الرياضة في الجديدة … أطلال الأمجاد القديمة
كرة القدم القاطرة والطائرة والتنس الاستثناء ومشاكل تضرب السلة واليد ورياضات اختفت
تشهد الرياضات الجماعية والفردية بالجديدة تراجعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، باستثناء كرة القدم التي تسير في طريقها نحو الاستقرار. رغم الطفرة التي عرفتها بعض الرياضات الجماعية في السنوات الأخيرة، فإن العديد من الرياضات الأخرى بدأت تشهد تراجعا في المستوى والأداء، وأجمع أغلب رؤساء هاته الفروع أن تراجع المستوى مرده ضعف الدعم المادي، مما يثير تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء هذا الوضع.
لكن ما يثير القلق هو أن باقي الرياضات الجماعية مثل كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة، بالإضافة إلى الرياضات الفردية مثل الكاراطي والجيدو والسباحة ورفع الأثقال والتايكواندو والملاكمة، تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مستوى التنافس، ناهيك عن التراجع في النتائج على المستوى الوطني.
كرة القدم… القاطرة
يبقى الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم الذي يستفيد من دعم محدود من الجهات الداعمة، رغم توفره على منشآت رياضية، وشعبية جارفة، واحدا من الأندية النشيطة في الدوري الاحترافي المغربي، مما يجعل كرة القدم تظل في دائرة الاهتمام والتطور مقارنة ببقية الرياضات.
ويعاني الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم هذا الموسم من أزمة مالية، رغم تقديمه أداء جيدا في العديد من المباريات خلال الموسم الكروي الحالي، ما يؤثر بشكل كبير على استقراره، وقدرته على تعزيز صفوفه وتحقيق نتائج أفضل.
يؤثر غياب الدعم المالي من الجهات المعنية المانحة، وتقليصه لسنوات أو تراجع عدد من المستشهرين، على مسيرة الفريق الرياضية، حيث يمكن أن يساعد الفريق في التغلب على هذه الصعوبات، كما أن إدارة الفريق قد تحتاج إلى إيجاد حلول مبتكرة للحفاظ على مستوى الفريق الجديدي، ومكانته ضمن أندية الصفوة.
وتشير المصادر إلى أن الفريق الجديدي يعاني نقص الموارد المالية، ما يعيق قدرة المكتب المسير على تسوية مستحقات اللاعبين والإدارة التقنية، بالإضافة إلى رفع المنع عن انتداب لاعبين جدد، لتعزيز تركيبته البشرية مستقبلا.
الطائرة … نقطة أمل
رغم إحداث ثلاث قاعات رياضية مغطاة بالجديدة، أخيرا، بميزانيات مهمة، فإن تدشينها قوبل بتراجع مستوى جميع الفروع الرياضية، سواء الرياضات الجماعية أو الفردية، فيما يبقى فرع الكرة الطائرة بالجديدة، الذي تأسس منذ حوالي خمسين سنة، هو نقطة الضوء الوحيدة بالجديدة.
وتوج فريق الكرة الطائرة النسوية بخمسة ألقاب خلال ثلاث سنوات، إذ فاز بثلاث بطولات للمغرب، ولقبين لكأس العرش، واعتبرت نتائجه في حينها جيدة، وشكلت إناث الكرة الطائرة الجديدية، علامة مميزة ومضيئة على مستوى الرياضات الجماعية بالجديدة، رغم المشاكل المادية وغياب الدعم الكافي التي تقتسمها مع باقي الرياضات الأخرى.
وعانى فريق الكرة الطائرة للإناث خلال ثلاث سنوات غياب الدعم المادي، قبل أن يتم دعمه الموسم الماضي بمنحة جماعة الجديدة، التي اعتبرها نور الدين لبار رئيس الفريق، غير كافية، من أجل تحقيق نتائج في المستوى، وإحراز ألقاب أخرى، مؤكدا أن فريقه يضم لاعبات أغلبهن من خارج الجديدة، ناهيك عن مصاريف التنقل والمبيت ومنح اللاعبات والطاقم التقني، ملتمسا من الجهات المانحة الزيادة في قيمة المنحة السنوية، من أجل تحقيق نتائج رياضية مهمة، وتمثيل المدينة، ولعب أدوار طلائعية ببطولة القسم الممتاز مستقبلا.
أزمة كرة اليد
تعيش كرة اليد بالجديدة أزمة حقيقية خلال السنوات الأخيرة، خصوصا النادي الجامعي الجديدي، الذي كان رائدا ومتألقا في وقت سابق وسيطر على اللعبة نفسها، إذ فاز بعدة بطولات للمغرب.
