اليرموك قبل بداية المباراة بين فريقي اتحاد الشباب واتحاد النفط (الاحد 29/8/1976)

مع شقيقي خليل واسماعيل محمد على ساحة ملعب البياع قبل مباراة اتحاد النفط وهلال العامل// الجمعة 10/9/1976

في مركز شباب اليرموك مع عماد محمد لاعب فريق اتحاد النفط قبل مباراة اتحاد النفط ومركز شباب اليرموك وانتهت لصالح اليرموك بهدفين لهدف.//20/8/1976
*ومركز الظهير الأيمن الذي اشتهرت به هل التصق بك منذ بداية انخراطك في تلك الفرق؟!.
-مع فريق المدرسة (متوسطة الوثبة للبنين) كنت العب بمركز مدافع جهة اليمين وكنت منذ ذلك الحين أسجل الاهداف ايضاً، وقد احرزنا العديد من البطولات وأنا معه في هذا المركز، اضافة الى أنني لعبت آنذاك بمراكز متنوعة مع تربية الكرخ ومركزي شباب اليرموك والحرية.
*الى هنا كنت كأي شاب يهوى الرياضة، وتقييم الرياضي يبدأ من حيث ولوجه ميدان الاحتراف، وأعني بهذه المفردة هي انخراطه بفريق رسمي (نادٍ) بالمعنى المتعارف وإسم كريم محمد علاوي ارتبط بالامانة في بداياته، فمن أين كانت بدايتك بالامانة؟!.
-من (المفقود) (مصطفى عودة) الذي كان مسؤولاً عن الفرق الشعبية في منطقة (اليرموك) آنذاك، حيث كان حينها لاعباً في فريق نادي (البلديات) بكرة القدم، وبعد اعتزاله أصبح مدرباً للفئات العمرية لشباب النادي وكان في حينها يشغل تلك المهمة، كان قد عرض علي اللعب في صفوف فريق ناديه للفئات العمرية، وفعلا في موسم 75-76 أي حين كنت بسن الخامسة عشرة لعبت بمبادرة منه مع شباب نادي الامانة "البلديات في ذلك الحين" (لمدة شهرين) حيث تعرفت فيه آنذاك على اللاعب الواعد فيما بعد (غانم عريبي) وكذلك اللاعبين (غازي هاشم)و(كريم سهيل).
آل علاوي

مع نخبة من لاعبي فريق مركز شباب الحرية على ملعب مركز شباب اليرموك قبل مباراتنا أمام فريق الاتحاد في افتتاح دورة الشهيد نايف السامرائي وانتهت بفوز فريقنا بأربعة أهداف لهدف. 15/8/1976

مع شقيقي خليل ولاعب اخر على ملعب الحرية الثانية قبل مباراة فريقي الصمود والداينمو/ 23/8/1976

مع شقيقي خليل بصحبة تشكيلة فريق (اتحاد النفط) على أديم ملعب البياع قبل مباراة منطقة النفط وهلال العامل وانتهت لصالح العامل بثلاثة أهداف دون رد، الجمعة 10/9/1976

مع شقيقي خليل في نادي (أمانة العاصمة) قبل مباراتنا مع نادي الميناء ضمن بطولة كأس رئيس الجمهورية وانتهت لصالح الميناء بهدفين دون رد. (السبت 10/9/1977)
*في تلك الفترة ذاع صيتكم بالحي كتشكيلة فريق مكونة من (حلف قبائل) مثلما اشار السكان القدماء في اليرموك فما قصة ذلك؟!.
-كنا خمسة أشقاء من أسرة واحدة نلعب ضمن فريق اتحاد (حي النفط) الشعبي التابع لمنطقة اليرموك. (خليل وكريم وابراهيم واسماعيل وعبد). وقد كنت اصغرهم سناً.
ومن المفارقات التي لن أنساها هي اشتراكنا في احدى البطولات التي نظمتها منطقة البياع، وقد احرزنا لقبها بفوزنا على الفريق المنظم لها، لكننا فوجئنا بعد يوم من احراز اللقب بوصول إشعار يقضي باعتراض قدمه ذلك الفريق ضدنا الى اللجنة المنظمة للبطولة مكمنه كان (ان الفريق الخصم يضم بين صفوفه خمسة أشقاء من أسرة واحدة وهو مخالف لقوانين كرة القدم)!.
*لكنكم لم تكونوا الاشقاء الوحيدين بذلك الفريق؟!.
-كان فريقنا مكوّن من 12 لاعب آنذاك.. حارس المرمى الوحيد بيننا الذي كان وحيداً دون اشقاء، أما الستة الباقين غيرنا فقد كان كل اثنين منهم اشقاء أي ان تشكيلتنا كانت عبارة عن 5 +3.



