يقولُ قرّاءُ شِعري المُنصفونَ: بَخٍ *** إنَّ الخلودَ الذي أمّلتَ سوفَ تَرَه

أمّا العُداةُ، فلا أكفاءَ أعظمُهُم *** نوَيقدٌ خاملٌ، أو ناظِمٌ نَكِرة

ضاقوا وما نَقَمَوا منّي سوى ذَهَبٍ *** مِنَ القصائدِ والأبياتِ مُنتشِرة

أَقولُ لصاحبي والشيخُ يجثو *** لينظرَ بيننا الرودَ الفتورا

أَلا استرها سُتِرْتَ فَضَحْتَ صبّا *** أهاجَ بقلبِه الحبُّ السعيرا

فقال كذاك طُلاّبُ اللآلي *** تغوصُ لقاءَ بغيتِها البحورا

عجبا أرى ولعل أعجب ما يرى

دنيا الخلائق تنبري لفداء

نريدُ أن ترجعَ الدنيا لقبضتنا *** أن يُعبدَ اللهُ لا أن يُعبدَ الوثَنُ

نُريدُ أن نُرجِعَ الأمجادَ دولتها *** أيامَ كنّا يداً تنأى بها المِحنُ

أيامَ إن عارضت صنعاء عارضةٌ *** صاحت دمشقُ وبغدادٌ هنا اليمنُ!

- باللهِ رَبِّكَ كم بيتٍ مَرَرْتَ به ... قد كانَ يَعْمُرُ باللذاتِ والطربِ

- طارَتْ عِقابُ المنايا في سقائِفهِ ... فصارَ من بعدِها للويلِ والحربِ

إبراهيم بن المهدي

- أولى الحياةِ وأخراها منكــــــدةٌ ... وجْلُّ لذةِ عُمْرِ المرءِ في وَسَطِــــــهْ

- طوبي لمن لم يُسَفْسِطْ في مباحثِه ... وصانَ منظومَ هذا الدرِّ في سَفطِهْ

الصاحب شرف الأنصاري

يبيتُ ونفسه من كل شيء

سوى تدبير لهو مستريحه

اسقني إن سقيتني بالكبير *** إنّ في شربه تمام السرور

أنا واللّه لست أكذبكم آ *** نفُ من أنْ أُرَى صريع صغير

مَنْ لَم يُرِدْك ولم تُرِدْهُ *** لم يستفدك ولم تُفِدْهُ

قرّب صديقك ما نأَى *** وزِد التقارب واستزدْهُ

وإذا وَهَتْ أركان وُدْ *** دٍ من أخي ثقة فَشٍدْهُ

أيّ الورى لمْ يبتْ علىَ ضمدِ *** وأيّ عيشٍ خلا منَ النكدِ

ومنْ فراقِ الأحياءِ فادحة *** يغْري فراقُ الأحياءِ بالسهدِ

يمنايَ بانتْ ولستُ أولَ منْ *** كفكفَ دمْعاً على يدٍ بيدِ

فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً *** يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ *** أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ

فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى *** وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ

قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها *** فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ

وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني *** وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي

وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِياً *** بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ

دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ماوَجَبا *** لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا

عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا *** مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الَّذي ذَهَبا

حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ *** وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ

وَلا يُحِسُّ بِأَجفانٍ يُحِسُّ بِها *** فَقدَ الرُقادِ غَريبٌ باتَ لَم يَنَمِ

أَبَت نُوَبُ الأَيّامِ إِلّا تَمادِيا *** فَوَا شِقوَتا ما لِلّيالي وَما لِيا

إِذا قُلتُ يَوماً حانَ مِنها تَعَطُّفٌ *** رَأَيتُ رزاياها تَسامى كَما هِيا

وَمَن لَم يروِّ السَّيفَ يَظمَ وَمَن يَهُن *** يُهَن وَمحاريبُ العُلى لِلمُحارِبِ

وَمَن لِم تَخَوَّفهُ العِدى في بِلادِها *** تُخِفه وَعُقبى الذُلِّ شَرُّ العَواقِبِ

أَرى الناسَ مُذ كانوا عَبيداً لِغاشِم *** وَخَصماً لِمَغلوبٍ وَجُنداً لِغالِبِ

أَراهُ الهَوى ما لَم يَكُن في حِسابِهِ

فَأَقلَقَـــــــــهُ عَن صَبرِهِ وَاِحتِسابِهِ

ولم أبتَذِلْ في خِدمةِ العِلمِ مُهجتي *** لأخدُمَ من لاقيتُ لكِنْ لأُخدَمَا

أأشقى به غَرسًا وأجنِيه ذِلَّةً *** إذًا فاتِّباعُ الجَهلِ قد كان أحزَمَا

ولو أنَّ أهلَ العِلمِ صانوه صانَهم *** ولو عَظَّموه في النُّفوسِ لعُظِّمَا

قسمت قلبك في الهَوى فتقسما *** وَقتلت نفسك وَهيَ اقدار السما

تَرمي بعينك في عيون مطافل *** لحظاتها بالسحر تقتل من رمى

وَتحن ان ذكروا معاهد رامة *** يا بعد رامة من مرامكم ارتمي

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ٍطوبى لمن حفظ الكتاب بصدره *** فبدى وضيئا كالنجوم تألقا

( إنّ السّلامَ وحُسْنَ كلِّ تحيةٍ ... تغدو على ابن مجزِّز وتَروحُ )
( فإذا تجرّد حافِراك وأصبحت ... في الفجر نائحةٌ عليك تنوحُ )
( وتخيّروا لك من جيادِ ثيابهم ... كفناً عليك من البَياض يلوح )
( فهناك لا تُغنِي مودّةُ ناصحٍ ... حذراً عليك إذا يُسَدُّ صريحُ )

تِلكَ الطَبيعَةُ قِف بِنا يا ساري *** حَتّى أُريكَ بَديعَ صُنعِ الباري

الأَرضُ حَولَكَ وَالسَماءُ اِهتَزَّتا *** لِرَوائِعِ الآياتِ وَالآثارِ

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على ... خير البرية لم تنسج ولم تحم

وقاية الله اغنت عن مضاعفــــة ... من الدروع وعن عال من الأطم

وتمرح بين ورود الصباح وتنعم بالنور أنى تراه

وتمشي كما شئت بين المروج وتقطف ورد الربي في رباه

كذا صاغك الله يا ابن الوجود والقتك في الكون هذه الحياه

فمالك ترضى بذل القيود وتحني لمن كبّلوك الجباه

إذا رَجّعَتْ في صَوتِها خِلْتَ صَوْتَها ... تَجاوُبَ أظآرٍ على رُبَــعٍ رَدي

وما زال تَشرابي الخُمورَ، ولذَّتي ... وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي

إلى أن تَحامَتني العَشيرةُ كلُّهـــــا ... وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَـــــبَّدِ