الضرائب تجبيها الحكومات
لتمول بها الخدمات التي توفرها
لشعوبها (كالتعليم و العلاج و الأمن
و الدفاع و العدالة و المعاشات )
و لتنفق على مشروعاتها و تدفع
مرتبات العاملين بها ..إلخ.. و تجبى
ضرائب على كل شيء . الدخل
و المرتبات و الإنتاج و على كل ما
يستأجر و يباع و يشترى ، و تختلف
قيمة الضرائب من مصدر لآخر و من دولة لآخرى ، لدرجة أن
بعض الدول لا تكاد تتعدى الضرائب فيها 4 أو 5 في المائة .
عادةً تكون الضرائب تصاعدية في أكثر الدول ، كلما زاد دخل
الفرد زادت نسبة الضرائب التي يدفعها عليه .
نأخذ أمثلة من ضرائب المشتريات : تتراوح الضريبة على
المواد الغذائية و الملابس من 5 إلى 7 % تقريباً ، بينما تصل إلى
17 أو 20% على الأدوات الكهربائية و السيارات ، و تزيد على
التبغ( لإثناء الناس عنه ) ( يزيد ثمن علبة السجائر المعتادة في
أوروبا عن الدولارين )، و على النفط ( و تبلغ الضريبة عليه في
أوروبا 52% من ثمنه تقريباً )، و على ملوثات البيئة الأخرى ( مدينة
سنغافورة أقل عواصم العالم تلوثاً جوياً لأنها ، بخلاف تحديد
عدد السيارات التي يمكنها أن تدخلها في كل يوم ، تجبي ضرائب
باهظة على السير فيها يختلف قدرها حسب ساعات دخولها ،
و الشوارع التي تمر بها ، و درجة تلوث جو المدينة أثناء مرورها
بها )
و جباية الضرائب قديمة ، مورست في مصر الفرعونية و في
بلاد ما بين النهرين ، و كانت الإمبراطورية الرومانية توقع فدية
( أي ضريبة ) على الدول التي تستعمرها تزيد كلما كانت قد طالت
مقاومتها لغزاتها ، و كان الملح من أهم السلع التي تجبى ضرائب
عليها في القرون الوسطى ( و حتى سنوات قليلة في إيطاليا ) ..
كذلك وجدت ضرائب طريفة عديدة ، نعطي هذه الأمثلة منها :
ضريبة على الأرملة التي تتزوج قبل مرور (( فترة مناسبة )) على
وفاة زوجها السابق ( في أسبانيا القرن 14 ) ، و على باروكات
الشعر . و كانت موضة منتشرة حينذاك . ( في إيطاليا القرن 15 ) ،
و على الذقون (( لصالح الحلاقين )) ( في روسيا القرن 16 )، و على
أوراق اللعب ( في فرنسا القرن 16 ). و على الكلاب و الماعز
و علف الحيوانات ( في المانيا القرن 17 )، و على عدد المداخن
على سطوح المنازل ( في بولندة القرن 18 )، و على الأحذية ذات
الرقبة ( في النمسا القرن 18 )، و على الدراجات ((لصيانة
الشوارع )) ( في إيطاليا القرن 19 )، و على عدد نوافذ كل أسرة ،
فسد الكثير من السكان نوافذ منازلهم مما سبب انتشار وباء
السل ( في انجلترا في القرن 19 ) ، و توجد في سويسرا إلى اليوم
ضريبة على من يقضي الليل في ولاية غير الولاية التي يعيش
فيها (( لحماية المناطق السياحية من الزحام )) !

أرجو أن يكون الموضوع قد أعجبكم
مع تحياتي
سيف