-مع فريق الساحة والميدان حاملين الكأس في محافظة السليمانية 1976/4/23
في شباب نادي "البلديات" الامانة لعبت بمركز شبه اليسار وحينها لمحني المدرب (اكرم سلمان) وأعجب بأدائي ليفاجأني بإستدعائه لتشكيلة الفريق الأول لفريق (نادي البلديات) وأنا بعمر الستة عشر عام أو بإمكانك القول في أواخر الخمسة عشر عاماً.
حينها لم يكن البلديات (الامانة) بالفريق العادي او المغمور بل كان فريقا يحسب له الف حساب من قبل الاندية الاخرى منذ وجوده في أول نسخة من الدوري حتى أوائل العقد الثمانيني.
*وأول مباراة رسمية لك مع (الأمانة) أو كما كان يُعرف حينها بالبلديات هل تتذكرها؟!.
-إن لم تخني الذاكرة كانت أمام الزوراء في احدى بطولات الموسم (76-75) حيث اشركت مع الفريق بمركز (الظهير الأيسر) في الربع ساعة الأخيرة من المباراة.
*وجودك وأنت بذلك العمر المبكر والذي كنت لاتزال فيه طالباً بالمدرسة يعني أن هناك مرتباً من النادي قد خصص لك ودخلت الى دنيا المعاش والاعتماد على النفس من حيث المصاريف اليومية؟!.
-كان النظام الوظيفي آنذاك يقضي بإيجاد معاش للاعبي أندية (المؤسسات) بالدوري، فكان أن تم تعييني رسمياً مع شقيقي خليل كموظفين في (وزارة البلديات) ومن ثم تم الغاء الوزارة ليتم نقلنا كموظفين في دائرة (اسالة المياه) التابعة لأمانة العاصمة في حينها، لكن كمتفرغين للعب لمصلحة نادي المؤسسة، حيث كنت حينها بسن الخمسة عشر عاماً ما زاد من مسؤوليتي وحينها أدركت أنني فعلا ودعت عالم الهواية بكرة القدم ودخلت الى عالم الاحتراف الحقيقي الذي يقضي مني التفرغ والتركيز كليا بمن أصبحت (مهنتي).

مع فريق الامانة على ملعب الادارة المحلية في مدينة الحلة قبل مباراتنا أمام منتخب الحلة وانتهت لصالحنا بهدف دون رد. الاثنين3/1/1977

مع شقيقي خليل في صورة جماعية لنادي الأمانة على أديم ملعب الشعب الدولي قبل مباراتنا أمام الزوراء ضمن دوري (أندية القطر) وانتهت لصالح الزوراء بهدف دون رد، 18/11/1977

على ملعب الكشافة من مباراة البلديات والاقتصاد التي انتهت لصالح البلديات2-1 (7/12/1976)

على ملعب الكشافة لمباراة البلديات والاقتصاد التي انتهت لصالح البلديات"يلعب معهم" 2-1// 7/12/1976
*معنى ذلك أنك تركت الدراسة؟!.
-بالتأكيد لا.. فكل ما كان يجري حولي من تطور في الأحداث لم يكن ليبعدني عن الدراسة التي اصريت على المواضبة فيها، فكان أول اجراء اتخذته للمحافظة على مسيرتي الدراسية وعدم تأثرها بمزاولتي لكرة القدم هو انتقالي من المدرسة الصباحية الى المدرسة المسائية، رغم ان عمري كان صغيراً جداً آنذاك على دخول الدراسة المسائية، فكانت مدرسة (التهذيب) المسائية في (منطقة البياع) هي مدرستي الجديدة التي كنت اذهب اليها للدوام بعد الانتهاء من تدريبي في (نادي البلديات)، أما فترة الصباح فقد كنت أقضيها بالدراسة.

