ريال مدريد فريق يعاني من خلل في البناء، يشبه إلى حد كبير ما يحدث في ميلان. رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، لا يزال متمسكًا بفكرة “الجلاكتيكوس” وبناء فريق من النجوم، تمامًا كما فعل مطلع الألفية مرتين.
في المحاولة الأولى، لم يحقق الفريق إنجازات تُذكر، بينما كان ميلان يسيطر على أوروبا بين عامي 2003 و2007. أما في عام 2009، فقد أعاد بيريز التجربة، وكانت اختياراته في المجمل موفقة، رغم بعض الأخطاء، مثل افتراض إمكانية انسجام كاكا ورونالدو في منظومة واحدة دون تعارض.
عند تعيين أنشيلوتي، أجرى المدرب بعض التعديلات المهمة، مثل توظيف دي ماريا في خط الوسط بدلاً من مركز الجناح الأيمن، مما ساهم في تحقيق التوازن وأدى إلى نجاح الفريق في دوري الأبطال. لكن هذا التوازن تم تدميره بقرار إداري صريح، حيث قام بيريز بجلب خاميس رودريغيز بعد تألقه في كأس العالم، وهو التعاقد الذي جاء على حساب دي ماريا، الذي تم التضحية به رغم أهميته الفنية، ليخسر الفريق أحد أبرز عناصره الحاسمة في خط الوسط.
في السنوات الأخيرة، وبعد عودة أنشيلوتي مجددًا، استطاع أن يقود الفريق لتحقيق دوري الأبطال مرتين، إحداهما من دون مهاجم صريح، من خلال توظيف بيلينغهام كمهاجم وهمي بذكاء كبير. ورغم هذا النجاح، أصر بيريز مرة أخرى على التدخل، فجلب كيليان مبابي، مما أربك المنظومة الهجومية للفريق، إذ أصبح من غير الواضح كيف يمكن إشراك الرباعي الهجومي: مبابي، فينيسيوس، بيلينغهام، ورودريغو في نفس الوقت.
مبابي في الأصل جناح وليس مهاجمًا صريحًا، ولذلك لجأ أنشيلوتي إلى خطة 4-2-2-2 لخلق المساحات لتحركاته بجانب فينيسيوس. لكن هذا الأسلوب أفقد الفريق العمق الهجومي، وجعله يعتمد بشكل أكبر على الخروج المنظم من الخلف، وهو أمر صعب في ظل الحالة السيئة لخط الدفاع، الذي لم يُستثمر فيه بالشكل المطلوب، مقارنة بالصرف الضخم على الهجوم.
أما خط الوسط، فبعد اعتزال توني كروس، فقد الفريق صانع اللعب الحقيقي الذي يبني الهجمة من الخلف. في المقابل، يعتمد الفريق على لاعبين ذوي طابع بدني مثل كامافينغا وتشواميني، ما جعل عملية الربط بين الخطوط ضعيفة. ونتيجة لذلك، بدأت الفرق المنافسة بالاعتماد على بلوك متوسط يعزل رباعي الهجوم عن بقية الفريق.
لهذا السبب، لا يمكن لأي مدرب أن يحقق أكثر مما حققه أنشيلوتي بهذه التشكيلة، ما لم تتغير سياسة التعاقدات لتراعي احتياجات الفريق الفنية، لا مجرد الأسماء اللامعة.
في المقابل، تحرر باريس سان جيرمان من هذه الذهنية، وبدأ في بناء فريق متوازن بهدوء، بالاعتماد على المواهب الشابة بدلًا من السعي وراء النجوم. وأعتقد أن وصولهم إلى نهائي دوري الأبطال هذا الموسم شبه مؤكد، كما أنهم يملكون فرصة حقيقية لتحقيق اللقب
ختاما اللعنة على كاردينالي وإدارة المهرجين الثلاثة التي أخذت نادي وصل نصف النهائي والان حتى دوري المؤتمرات لن نتأهل له