دراسة صحفية شاملة أعدها لصحيفة صوت الأهالي وموقع كووورة عراقية:
علي فاضل البدراوي
ثورة 14 تموز 1958 والكرة العراقية

في العام 1958 حدث تغيير مهول في الدولة العراقية يكمن بتلك الثورة التي قادها الزعيم عبد الكريم قاسم في فجر الرابع عشر من تموز/يوليو من العام 1958 ليتحوّل العراق من ملكية هاشمية الى جمهورية..
النظام الملكي في العراق كان ميالا الى الغرب أكثر وبالذات بريطانيا وحليفاتها في المنطقة الذين وقع العراق معهم حلفا كان عنوانه: حلف بغداد مثلما ذكرنا سلفا في حلقتنا الاولى من البحث، لذلك نجد أن أكثر نشاطات العراق الرياضية الودية الخارجية أثناء العهد الملكي الهاشمي كانت مع دول الحلف (تركيا وإيران والباكستان) غير أن العراق لم يستفد رياضيا من ذلك الحلف فلم تأت الخبرات البريطانية أو فرقها الى ملاعبه مكتفين بما موجود من خبرات رياضية داخل القواعد العسكرية المتواجدة في العراق..
النظام الجمهوري بالعراق كسر هذه القاعدة بإلغائه حلف بغداد وفضّل بأن يتوسع العراق بعلاقاته الخارجية مع كل الدول: اشتراكية كانت أو رأسمالية (حسب العرف الدولي السائد آنذاك بنظام القطبين) لكن من خلال سياسته ونخص بالذكر منها الرياضية أتضح أنه كان ميالا للمعسكر الاشتراكي مثلما سيتضح أدناه لاحقا.
لم يكن تغيير تموز السياسي في العراق سياسيا فقط بل شهد بالان نفسه ثورة كروية تمثلت بتغيير جذري للكرة العراقية تمثل بثورة مباريات كروية خاضتها الفرق العراقية قاطبة عبر زيارات أو تلبية دعوات الى الخارج.. لكن علينا التمعن مليا بتلك "الثورة الكروية" لنجد حصيلة ذلك التمعن هو ارتباط تغيير الوضع الكروي بالعراق بالحالة السياسية الجديدة التي حصلت فيه عبر:
1-لقاءات الفرق العراقية مع فرق دول المعسكر الاشتراكي "الشيوعي" حصرا كالاتحاد السوفيتي بجمهورياته المتعددة وأوروبا الشرقية والصين الشعبية عبر تلبية دعوات وُجهت إلى فرقه لزيارة تلك البلدان جعلت القائمين على الكرة العراقية يفكرون جديا بعدم التفريط بأي منها ليصل الحال الى تشكيل منتخبين "عسكري وأهلي" أولهما لعب في دول آسيا "الشيوعية" وثانيهما لعب في دول أوروبا "الشيوعية أيضا"..
2-انحسار اللقاءات الودية مع الفرق العربية لاسيما "مصر وسوريا" بسبب موقف الجمهورية العربية المتحدة آنذاك المعارض بشدة للنظام الجمهوري الجديد في العراق..
3-استضافة "سياسية" إعلامية لفريق جبهة التحرير الجزائرية لكرة القدم لبيان موقف الحكومة الجمهورية الجديدة في العراق الداعم للثورة الجزائرية..
وعلى هذا المنوال إستمر النهج الكروي في العراق إبان العهد الجمهوري الأول (1958 – 1963) لكن لابد من الاشارة الى منعطف سياسي – كروي هام حدث خلال هذه الفترة..
ففي أحد أعداد مجلة الرشيد الصادرة في أواخر العام 1987 أبدى الباحث في شؤون الكرة العراقية سمير الشكرجي استغرابه الشديد للانفتاح الكروي العراقي السوري الذي حصل في العام 1962 والذي تجسد بلقاءات عديدة أجرتها فرق البلدين فيما بينهم في العراق وسوريا..
إجابتنا الشخصية على سؤال الشكرجي ندرجه ضمن ماتوصلنا إليه من حقيقة سياسية مفادها أنه بعد انفصال عقد ماسمي بالجمهورية العربية المتحدة "سوريا ومصر" نشأت في جارة العراق الغربية سوريا حكومة إنفصال عن الوحدة معارضة لمصر أنشأت تقاربا سياسيا مع العراق ليكون من اثاره التقارب الكروي بين البلدين!!!...
الكرة العراقية في الجمهورية الثانية
في الثامن من شباط 1963 حصل انقلاب أطاح بالنظام الجمهوري الاول في العراق كان بنفس قومي عربي مواليا لمصر وللدول العربية الاخرى ما أثرت مجرياته كثيرا على الكرة العراقية التي ابتعدت من خلاله عن الاحتكاك بالمحيط الكروي "الاوروبي الشرقي" إلا بمباريات قليلة جدا الذي اتبعته الجمهورية الاولى لتنحصر لقاءات الكرة العراقية بالفرق العربية حصرا والتي كان أقل مستوى من الفرق العراقية اذا ما استثنينا مصر فقط..
لقاءات عديدة على الصعيد الودي شهدتها الفرق العراقية مع الفرق العربية على مدار الحكم العارفي (1963-1968) جعلت منا أن نجد أفضل تسمية كروية لتلك الفترة هي فترة التوأمة العربية للكرة العراقية اذا ما استثنينا العام 1968 باشهره الكاملة والذي شهد انفتاحا كبيرا للكرة العراقية على الجبهتين "العربية والاوروبية الاشتراكية"...
يُتبع