مع زملائي طلاب الصف الخامس العلمي في مدرسة التهذيب المسائية كريم محمد جاسم، عبد حسون، حسين علي، طارق مفتن، صباح درع
الثلاثاء 26/12/1977

مع صديقي عبد حسون عبد في ثانوية التهذيب المسائية في يوم الخميس المصادف 29/12/1977

في مدرسة ثانوية التهذيب المسائية 20/1/1978

مع زملائي مالك عبد الكريم ونوري عودة وعبد حسن وتوفيق جاسم في مدرسة التهذيب المسائية يوم الثلاثاء المصادف 3/1/1978
*لمست من خلال حديثك بأن شقيقك (خليل) كان معك أينما تذهب فهل هناك تخطيط مسبق بينكما للسير في هذا النهج؟!
-ثق أن كل ماحدث في حينها كان بالمصادفة بدءا من فريق (حي النفط) ختاماً بنادي الكرخ!.
هلسنكي ... أول مشاركة خارجية!!!








مع فريق الناشئة العراقية (17 تموز) في بطولة هلسنكي الدولية التي احرزنا لقبها، فنلندا 1978

على هامش دورة هلسنكي الودية للناشئين في فنلندا 1979 جالسا على مدرجات مضمار الخيل مع اعضاء الوفد العراقي وعدد من الجمهور الحاضرين لمتابعة
مسابقات الفروسية بين العراق وفنلندا.

حازماً أمتعتي في الحقيبة في رحلة العودة الى الوطن.. وكم من رحلات تلتها!!!
*نصل هنا الى مسيرتك مع المنتخبات الوطنية الممثلة للوطن في المحافل الخارجية، ومن حيث التاريخ والاحصائيات فإن اسمك موثق ضمن تشكيلة احدى فرق الناشئين في عام 1978.. فهل لك أن تحدثنا عن تلك التجربة وما جنيته منها؟!.
-بدايتي مع المنتخبات كانت حين استدعاني المدرب اليوغسلافي (آبا) للتشكيلة الأولية المشاركة في بطولة شباب اسيا في طهران عام 1977 حيث كنت حينها بعمر (17 سنة) لكن تم استبعادي من التشكيلة فيما بعد.
أما الفرصة التي اتيحت لي كانت في عام 1978 كانت حين تم استدعائي لاحد فرق الناشئين العراقية الاربعة التي تم انشاءها للمشاركة في بطولتي (هلسنكي الدولية الودية في فنلندا) و(غوتا الدولية الودية في السويد) لفئات الناشئين، وكنت ضمن فريق سمي حينها بـ(17 تموز للناشئين) الذي لعب مباريات كبيرة مع فرق الناشئين في تلك البطولة وأحرز لقبها.. كان فريقنا قد ضم بتشكيلته العديد من الاسماء التي برزت فيما بعد كناطق هاشم وغانم عريبي وكريم سهيل وكريم كردي وصالح راضي، وباشراف المدرب هادي جرجيس ورافقنا في تلك الرحلة المدرب عبد الاله عبد الحميد أيضاً.
تكريم (تربوي) غريب من نوعه.. لكنه يحمل أبعاداً كبيرة!
*رغم طابعها الودي وغاياتها التربوية من الجهات المنظمة لكن ماحصلتم عليه في حينها يُعد بمصاف الانجاز للكرة العراقية وفق الاعراف الاعلامية لتلك الفترة، فهل كُرمتم عليه؟!.
-كان قد تم تجميع لاعبي ومدربي الفرق الفائزة بألقاب البطولتين وكذلك لاعبي الفرق الرياضية الاخرى الحائزة على القاب خارجية للعراق والتقينا بوزير الشباب والرياضة آنذاك (كريم الملا)، الذي بعد أن أثنا على فوزنا سألنا سؤال غريب؟!.
*ماذا كان سؤاله؟!.
-كنا نتوقع منه أن يسأل الحاضرين من لاعبي الفرق المتواجدة في اجتماعه عن مستواهم وأدائهم بالمباريات والهدافين منهم، لكنه سألنا عن المتفوقين دراسياً حصراً من بين الحضور، فكان أن رفعت يدي تلقائياً وقلت له بأنني معفي من جميع الدروس في مرحلتي الرابع العام والخامس العام، ليرفع يده لاعب اخر اتذكر أن اسمه كان(علي كاظم)، وقد كان من بين الفرق الرياضية المتواجدة في ذلك الاجتماع فريق ناشئة العراق (لرفع الاثقال) الذي كان قد حقق نتائج طيبة في احدى البطولات الدولية فأنبرى أحد اعضائه (محمد حسن جلود) رافعاً يده ملوحاً بأنه متفوق دراسياً مثلنا.
لحظتها تأمل (الملا) بوجوهنا نحن الثلاثة وبعد برهة من الصمت أبلغنا بقرار اتخذه يقضي بإيفادنا نحن (الثلاثة فقط) دوناً عن غيرنا من لاعبي بقية الفرق بسفرة سياحية الى المغرب على نفقة الدولة في رسالة تربوية منه الى المتواجدين فهمناها فيما بعد!.
الدخول الى ملعب الشعب!!