وكان يطعم المنتخب الوطني لكرة اليد بالعديد من اللاعبين، بل إن الفريق الوطني كان في أحيان كثيرة، يعتمد على لاعبي الجديدة. تراجعت كرة اليد بالجديدة، أخيرا، بسبب غياب الدعم المادي، وهدد النادي الجامعي لكرة اليد بتقديم اعتذار عام هذا الموسم، وعدم لعب مبارياته خارج الجديدة، إذ أكد رئيسه بوشعيب لمغاري أن فريق تم إقصاؤه من الدعم السنوي، وأصبح غير قادر على المشاركة في بطولة القسم الوطني الثاني، حيث ناشد المسؤولين والمشرفين على الشأن المحلي والسلطات المحلية، بإنقاذ فريق له تاريخ في رياضة كرة اليد.
معاناة يعيشها بدوره الدفاع الحسني الجديدي لكرة اليد، الذي يمارس ببطولة القسم الأول، وتمكن من الحفاظ على مكانته رغم العديد من الإكراهات، باعتماده على لاعبين متمرسين أغلبهم من خارج الجديدة، حيث طالب رئيسه جمال عطوري بدوره برفع منحة المجلس الجماعي للجديدة، التي تبقى المورد الوحيد والداعم الأساسي للفريق، موضحا أن سبب تراجع مستوى كرة اليد بالجديدة مادي بامتياز، رغم وجود قاعات رياضية في المستوى.
السلة… العيش على الماضي
تعرف الجديدة وجود ثلاثة أندية لكرة السلة، منها الجمعية الرياضية الجديدية والأولمبيك الجديدي الذي يترأسه امبارك صبرو، الذي عايش أكثر من عشر رؤساء للدفاع الحسني الجديدي لكرة السلة، الذي سبق له أن لعب بالقسم الممتاز بالبطولة، وضم في صفوفه لاعبين متمرسين من أبناء الجديدة، وأشرف على تسييره العديد من الرؤساء.
لم يكن حظ هذا الفرع أفضل من حظ كرة اليد والكرة الطائرة، سيما أن الفريق تأسس في 1956 مع أول رئيس للدفاع الحسني الجديدي لكرة السلة آنذاك المرحوم عبد الواحد القادري، والذي خلفه المرحوم أحمد الجاحظي، وتوالى على تسييره المرحومان أحمد بوافي ومولاي سعيد لمغاري والمرحومان بوشعيب مغلي ومحمد بوكراع ورشيد الساهل.
وعرفت تلك المرحلة أزهى أيام كرة السلة بالجديدة، بوجود لاعبين مثل عبد الله الصفوي وعبد الغني سعادة وعبد الرحيم نهار ونور الدين جميل والملبي محسن ونبيل كرات، إضافة إلى لاعبين متميزين حيث ساهم الفريق الجديدي حينها بدعم الفريق الوطني بلاعبين.
التنس… الاستثناء
تعتبر رياضة كرة المضرب هي الوحيدة التي تحسن أداء لاعبيها سنة بعد أخرى. هذا الفرع الرياضي الذي يعد من أفضل وأعرق الأندية الوطنية في التنس، والذي تأسس في 1922، وتمكن في ظرف وجيز من استقطاب عدد مهم من المنخرطين، بل خطف الأنظار بتألق لاعبيه الصغار والشباب في البطولات الوطنية والدوريات التي تنظم كل سنة بالجديدة.
ويشرف على تأطير لاعبيه في جميع الفئات مغاربة على مدار الأسبوع. هاته الأطر التقنية التي تم انتدابها، تتوفر على عقود عمل وتمت تسوية وضعيتها القانونية، ما جعل النادي من أفضل الأندية على الصعيد الوطني في مجال الحكامة والتدبير الرياضي.
بدوره عانى فرع كرة المضرب في سنوات خلت من مشاكل عديدة، لذلك عجزت ميزانيته الضعيفة عن الاستجابة إلى كل طلبات المنخرطين، قبل أن يتحرك عدد من الغيورين المتطوعين للأخذ بزمام الأمور لإصلاح مرافقه وتشجيع الشباب والصغار على ممارسة التنس، في عهد الرئيس السابق بنحمو، إذ ارتفعت ميزانيته التسييرية، في السنوات الأخيرة، ليصبح النادي قبلة لمئات المنخرطين من محبي رياضة التنس.
رياضات في خبر كان
اختفت رياضات كثيرة بالجديدة، بشكل ملفت، منها الريكبي والمسايفة وسباق الدراجات وسباق السيارات والجمباز والجيدو والكراطي والشطرنج، وتساءل العديد من المهتمين والمسيرين بالمدينة عن دور الجمعية الإقليمية لتنمية الرياضة، التي عاشت أفضل فتراتها في عهد المرحوم إدريس شاكيري، الرئيس السابق لنادي الدفاع الحسني الجديدي متعدد الرياضات.
هاته الجمعية التي كان هدفها إبان تأسيسها دعم ومساعدة الفروع الرياضية بالجديدة، قبل أن تبقى حبرا على ورق، وأصبح من الضروري حسب شهادات عدد من المسيرين الرياضيين بالجديدة، تدخل السلطات الإقليمية من أجل رد الاعتبار لها، وتعيين رئيس جديد للجمعية ذاتها.
إنجاز: أحمد سكاب (الجديدة)