// ـــــ // ــ كفن الدمع ــ // ــــــ //بقلميــــــ خاص بنهائي القلعة ــ
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
نو-ن

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 22778
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 5078
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
نو-ن

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 22778
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 5078
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 3.5
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6445
  • 16:42 - 2008/12/23

 
تكاد عقارب الساعة تعلن عن الساعة الحادية عشرة والربع قبل منتصف الليل،وقفت فاطمة وسط البهو أطفأت المصابيح وتوجهت نحو غرفة طفليها سمير ومريم،قبلتهما بحب فاستفاق سمير وسأل والدته :
-هل حان موعد ذهابك؟.
أجابته وهي تدثر جسده بالغطاء:
- نعمـ أيها الحبيب ولا تنسى أنك "رجل البيت".
ابتسم سمير وردد مودعا والدته:
-نعمـ أنا رجل البيت فاعتمدي علي.لطالما فرحـ سمير بذلك اللقب ولطالما بكت فاطمة سرّا لأجله لأنها أجبرت على منح ذلك اللقب له.فقد تمنت في سرها دوما أن يعيش سمير وأخته الحياة التي لمـ تعشها هي،تمنت أن يكون سمير كباقي أطفالـ الحي ينعمـ بحياة هانئة،غير أن الأقدار عكست أمانيها فأجبرتها على تحميله مسؤولية البيت في غيابها.أقفلت فاطمة الباب خلفها ومضت تخترق سواد الطريق كذلك السواد القابع في أعماقها،قطعت الشارع تتلقف الكلمات من بعض المارة الذين لا يخلو الشارع منهم، تارة يغلبها الخوف وتارة تتسلحـ بإيمانها بقضاء الله وقدره، فكل شيء في حياتها بقدر زواجها كان قدرا لمـ تستطع الهروب منه،وزواج زوجها من أخرى قدر لمـ تستطع تجنبه،وانسحابه من حياتها أيضا كان قدرا فلماذا الخوف والجزع مادام كل شيء مسطر في كتاب.وصلت للشارع الرئيسي فوجدت ناقلة العمال بانتظارها،ركبتها وألقت التحية على زملائها وجلست بجانب النافذة ترقب مرور الأماكن حولها وترسمـ أماكن لا تزول في خيالها بصمت.
وصلوا للعملـ وعندما تطابقت عقارب الساعة كانت كل العاملات يأخذن مكانهن وكأنهن آلات تعودت على رتابة العمل،ففقد العمل الروح بين أيديهن ليصبحـ مجرد رد فعل يقمن به جميعا بلا تفكير،غير أن الاختلاف موجود برغمـ الرتابة،فتارة يقطع شجار بين زميلتين في العمل مساحة الصمت السائد في المكان بين الشخوص فيكثر اللغط والحديث وتكبر مساحة من الحرية بينهن لتجد فيها كل منهن فرصة مناسبة لها كي تنفس عن غضبها،وتارة يلمحن وجوها جديدة بينهن لا يكدن يميزن ملامحهن حتى يختفين من جديد. والوجه الجديد لتلك الليلة كان، شابة في مقتبل العمر جلست بجوار فاطمة التي أوكل إليها المشرف على العمل مهمة تعليمـ القادمة الجديدة أساليب العمل،تبسمت فاطمة في وجه العاملة الجديدة وسألتها عن اسمها؟،أخبرتها أنها تدعى هند سألتها فاطمة إن كانت قد اشتغلت في معمل من قبل؟،فأجابتها هند بالنفي. وضعت فاطمة قطع الثوب أمامـ هند وقالت لها بصوتها الذي لا يخلو من الرقة:
-لا تجزعي وسوف يكون كلـ شيء على ما يرامـ،وإن شاء الله ستتعلمين أساليب العملـ فلا شيء هنا صعب فقط امنحي نفسك بعض الوقت للتعلمـ .كانت هند شابة مطيعة فلمـ تجد فاطمة صعوبة معها وقامـ بينهما حوار ابتدأته هند بأسئلتها المتواصلة فكانت فاطمة تجيبها في كل مرة.سألت هند فاطمة:
-منذ متى وأنت تشتغلين هنا؟.
أجابتها فاطمة وهي تغرس نظرها نحو قطعة الثوب التي تحملها بيدها:
-منذ سبع سنين غير أنني أقدرها بعشرين سنة أو أكثر،فترقيع الأثواب صعب لأن ذلك يتطلب منك أن تهبي له حريتك وعزة نفسك والعمل في هذا الجو الخانق يفقدنا القدرة على الرفض فنقبل بكل شيء.دمعت عينا فاطمة فأمسكت قطعة الثوب بيدها ومسحت بها دموعها واسترسلت في الحديث،أترين كل هذه الأثواب وتلك الآلات التي لا تكف عن الحركة، وأرجل العاملات اللواتي لا يقدرن على التوقف كي لا تتوقف معهن ساعة العمل،كل منهن تمسك قطعة ثوب بيدها تمسح بها دموعها في الخفاء حين يشتد الوجع بهن فقطع الثوب هي كل ما نملك هنا نخبئ فيها ألمنا كي نخرج للعالمـ ونحن نبتسمـ كي لا يقرأ وجعنا غيرنا، نبستمـ في وجه الجميع مخافة أن يكتشفوا الحزن المغروس بداخلنا فوجعنا كوجع هذه القطع الممزقة نعيد نحن خياطتها فتمزقنا هي،الأثواب كفن دمعنا يا ابنتي فاحرصي على أن لا تجعلي هذه الأثواب كفنك .أنهت فاطمة كلامها على وقع صوت الجرس معلنا عن انقضاء ساعات العمل فألقت هند ما بيدها على الطاولة وأمسكت بيد فاطمة وقالت لها :
-لن أجعله كفني أعدك .
فكمـ من وعد تحقق وكمـ من وعد داست عليه عجلات الزمن،فأنسته ملامحه فلمـ يبقى منه غير دموع تبحث عن كفنها في قطعة ثوب .
 
 // ـــــ // ــ كفن الدمع ــ // ــــــ //بقلميــــــ خاص بنهائي القلعة ــ
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©