مع فريق نادي الامانة على أديم ملعب الشعب الدولي قبل مباراتنا أمام الزوراء ضمن بطولة دوري اندية القطر وانتهت لصالحنا بهدف دون رد سجله سعد سلمان18/11/1977

واقفا على أديم ملعب الشعب الدولي مع شقيقي خليل ونوري عودة وجليل محمود قبل مباراة الزوراء 18/11/1977

مع احمد راضي اثناء تماريننا مع منتخب ناشئة العراق على أديم ملعب الشعب الدولي 25/6/1978

مع لاعبي نادي الأمانة (احمد صبحي وعبد الزهرة أسود) على أديم ملعب الشعب الدولي قبل بدء مباراتنا أمام الزوراء ضمن دوري أندية القطر وانتهت لصالح
الامانة بهدف دون رد.18/11/1977
*اذا وجد ذلك الهاوي لكرة القدم والطالب المواظب نفسه في دوامة احتراف الكرة من حيث لايشعر؟!
-بل ازيدك من الشعر بيتاً لو قلت لك بأنني حتى انخراطي بصفوف تشكيلة الفريق الاول لنادي الأمانة لم أكن قد دخلت الى ملعب الشعب الدولي مطلقاً لمشاهدة مباراة، اسوة بأقراني الاخرين من اللاعبين الذين كانوا يحضرون إليه لمشاهدة مباريات الدوري والاستمتاع بأداء نجوم الاندية، حيث لم تكن النجومية والشهرة من ضمن حساباتي ا مطلقاً. واضيف قائلا: أنني لم اكن من مشجعي أي نادٍ جماهيري خلافاً للاخرين، اذ كنت اكتفي بالتركيز على المباريات التي كنت اخوضها مع الفرق التي كنت امثلها بوقت واحد. فكان أول دخولي الى ملعب الشعب لأداء مباراة على أرضه في الدوري.
*طيب الم يلفت لاعب بهذا العمر انظار الاندية الاخرى؟!
-في حينها تهافتت علي العديد من الاندية وأولها (الجوية والزوراء والشرطة) لكنني رفضت عروضهم جميعاً لان من طبيعة تكويني الشخصي هو الاستقرار والبقاء بالمكان وعدم تغييره.
*وأنديتك الشعبية والمدرسية هل تركتها آنذاك؟!
-تركتها جميعاً حين انخرطت بصفوف (البلديات) اضافة الى مواضبتي بالدراسة المسائية وحرصي على أداء واجباتي فيها، فأين أجد الوقت للعب بالفرق الاخرى التي ذكرتها؟!.
*وهل أكملت الدراسة؟!
-تخرجت من الاعدادية لأقبل بالدراسة في كلية التربية الرياضية بعد أن تخرجت من الاعدادية "الدور الثاني" ثم تخرجت منها بتحصيل(بكالوريوس تربية رياضية).
شباب اسيا 1978 وحقائقها التي تكشف للمرة الأولى!!

