
كيف بدأت الأعراس ؟ 
يعود الزواج، كعادة، إلى أبعد حقب التاريخ البشري. و قد مر في ثلاث مراحل. المرحلة الأولى كانت الزواج بالخطف . فكان الإنسان البدائي يسرق المرأة التي يود أن تكون زوجته. ثم كان الزواج بالشراء . فكان الرجل يشتري عروسه . ثم أخيرا كان الزواج القائم على الحب المتبادل . و لكن، حتى في يومنا هذا، ما يزال لدينا آثار المرحلتين الأوليين. و لعل عبارة " يهب العروس، أو يزفها إلى عريسها"، هي أثر يعود إلى العهد الذي كانت فيه العروس تباع. أما الاشبين في حفلات الزفاف الأوربية مثلا اليوم ، فربما أصله ذلك الشاب الباسل المسلح الذي كان يساعد الرجل البدائي على حمل عروسه المخطوفة .
رمز شهر العسل قديما
و شهر العسل نفسه يرمز إلى الفترة التي كان العريس يجبر فيها على إخفاء عروسه المخطوفة حتى يمل ذووها و أقرباؤها من البحث عنها و يتعبون.
و لكن هل تعرف لماذا يلقى الأرز على العروسين في حفلات الزفاف الأجنبية ؟
تزخر حفلة الزفاف برموز كثيرة . كاستعمال الأرز مثلا، فقد مثل دورا في حفلات الزواج طوال قرون. ففي بعض القبائل البدائية مثلا، كانت عملية أكل الأرز معا السبيل للزواج بين الناس. و لعل ذلك مرده إلى أن المشاركة في الأكل ترمز إلى الحياة المشتركة ، و اتفق أن كان الأرز الطعام المحلي.
و بين شعوب أخرى، كان العروسان يأكلان الأرز معا لكي يعقد زواجهما، ثم كان الأرز ينثر عليهما.
و في بعض الحالات، لم يكن الأرز يستخدم للأعراس للجمع بين العروسين، بل لحمايتهما من الأرواح الشريرة، ذلك بأن الاعتقاد كان أن هذه الأرواح تظهر دوما لدى الزواج، و بإلقاء الأرز على العروسين تحصل الأرواح على غذائها و يحال بينها و بين التسبب بالأذى للعروسين.
و لكن بالنسبة إلى الشعوب القديمة، كان الأرز رمز الإخصاب، و عادة نثر الأرز على العروسين اليوم تعود إلى ذلك المعنى – أي أننا نقول لهما بالشكل الرمزي ليرزقكما الله أولادا كثيرين، و وفرة من الأشياء الحسنة في حياتكما العتيدة معا.
