حَضَر بَدَنُهُ الثَخِيْنُ المُؤْتَمَرْ الدُوَلِيْ المَهِيْب ولَمْ يَكُنْ قَدْ تَخَلَّصَ بَعْدُ مِنْ هِوَايَتِهِ المُفَضَّلَةْ فأسبل بَطنه المُتَعَظِّم و أرْخَىْ قَفَاهُ العَرِيْضَ عَلى كُرِسِي فَارِهْ
يُغَازِلْ غفوته ويُغَالِبْ تَثَائُبَهُ إلى أن غَطَّ بِنَوْمٍ قَرِيْرٍ , تداول الحاضرون الكلمة وصوتوا على ما خلصوا إليه من قرارات وهموا لفظ الجَلسَة
فَإذا بِه يَنْتَفِض ويَسْتَأنف حَدِيْثًا لم يَبْدَأْهُ و اللُعَابُ يَتَدَفَّقُ بَين شَدْقَيْهِ يُفَتِّش وَسَطَ أورَاقهِ عَن مَفَاتِيحَ الْبِدَايَةِ فاشْرَأبَّت إليه الأعْنَاقُ والعُيونُ فِيْهِ مُبَحْلقة
اصطكَّت رُكَبُهُ و اهتز جَبَرُوتُه وَشَعَرَ أن هَامَتَهُ انكسرت بَعْد ذَاْكَ السُلوكِ الأرْعَن فَتَجَلَّدَ يَبْتَلِعُ أنْفَاسَهُ المُنْدَفِعَة ويُكَفْكِف عَرَقَهُ وَقَدْ تَخَلَّى عَنْ مُذكراته.
احمْ .. احمْ ...
أصحَابَ الفَخَامَة والجَلالة وَالسُمُوْ . . . وَخَتم كلمته المألوفة الرَكِيِكَة بضَحْكة قَصِيرَةٍ بَلهَاء , صَفَّقَ بَعْضُ الحُضور واكتفي البَعْضُ الآخَرْ بهَزِّ الرَؤوسِ الخاوية
وَعَادَ إلى مَكَانِه مُرْتَاع المَلامِح بعد أن أوْمَأ لهُ مُسَاعِدُه فَجلسَ وأسْنَد إليهِ مَسْمَعَه كَيف كَان الخِطابُ ومَا الخَطْب ..؟
رَائِع سَيدي رَائِعٌ ..!! لَكن القَوْمَ في الدِّيَارِ قد انتفضوا وإني لخائف على عرشك هذه المرة رغم أننا نسيطر على الوضع .
- استأذن مِنْ رَئِيْسِ الجَلْسةِ إذًا وطِرْ بِنَا نَسْتَجْدِي الخَبَرْ .
ومَا إنْ وَطِئَتْ الطَائِرَة أرْضَ المَطارِ حَتَّى تَجلَّت له الحَشُودُ وقَدْ تجَمْهَرَتْ .
مَنْ هؤلاء ؟؟
أظنهم مؤيدوك وقد قدموا لاستقبالك .
تظنهم..!! ومتى كان لنا سند من الداخل غير حاشية القصر , فَأَوْقِدْ لِي يَا صَفَوَانُ عَلَى الاشلاء فَاجْعَلْ لِي جَسرا لَعَلِّي أبلغ كبيرهم وإني لأظنه صابئا عن عقيدتنا الأزلية , وأعلن في القنوات الرسمية أننا سنعقد جلسة أمن استثنائية نناقش فيها مطالب الرعية , فانهمرت المدرعات من كل سهل و ثَنيّة تُطَهر الشَوَارِع من الجثث المرمية إلى أن بلغ جلالته قَصْرَهُ المَشِّيِد وارتمى على كرسيه العتيد وصاح فيمن حوله ألا من يُفتٍنا في مخرجٍ من النازلة وله أن يكون من البررة المقربين وله سهم منها في الأولين والأخرين .
فقال أحدهم : نُسَيِّجُ القَصْر بِالعَسْكَرْ ونُفَخِخُ بَعْضَ البُؤَرْ ونعلن حالة الطوارئ في المرموق من القُطْر. .تبصروا فما اقتنعوا.
فقال آخر : نستنجد بحكمة زعماء البلاد المُتاخمة لدولتنا العتية فأمنهم من أمننا
..لالا فَلِدَوْلَتِنَا هَيبتها نُرِيْدُ حُلُوْلً داخلية
فَنَطَقَ كَبِيْرُ الوُزراء وكان مُخَاتِلاً كَذُوب :
أرى أن نذْبَحَهُم بالخنجر الذي سلوه فنُنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْحُكْمَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ وَأَنّ لكل طَائِفَةٍ سَهْمٌ مُقَرَّرْ ونذَرُهُمُ يتَشَاوروَن
فنادى مُنادٍ في المَدائِن أن يا مَعشَرَ المواطنين جلالته يدعوكم أن تفوضوا نُخْبة مُحَاجِين لِيَطْمَئِنَّ على مَن يَسْتَلم زِمَامَ الأمُور بَعْدِهُ وَيُغَادِرَكم مَرْضِيِّنْ
فتباينت الأطياف وفاحت رائحة القَوْمِية العفنة وبشق الأنفس تكبكب رهط ودلفوا بلاط القصر متسربلين في أحْزانهم وخِطَابُهم هَمْسٌ وغمز ولغة عيون
تدافعوا في زحمة وفوضوا محاجا للمبجل المصون فَتَقَدَمَ الرَهط يافِعهم كَلِفًا يحمل كفننا وقوافي بؤسٍ موزون فدنى وما تدلى وشامخا تجشؤ الكَلِمَ في جعجعة
تلفُّها غَمْرَة جنون عَبِيْدُ العَبْدِ خلفي كما لا ترى.. !نيابة عنهم كلفون دهرُ قَهْرٍ سككت سمعا إن اعتصموا أو امتنعوا فها هم الآن ينتفضون فالعِزُّ بالميمنة
والردى مُتأبطا هيهات يُصرفون فعَم السكون وأطبق الصمت وشخصت العيون فماتت بها الأحْداق.
كسر صوت الوزير جو الشحناء ذاك : رويدك يا بُني فالأعداء بنا يتربصون امضوا وكَلِّفوا حَاكِمًا عليكم ونحن لبَيْعَتِكُمُ مُبَاِيعُوُنْ .فالنّْكَبُو مُتَمتمين هسيسا يتخاطبون
ثم وَلّوُ فتحاوروا وتركو القصر فتَنَاهَرُوا و وسارو فاشتبكوا وما إن بلغوا أهلهم حتى اقتتلوا فساد حكم المبجل المصون