لقطة تذكارية جمعت منتخب شباب العراق بمنتخب محافظة نينوى في المباراة التي جرت على أديم ملعب الادارة المحلية في مدينة الموصل
وانتهت لصالح الشباب بهدف دون رد.22/1/1978

مع نخبة من لاعبي منتخب شباب العراق 1978 خارجين من أحد المطاعم في بغداد

مع منتخب الشباب على اديم ملعب الشعب بصحبة مدربنا كاكا

مع منتخب شباب العراق على اديم ملعب الشعب الدولي قبل مباراتنا أمام منتخب محافظة البصرة ضمن بطولة كأس رئيس الجمهورية وانتهت بفوز فريقنا بهدف دون رد. 21/4/1978

صورة تذكارية جمعت منتخبنا (شباب العراق) ومنتخب بغداد (ب) قبل المباراة النهائية لاحراز بطولة كأس رئيس الجمهورية وانتهت بفوز بغداد بهدفين دون رد.1/5/1978

على اديم ملعب الشعب الدولي مع لاعب فريقنا (منتخب شباب العراق) كاظم ناصر قبل مباراة النهائية لبطولة رئيس الجمهورية امام منتخب بغداد (ب)1/5/1978

مع فريق منتخب شباب العراق ضمن بطولة كأس رئيس الجمهورية قبل المباراة التي جمعتنا بمنتخب بغداد (أ) وانتهت بفوز فريقنا.23/4/1978

مع منتخب شباب العراق مهاجما مرمى الانصار اللبناني على اديم ملعب الكشافة في المباراة التي جمعت الفريقين بتاريخ 7/5/1978وانتهت بفوز منتخب الشباب بهدف دون رد.

مستلماً من وزير الشباب كريم الملا كأس رئيس الجمهورية الذي احرزه فريقنا (منتخب شباب العراق) 1/5/1978

مع "شلة" من لاعبي منتخب شباب العراق في متنزه ابو نؤاس

ممازحة هاشم رويض و(يفض الاشتباك) زملاءنا اللاعبين

فرحاً بأول فانيلة وطنية رسمية ارتديتها (منتخب شباب العراق)
*قرأت كثيراً عن اسم كريم محمد علاوي كأحد صانعي الانتصار الشبابي الثالث للكرة العراقية بإحرازهم لقب أمم اسيا للشباب 1978.. حدثنا عن تلك البطولة مغموطة الحق إعلامياً وتاريخياً أيضاً وما هو دورك فيها؟!
-كان اسمي قد شاع في الصحافة وبدأ يكون محط أنظار مدربي أندية النخبة في العراق رغم صغر سني آنذاك، ولاسيما بعد عودتي من هلسنكي وانتهاء الموسم بإحرازنا للمركز السادس فيه، فكان أمر استدعائي لتشكيلة منتخب شباب العراق المقبل على المشاركة في بطولة شباب اسيا في العاصمة البنغلاديشية (دكا)مسألة طبيعية من المدرب اليوغسلافي (كاكا).
*مع شقيقك خليل طبعاً؟!
بل مع نخبة من شباب ذلك الجيل الواعد بصورة عامة!.
*قبل البدء بالحديث عن مشاركتكم تلك سأوجه سؤال ربما يكون مزعج بالنسبة لك لكنه محط تداول العديد من ألسن الناس في الزمن الحالي.. هل كان منتخبكم مزوّر الاعمار؟!.
-صراحة لاتعجبني طرح هذه الافكار إطلاقاً وأقابلها بالشجب حين اقرأ التشكيك بإنجازات فرق العراق للفئات العمرية على مر التاريخ بداعي تزوير الاعمار.
*لكنه واقع ياسيدي الكريم وعلينا الايمان به وغاية الحديث عنه تكمن بتصحيحه على الاقل وتلافي هذه الافة؟!.
-أنت قلت عبارة (الحديث عنه) لكن الكثيرين جعلو منه مادة تشهير وانتقاص، وليس حديث أو تناول تاريخي غايتهم منه التدارك التصحيح مثلما تفضلت.
*أفهم من كلامك بأن سؤالي قد استفزك كي لاتتناول حقيقة أعمار منتخبكم؟!.
-بل أقول أن عليك وعلى كل من يقرأ هذا الحوار بأن يدرك حقيقة واحدة وهي أن منتخب شباب العراق الحائز على لقب بطولة أمم اسيا للشباب في بنغلاديش لعام 1978 هو انقى منتخب فئة عمرية عراقي مر على تاريخ الكرة العراقية من حيث الاعمار، كون جل لاعبيه كانوا دون العشرين عاماً.
*تشكيلته مدوّنة في موسوعتنا لكن هل بالامكان الافاضة بالحديث عنها؟
-اضافة لي"18 عام" وشقيقي خليل "20 عام" مثلها سمير عبد الرضا، عدنان درجال، ناظم شاكر، اياد طارق، مناضل داود، حسين علي ثجيل، سعد جاسم، سلام فخري، هاشم رويض، نعيم حميد، حارس محمد، عادل عبد الرضا، اسامة نوري، هادي مطنش، وكاظم ناصر.. وكل هؤلاء كانوا دون سن الـ21 سنة.
لكن ذلك لايدع الفرق الاخرى التي مثلت العراق وأحرزت الالقاب لاسمه مدعاة للتشكيك والطعن.
كابتن منتخب شباب العراق (عدنان درجال) يقدم اعضاء الفريق العراقي الى احد المسؤولين البنغلاديشيين قبل مباراة منتخبنا النهائية امام المنتخب الكوري الجنوبي في بطولة شباب اسيا في دكا. 28/10/1978
مع منتخب شباب العراق المشارك في بطولة شباب اسيا العشرين في لقطة تذكارية جمعتنا بالسفير العراقي في دكا واعضاء السفارة قبل مباراتنا امام الاردن والتي انتهت بفوز العراق 6-0/ 8/10/1978

مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية والوفد المرافق له والسفير العراقي في حديقة مطار دكا عند استقبالنا للوزير في يوم
22/10/1978

مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية عند اجتماعه بأعضاء الوفد العراقي بعد انتهاء وجبة الغداء التي اقامها على شرف الوفد في المطعم الصيني في دكا
على هامش مشاركتنا في بطولة اسيا للشباب1978/10/22

مع المستر كاكا في لقطة جمعتنا بفندق اقامة الوفد1978/10/16.

في مطعم (بروباني) قبل تناول وجبة الغداء في ثاني يوم من ايام صولنا الى بنغلاديش للمشاركة في امم اسيا للشباب 1978 مع سمير عبد الرضا واياد طارق.1978/10/2

مع شقيقي خليل في احتكاك مع مهاجمي المنتخب الكوري في مباراتنا النهائية امام المنتخب الكوري الجنوبي (1/1) نعيم حميد1978/10/28.

على منصة التتويج مصافحاً رئيس وزراء بنغلاديش

في مطار دكا عند عودة وفد منتخب شباب العراق الى بغداد عبر دبي حاملين معنا كأس اسيا للشباب

مع عدنان درجال وكاكا وخليل علاوي وحارس محمد وهاشم رويض وكأس البطولة في مطار دبي
اثناء رحلة عودتنا الى بغداد
*(في محاولة مني للتخفيف من حدة) حول هذا الحديث سألته قائلاً:
-فزتم بالبطولة واحرزتم لقبها مناصفة مع المنتخب الكوري الجنوبي بتعادلكم معهم في المباراة النهائية بهدف لكلا الفريقين محرزين اللقب الثالث للعراق في هذه البطولة، فهل بالامكان الحديث عن طبيعة الفوز و(أسراره)؟!
-من سوء حظ هذا الفريق الذي خاض غمار مباريات صعبة جداً وأبدع لاعبوه وتألقوا فيها أن مبارياته لم تصل تلفزيونياً الى الجمهور العراقي ليعتدّوا بها إسوة بما حدث مع منتخب شباب 77 في طهران، فقد كانت بطولة صعبة والفرق التي نافستنا فيها كانت على قدر كبير من التنظيم وتحوي لاعبين يمتازون بالمهارة، وأعتز بأنني خرجت منها بهدفين سجلتهما بمرمى المنتخب الماليزي.
صدمتي بما سمعت!!
*هنا استرسل (ابو زيدون) بحديثه عن ظروف تلك البطولة وأجواءها مُشيداً بالتنظيم البنغلاديشي الجيد لها "على حد وصفه" رغم الامكانيات المحدودة لهذا البلد، لأسئله عما حل بفريقه بعد ختام البطولة والظروف النفسية السيئة التي انتابت لاعبيه جراء انسحابهم (بقرار سياسي) من بطولة كأس العالم للشباب فكان رده الاتي:
-كثيراً ما اقرأ في الاونة الاخيرة عن ان انسحاب منتخب شباب العراق من بطولة العالم للشباب في اليابان 1979 كان قد جاء بسبب رعاية شركة (الكوكاكولا) لها والمقاطعة في حينها من النظام السياسي في العراق، وهنا أتساءل قائلاً:
أوَ لم تكن بطولة العالم للشباب في تونس (77) التي اشترك بها منتخب الشباب الحائز على لقب اسيا في طهران برعايتها؟!.
*فما السبب اذا؟!
-حسب ما تناهى الى سمعنا آنذاك بأن الانسحاب من البطولة جاء جراء صفقة احتفاظ منتخب العراق بكأسها لمدة ستة أشهر أو ربما عام كامل لقاء لعب الفريق الكوري الجنوبي (مناصفه باللقب) في بطولة العالم للشباب بدلاً عنه.. والله أعلم!*.
الاستدعاء للمنتخب الوطني

في حديقة الأمة (الباب الشرقي) مع شقيقي خليل وناظم شاكر وكاظم ناصر 30/4/1978
*من خلال استرسالك بالحديث توضح لدي أن خارطة حياتك قد تغيرت بإحترافك الفعلي لكرة القدم ودخولك الى عالمها دون رجعة؟!.
-قد يكون الأمر كذلك من ناحية الحياة المعيشية، لكن ليس على حساب دراستي التي كانت بالنسبة لي خط أحمر ولدي مثال على ذلك؟!.
*ماهو؟!
-من الطبيعي أن يكون حلم أي لاعب شاب لاسيما بعمر الـ(18) عام أن يكون رقماً في صفوف تشكيلة المنتخب الوطني لبلاده حتى وإن كان احتياطاً، لم تكن أيام قلائل قد مضت بعد عودتنا من استحقاق (دكا) حتى تم استدعائي رسمياً من قبل المدرب الراحل (عمو بابا) لتشكيلة المنتخب الوطني الاول الذي كان مقبلاً على المشاركة في دورة الالعاب الاسيوية الثامنة في العاصمة التايلندية بانكوك.. لكنني (اعتذرت) عن تلبية الدعوة جراء مصادفتها مع امتحانات الدور الثاني للصف السادس الاعدادي والتي كان علي أن اؤدي مادتها (الرياضيات) مفضلا عبر قراري هذا المستقبل الدراسي على تلك الفرصة الذهبية التي اتيحت لي!.
*رغم أنه شيء صعب لاسيما وأنك حينها كنت ستكون بين قمم السبعينيات الشامخة في كرتنا العراقية لكن من جانب آخر أرى أنك كنت شبه ضامن بإستدعائك لتشكيلة المنتخب يوماً ما، لذلك لم تشأ أن تفوّت فرصتك الدراسية أمام هذه الفرصة المبكرة؟!
-صراحة لم أكن في حينها أضع الخطط والدراسات لمثل هكذا تفاصيل تفاجأني بها!!.
*وهل دعاك عمو بابا لما بعدها، أم أضمر اعتذارك في نفسه؟!
-بل استدعاني في اوائل عام 1979 لتشكيلة المنتخب المشارك في بطولة الخليج الخامسة التي استضافتها بغداد، لكنني استبعدت من التشكيلة قبل بدء البطولة لتخمة التشكيلة بالأكبر مني سناً والأكثر خبرة.
*وفرصتك الاولى مع المنتخب؟!
-كانت أمام المنتخب البولندي على أرض ملعب الشعب استعدادا لتصفيات موسكو الاولمبية 1980 وقدمت فيها اداءاً طيباً اثنى عليه المدرب واشارت له الصحافة بالثناء.
*لكن عمو بابا كان قد استُبعد حينها فهل بقى اسمك ضمن أجندة أنور جسام ضمن التشكيلة الذاهبة لأولمبياد موسكو 1980.
-لا اخفيك سراً لو ذكرت لأول مرة بعد مرور 37 عام من (كتمها في نفسي) بأنني كنت ضمن تشكيلة المنتخب التي رشح لاعبيها المدرب (انور جسام) لخوض غمار دورة الالعاب الاولمبية في (موسكو 80) خصوصاً أنني حصلت حينها على لقب أفضل مدافع في ذلك الموسم، لكن بالأخير تم استبعادي من التشكيلة لأسباب (ناديوية) جراء لغط ساد تشكيلة الفريق العراقي محوره لاعبي الزوراء، كوني من المفترض "أنا اللاعب الشاب القادم من نادي الأمانة" أن أكون بديلاً لأحدهم في مركز الظهير الأيمن!.








*وهل تعاملت مع امر استبعادك كأمر طبيعي كالذي سبقه؟!.
-هذه المرة لا.. فقد حز في نفسي بأن لا أكون ضمن تشكيلة أول فريق عراقي لكرة القدم بالتاريخ يشارك في دورة الالعاب الاولمبية.
(انتهت الحلقة الأولى من الحوار وترقبوا الثانية بالعشرات من صورها النادرة وأسرارها التي تكشف للمرة الأولى).
*هامش –رأي المُعد: نقلت نصاً حديث الكابتن كريم محمد علاوي عن سر انسحاب العراق من بطولة شباب العالم في اليابان 1979 رغم تأهله اليها وفقاً لما توارد الى سمعه في حينها من احاديث او حسب ماقيل لاعضاء الفريق عن سر انسحابهم دون أن أجادله بهذا الشأن، لكن مايرجح كفة انسحاب العراق من البطولة المذكورة بسبب (الكوكاكولا) هو مشاركة فريقين من اسيا في بطولة العالم للشباب التي أقيمت في اليابان في عام 1979 وليس فريق واحد، وهما المنتخب الكوري الجنوبي والمنتخب الاندونيسي. علما ان منتخبنا كان قد فاز عليه بأولى مبارياته بالبطولة المذكورة بأربعة اهداف دون رد. والغرابة تكمن في ان اندونيسيا لم تكن ثالث فريق كي يلعب تلقائياً في كأس العالم للشباب بدلا عن العراق بل ان المركز الثالث كان مناصفة بين منتخبي الكويت وكوريا الشمالية اللذان تعادلا في مباراة تحديده بهدف لكليهما وكان الفريق الاندونيسي قد ودع البطولة من الدور الربع النهائي بخسارته امام المنتخب الكوري الشمالي بهدفين لهدف.
وللاشارة نقول أن المنتخب الاندونيسي كان قد خرج من مشاركته ببطولة العالم للشباب (اليابان 1979) بنتائج كارثية سجل في مرماه حينها 16 هدف من مبارياته في مجموعته جاءت من ثلاث خسارات دون ان يسجل اي هدف..ويبقى السؤال قائماً لماذا اشتركت أندونيسيا بدلاً عن العراق في بطولة العالم للشباب في اليابان 1979؟!.